فمن فرط في مراجعة ما حفظ لا يأتي يحتج علينا بتفريطه.
3 - أما آراء أهل العلم في هذا؛ فقد قابلت بعضهم يقول كما قال العمرني، وأعرف آخر لا يوصي بحفظ المتون، ومع ذلك هو يستشهد في دروسه بألفية ابن مالك، وعقود الجمان، والمراقي ونحوها.
وعلى كل؛ تحصل لي مما فهمته ثلاثة أقوال:
أ - قوم يوصون بحفظها.
ب- قوم لا يؤيدون الاشتغال بحفظها عن غيرها من المهم من العلم.
ج- قوم لا يوصون بحفظها مطلقا (وهؤلاء قليل).
ومن هنا ينشأ الخلط بين الثاني والثالث.
وليس لمن يزهد في حفظها إلا قول الشيخ عبد الله الحكمي في أرجوزته "عدة الطلب":
شبهة داحضة
وبعدَ ما مضى من البيانِ*واتضحَ الحقُّ لذي عرفانِ
إياكَ يا بنيَّ أن تنخدعا*بشُبْهةٍ نسجها مَنْ ادّعى
بأنَّ حفظنا المتونَ مضيعهْ*للوقتِ من دون اجتلابِ منفعهْ
دعواهمُ أن يفهمَ الصغيرُ*مِنْ دونِ تلقينٍ بهِ يصيرُ
للعلمِ مُبْغِضَاً شَرودَ الفهمِ*فالفهمُ وحدَهُ طريقُ العلمِ
وأنَّ مَنْ يحفظُ مثلُ الببغا *وغيرُ هذا مِنْ هُراءٍ و رُغا
إذ قيلَ عنْ حافظِ وحي الصَّمَدِ*زِيدتْ لدينا نُسخةٌ في البلدِ
قد نجحَ الأعداء في إقناعنا *بهذهِ الشُّبهةِ في أوطاننا
وأوهمونا أنَّ حمْل اللقبِ*هو دليلُ العلمِ ياللعجبِ
مِنْ أجلِ أنْ يَنْشأَ جيلٌ جاهلُ*مِنْ حليةِ العلمِ العظيمِ عاطلُ
لذا رأينا زمراً قد حملوا*أعلى الشهاداتِ وما تحمَّلوا
مِنَ العلومِ غيرَ ما قد نَقلُوا*في تِلْكُمُ الإبحاثِ يا مَنْ يَعْقِلُ
إلا اللذينَ أخذوا أنفسَهمْ*بالمنْهَجِ الأسمى وما أقلَّهُمْ!
فالحفظُ يا قومُ طريقٌ الفهمِ*ثمَّ هما منهاجُنا في العلمِ
إذا سَلكْنا مَسْلَكَ التدرجِ*وتركُهُ هوَ انتهاجُ العِوَجِ
هلْ حافظُ القرآنِ مِثلُ الجاهلِ*بمَوْضعِ السُّورةِ والفواصلِ؟!
لا يعرفُ السورةَ حتى يَنْظُرَا *في فِهرسِ الْمُصْحَفِ هذا إنْ دَرى
َمَوضعَها. وربما قد وَعَبَ*مِنَ الأغاني ما يُثِيْرُ العَجبا
معْ حِفظهِ أسماءَ مَنْ قدْ نَعَقوا*بها مِنَ الأحياءِ أو مَنْ سَبَقوا
إلى حياةِ الْخُلدِ والجزاءِ*يا ربِّي سَلِّمْنا مِنَ البلاءِ
وهلْ يكونُ حافظُ المسائلِ*مِثلَ فتىً في عِيِّهِ كباقلِ
لا تُصغي يا بُنَيَّ للإرْجافِ*ولتَتَبِعْ مناهجَ الأسلافِ
فمَنْ على مِنهاجِهمْ قدْ سَلَكا*فذاكُ منهُ فاتخذهُ مَسْلَكا
وأختِمُ الفصلَ بِنَظمِ اللؤلؤِ*فهاكهُ مُنَضداً كالؤلؤِ:
واعلمْ بأنَّ العلمَ بالتعلُمِ*والحفظِ والاتقانِ والتفهُمِ
والعلمُ قد يُرزَقُهُ الصَّغيرُ*في سِنِّهِ، ويُحْرَمُ الكبيرُ
وإنَّمَا الْمَرْءُ بأصغريهِ*ليسَ برجليهِ ولا يَديْهِ:
لسانُه وقلبُهُ الْمُركَبُ*في صدرِهِ وذاكَ خَلْقٌ عَجَبُ
والعلمُ بالفهمِ وبالمذاكرهْ*والدرسِ والفكرةِ والْمُناظرهْ
فرُبَّ إنسانٍ يَنالُ الحفظَ*ويُوْرِدُ النَّصَ ويَحْكي اللَفْظَ
وما لَهُ في غيرِهِ نَصيبُ*مما حواهُ العالِمُ الأديبُ
ورُبَّ ذي حِرصٍ شديدِ الْحُبِّ*للعِلمِ والذكرِ بَلِيْدِ القَلْبِ
مُعَجَزٍ في الحِفظِ والرِّوايهْ*ليسَتْ لهُ عمَنْ روى حِكايهْ
وآخَرٍ يُعطى بلا اجتهادِ*حفظاً لما قدْ جاءَ في الإسنادِ
يُفيدهُ بالقلبِ لا بناظرهْ*ليسَ بِمُضْطَرٍ إلى قَمَاطرهْ
وإن أردت مزيد بيان فاقرأ كلام الحربي في ذلك
http://www.saaid.net/mktarat/alalm/50.htm (http://www.saaid.net/mktarat/alalm/50.htm)
4- أما من كانت لديه حافظة لا تسعف؛فليستأنس بكلام العلامة الألباني، كما نقله بمعناه
قال الألباني هذا يتفاوت بعض الناس يسهل عليه حفظ النظم و بعضهم يسهل عليه أكثر دراسة النثر و فهمه و حفظه .. فلا يلزم الجميع بحفظ المتون المنظومة بل ينظر لحال الشخص ..
وكلامه واضح، فمن صعب عليه حفظ الألفية في النحو فليحفظ الملحة، فإن صعية فليحفظ نظم الآجرومية، فإن صعبت فليحفظ الدرة، فإن صعبت فليحفظ نظم الشبراوي، أما إن صعبت عليه فليشتغل بالصلاة والذكر عن الحفظ والقراءة.
والمقصود أنه لا يشترط أن تحفظ كما يحفظ غيرك، فلكل أحد قدرة قد لا توجد عند الآخر.
وإن أردت الزيادة فعلك بالمعالم العشرة لحفظ المتون للشيخ السبت http://www.ansarallah.com/play_audio.php?audio=480 (http://www.ansarallah.com/play_audio.php?audio=480)
لعله هكذا رتب الموضوع.
ـ[ظافر الخطيب]ــــــــ[30 - 03 - 10, 08:25 ص]ـ
أقول "هذا راي شخصي للشيخ العمراني!
ـ[المشتاقة للطاعه]ــــــــ[30 - 03 - 10, 12:18 م]ـ
الحفظ هو أهم طريقة لتثبيت العلم
ـ[محمد أبومروان]ــــــــ[30 - 03 - 10, 01:54 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
هما متلازمان: فلا فائدة من حفظ بدون فهم , ولافائدة من فهم بدون حفظ.
سؤال يوضح وجهة نظري: أيهما أفضل: توفر الدرج أم الصعود للقمة المنشودة؟؟؟؟
كيف الصعود بلا درج؟ وما فائدة الدرج إذا لم أصعد به؟
أما الشيخ العمراني فهذا رأيه ومن حقه أن يعبر عنه لاسيما وأنه من أهل المراس في مجال العلم بغض النظر عن مذهبه , ووالله أول مرة أسمع إن فيه مذهب شوكاني!!!!!!
¥