تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[هل تعرف معنى حديث «فراش للرجل وفراش لامرأته والثالث للضيف والرابع للشيطان» المجيب: الشيخ: محمد فركوس.]

ـ[بندر البليهي]ــــــــ[07 - 05 - 09, 06:39 م]ـ

السؤال: ما هو تفسير الحديث الآتي: «فراش للرجل وفراش لامرأته والثالث للضيف والرابع للشيطان» (1).

الجواب: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين أمّا بعد:

فالحديث يدلّ على ترك الإكثار من الوسائل والأشياء المباحة والترفه بها، أي: أنّ المقصود الاقتصار على قدر الحاجة، لأنّ الزائد على قدر الحاجة سرف، وذلك مدعاة إلى حبّ الدنيا وزخارفها، الأمر الذي يفضي بطريق أو بآخر إلى المباهاة والاختيال والكبر، ولا شك أنّ ذلك مذموم شرعا قال تعالى: ?وَلاَ تُسْرِفُوا إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ المسْرِفِينَ? [الأعراف:31] وقال تعالى في وصف عباد الرحمن: ?وَالذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً? [الفرقان:67]، والمعلوم -استقراء- أنّ كلّ مذموم يضاف إلى الشيطان لأنّه يرتضيه ويحثّ عليه قال تعالى: ?وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً إِنَّ المبَذِرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا? [الإسراء:27]، ولأنّ الشيطان -لعنه الله- لا يدعو إلاّ إلى خصلة ذميمة إمّا البخل والإمساك، فإن عصاه دعاه إلى الإسراف والتبذير. وفي الحديث دليل على أنّ الشيطان يبيت ويقيل، ويؤكد خصوص المبيت ما صحّ عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: «إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه، قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء، وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله، قال الشيطان: أدركتم المبيت، وإذا لم يذكر الله عند طعامه، قال أدركتم المبيت والعشاء» (2).

ويخرج من عموم قوله صلى الله عليه وآله وسلم:''والرابع للشيطان'' القيلولة لقوله صلى الله عليه وآله وسلم:''قيلوا فإن الشياطين لا تقيل'' (3).

والعلم عند الله تعالى وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلّى الله على محمّد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

الشيخ أبي عبد المعزّ محمد علي فركوس -حفظه الله-

الجزائر في:18 صفر 1426ه

الموافق ل: 27 مارس 2005 م


1 - أخرجه مسلم في اللباس والزينة (5573)، وأبو داود في اللباس (4144)، وأحمد (14488)، من حديث جابر رضي الله عنه.

2 - أخرجه مسلم في الأشربة (5381)، وأبو داود في الأطعمة (3767)، وابن ماجة في الدعاء (4020)، وأحمد (15109)، والبيهقي (15003)، من حديث جابر رضي الله عنه.

3 - أخرجه أبو نعيم في (أخبار أصبهان) (1/ 195)، والطبراني في الأوسط (ح28)، والديلمي في الفردوس (3/ 4605) من حديث أنس رضي الله عنه. وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4431)، والسلسلة الصحيحة (1647).

http://www.ferkous.com/rep/Bq24.php

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير