تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الدعاء على القبر]

ـ[أحمد عادل كمال]ــــــــ[04 - 05 - 09, 12:58 ص]ـ

[الدعاء على القبر]

سُأل الشيخ ابن بازٍ ـ رحمه الله ـ، في الدعاء الجماعي على القبور في الجنائز، فقال السائل: "أرى بعض الناس يقفون عند القبر بعد دفن الميت ويدعون له، فهل هذا جائز؟ وهل هناك دعاء مشروع يقال بعد الانتهاء من الدفن؟ وهل هو جماعي كأن يدعو شخص ويؤمن الباقون على دعائه؟ أم أن كل شخص يدعو وحده؟ أفتونا جزاكم الله خيرا ".

فقال الشيخ ـ رحمه الله ـ: " قد دلت السنة الثابتةُ عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ على شرعية الدعاء للميت بعد الدفن، فقد «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال: استغفروا لأخيكم، واسألوا الله له التثبيت فإنه الآن يسأل» [أخرجه أبو داود وصححه الألباني]، ولا حرج في أن يدعو واحدٌ، ويؤمنَ السامعون أو يدعو كلُ واحد بنفسه للميت، والله ولي التوفيق". [انظر مجموع فتاوى ابن باز - (13/ 204)، و مجلة البحوث الإسلامية (68/ 53)].

بيد أن الشيخ ابن عثيمين ـ طيب الله ثراه ـ قال في نفس المسألةٍ:

"ليس هذا من سنة الرسول ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ، ولا من سنة الخلفاء الراشدين رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم، وإنما كان الرسول ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ يرشدهم إلى أن يستغفروا للميت ويسألوا له التثبيت، كلٌّ بنفسه، وليس جماعة"اهـ. [انظر: فتاوى الجنائز (ص 228) لابن عثيمين].

وقد رُفع نفس السؤالِ إلى دار الإفتاء المصرية ـ حرسها الله وحفظ علماءها ـ

فكان الرد: "الأمر في ذلك واسع، والتنازع من أجل ذلك لا يرضاه الله ولا رسوله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ، بل هو من البدع المذمومة؛ إذ من البدعة تضييقُ ما وسَّع الله ورسوله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ، فإذا شَرَع اللهُ سبحانه وتعالى أمرًا على جهة الإطلاق وكان يحتمل في فعله وكيفية إيقاعه أكثرَ مِن وجه فإنه يؤخذ على إطلاقه وسعته ولا يصح تقييده بوجه دون وجه إلا بدليل ...

على أن الدعاءَ في الجمع أرجى للقبول وأيقظُ للقلب وأجمعُ للهمة وأَدعى للتضرع والذلة بين يدي الله تعالى، خاصة إذا كانت هناك موعظة؛ وقد قال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ: «يَدُ اللهِ مع الجَماعةِ» رواه الترمذي وحسَّنه والنسائي عن ابن عباس رضي الله عنهما."

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير