تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

المنتقى الحَباب من جوامع الآداب في أخلاق الأنجاب لعلامة الشام جمال الدين القاسمي.

ـ[علي الفضلي]ــــــــ[11 - 05 - 09, 11:26 ص]ـ

قال العلامة جمال الدين القاسمي – رحمه الله تعالى -:

(ويجب الاحتراز عن الألفاظ الحشوية التي تتخلل كلام بعض اللكن والرعن، كما يجب ترك التضمين (1)، فإنه أقبح داء، وأسوأ آفة للوقار والبهاء؛ وفيه تجرئة السِّفْلة على الوقاحة، وهي من أخلاق الأدنياء، سرى داؤها إلى غيرهم من الترخيص لهم في الجلوس معهم، والانبساط إليهم لإضحاكهم، ورضاهم بمعاشرتهم، وما تضمينهم القبيح إلا نفثات سموم تتسرّب في جسم الحكمة والأدب فتفسده) اهـ.

من (جوامع الآداب في أخلاق الأنجاب) -الباب الرابع: في الآداب الاجتماعية .. أدب المتكلم. ص82.

(1) نوع من الكلام يستعمله أرباب المجون والخلاعة والمساخر.

مثاله: كأن تقول لبائع أو صاحب: اللون الذي أحبه كحلي، فيقول لك بتفاهة: ليش أكح لك!

والحقيقة هذا الكتاب - أعني جوامع الآداب في أخلاق الأنجاب – كتاب رائع قيم مفيد في الآداب الاجتماعية والأخلاق والتعامل مع الأهل والأولاد والآخرين، فأنا أنصح كثيرا باقتنائه وقراءته.

والله الموفق.

ـ[علي الفضلي]ــــــــ[11 - 05 - 09, 11:43 ص]ـ

وقال في (أدب الدرس):

(وأن يحضر درسه قبل إلقائه، فيراجع ما يحتاج لمراجعته من الكتب لتصحيح ألفاظ وتحقيق بحث.

وأن لا يأتي للطلبة في أثناء الدرس بما يشوش الفهم، فلا يُغْرب بالإكثار من الاعتراضات اللفظية، والجواب عنها بالاحتمالات، فإن ذلك مضيعة للأوقات.

" ... "

وأن يقتلع جذور التعصب من قلوب المتعلمين، ويحببهم إلى الإنصاف، فإن التعصب سبب تفريق الناس بعضهم عن بعض، وجذوة حجب العقول عن الحق؛ والإنصاف راحة، لأنه يرفع الخلاف، ويوجب الائتلاف) اهـ.

ـ[علي الفضلي]ــــــــ[11 - 05 - 09, 11:52 ص]ـ

وقال في أدب جليس العامة:

(وفي كتاب "النصائح العامة" ينبغي للعالم أن يكون حديثه مع العامة في حال مخالطته ومجالسته لهم في بيان الواجبات والمحرمات، ونوافل الطاعات، وذكر الثواب والعقاب على الإحسان والإساءة، ويكون كلامه معهم بعبارة قريبة واضحة، يعرفونها ويفهمونها، ويزيد بيانا للأمور التي يعلم أنهم ملابسون لها، ولا يسكت حتى يُسأل عن شيء من العلم – وهو يعلم أنهم محتاجون إليه، ومضطرون له، فإن علمه بذلك سؤال منهم بلسان الحال، والعامة قد غلب عليهم التساهل بأمر الدين علما وعملا، فلا ينبغي للعلماء أن يساعدوهم على ذلك بالسكوت على تعليمهم وإرشادهم، فيعم الهلاك، ويعظم البلاء، وقلما تختبر عاميا – وأكثر الناس عامة – إلا وجدته جاهلا بالواجبات والمحرمات!، وبأمور الدين التي لا يجوز ولا يسوغ الجهل بشيء منها، وإن لم يوجد جاهلا بالكل وجد جاهلا بالبعض، وإن علم شيئا من ذلك وجدتَ علمه به علما مسموعا من ألسنة الناس، لو أردت أن تقلبه له جهلا فعلت ذلك بأيسر مؤونة، لعدم الأصل والصحة فيما يعلمه) اهـ.

ـ[علي الفضلي]ــــــــ[12 - 05 - 09, 07:25 ص]ـ

وقال في (الأدب في الزواج والسن المرعي فيه):

(ولما كان أهم أغراض الزواج هو التناسل للحصول على الذرية، لبقاء النوع الإنساني وتقدمه، فمن البدهي أن يبتدأ الزواج من السن الذي يشعر فيه الإنسان بالحاجة التناسلية، وأن يكون سن الزواج للمرأة ليس أقل من (14)، ولكن لا يجب تأخيره عن ذلك كثيرا.

وإنْ تقدم الزواجُ عن ذلك كان عديم الفائدة، ومضرا أحيانا بالمرأة وأولادها، لجملة أمور:

منها: أن الأعضاء التناسلية لم تكن قد بلغت حدها النهائي في النمو.

ومنها: أن البنات المتزوجات صغيرات السن عن الحد الذي قررناه يكون زواجهن في الغالب أقل إخصابا –أي أقل نسلا- وأولادهن تكون حياتهم قليلة عن غيرهم.

ومنها: أن المبكرات في الزواج لا تتوفر فيهن الشروط الجسمية والعقلية اللازمة والأمومة، وكلما تأخر زواجهن كلما اكتسبن تجارب تؤهلن للزواج.

ومنها: أن النساء المتزوجات وهن صغيرات نسبة الوفيات فيهن أكثر منها في المتزوجات في السن المعتدل.

ومنها: أن صغر الأم في العمر ينشأ عنه ضعف في الطفل، وخصوصا في الولد البكري.

وإذا تأخر الزواج إلى ما بعد الخامسة والعشرين أو الثلاثين يكون الحمل والولادة في الغالب أكثر تعبا على المرأة، لأن الأعضاء تكون قد انتهت من النمو، وثبتت في أوضاعها، وصار أي تغير في أوضاعها متعذرا، ولا يخلو من خطر، والولادة عندهن غالبا تكون عسرة.

وعلى العموم فإن الشبوبية والتقدم في السن كلاهما يضعف التغذية في النسل، وأولادهم يغلب فيهم الضعف، ونقص الحيوية.

ومن الضروري جدا أن يكون أن يكون الزوج أكبر من الزوجة لعدة اعتبارات:

منها: أن الرجل ينمو ببطء عن المرأة.

ومنها: أن المرأة تنتهي حياتها التناسلية (سن اليأس) قبل الرجل بكثير.

ومنها: أن الرجل لا يكون له السلطة التامة عليها إذا كان أصغر منها.

ومنها: أن الرجل إذا كان في سن العشرين!! مثلا، يكون قد أسّس له مركزا معاشيا يسمح له بالزواج، والمرأة بعد اليأس لا تتزوج أصلا، لأن الغرض من الزواج وهو التناسل مفقود منها) اهـ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير