تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[علي الفضلي]ــــــــ[26 - 05 - 09, 06:25 ص]ـ

وقال في (أدب المُهدِي):

(رؤية الفضل للمُهْدَى إليه، وإظهار السرور بالقبول منه لها، و الشكر عند رؤية المهدَى إليه، والاستقلال لها وإن كثرت) اهـ.

و قال في (أدب المُهدَى إليه):

(إظهار السرور بالهدية وإن قلّت، والدعاء لصاحبها إذا غاب، والبشاشة إذا حضر، والمكافأة إذا قدر، والثناء عليه إذا أمكن، وترك الخضوع له والتحفظ من ذهاب الدين معه، ونفي الطمع معه ثانيا) اهـ.

و قال في (أدب اصطناع المعروف):

(البداءة به قبل السؤال، والمبادرة به عند الوعد، والتوقير له عند العطاء، والستر له بعد الأخذ، وترك المنة بعد القبول، والمداومة على اصطناعه، والحذر من انقطاعه) اهـ.

ـ[علي الفضلي]ــــــــ[26 - 05 - 09, 07:52 ص]ـ

وقال في (أدب المعاشرة):

(مُعاشر الناس و مجالسهم يلزمه البشر والبشاشة، و كتمان السر و حسن الخلق، و ملازمة الصدق في المقال، وإسعاف الصديق في الحاجة، و اجتناب اللجاجة، و مواصلة النصح والإفادة، و السخاء بالزيارة والعيادة، وخلوص الوداد في حالتي السرّاء والضراء، و مشاطرة الخليل في الأفراح والأحزان، وتقليل العبث والمزاح، وصون اللسان، والمعاملة باللطف والأنس، واعتبار الصديق كالنفس، والإغضاء عن الزلل، و هجر النفور و الملل، وكظم الغيظ والغضب، و ممارسة العفة والأدب.

ويتعين على الجليس أن يراعي ألفاظه، ويكون على حذر من عثرة لسانه، لا سيما إذا كان جليسه ذا هيبة، وأن لا ينظر في عطفيه، ولا يكثر الالتفات، ويتحفظ من تشبيك أصابعه، وتخليل أسنانه، وكثرة البصاق و التمطي، والتجشؤ، وتقريب الفم من وجه المخاطب، ومن العبث بشاربه ولحيته، ومن التمخط إلا بمنديل، ومن الإزعاج بالعطاس، فلا يكون له ضجة، و ينبغي أن يُصغي إلى كلام مُجالسه، ولا يقطع عليه كلامه، و يستوعب منه القول، فقد يستفيد من مجالسة الحكيم ما لا يستفيده من كتاب، و يكون مجلسه هادئا، وحديثه منتظما مرتبا، مقرونا بالتروي والتحرز، و عليه أن لا يتصنّع تصنّع المرأة في الزينة (1)، و لا يلح في طلب الحاجة، ولا يكثر من الهزل، ولا يذكر أحدا بسوء، ولا يبثّ الأراجيف (2)) اهـ.


(1) رحمةُ الله تعالى على العلامة القاسمي، فلعله ما رأى تصنّع الشباب الذكور! تصنع النساء في الأفعال و الكلام! في هذا الزمان! – إلا من رحم الله تعالى - فإنك إذا رأيته يتكلم حسبته امرأة تتكلم، مِنَ الخضوع في صوته وألفاظه و حركاته، فهو يحاكي صنيع النساء ليستميل إليه النسوان، وليقولوا: فلان رقيق!! فلان راقي في ألفاظه!! وإذا رأيته يمشي، لم تكد تستبين أمرأة هو أم أنه من المذَكِّرين؟!! فإنك تراه يتمايل، ويبطئ المشي، ويقرّب الخطا، ويتهادى تهاديَ النسوان؛
في الطبقات الكبرى لابن سعد عن عبيد الله بن عبد الله قال:
(لم يكن البر يعرف في عمر وابنه حتى يقولا أو يفعلا.
قال يزيد بن هارون، أخبرنا عبيد الله بن عبد الله بن أويس المدني عنالزهري عن سالم نحوه، قال: قلت: يا أبا بكر ما تعني بذلك؟ قال: لم يكونا مؤنثين ولا متماوتين).
و أما الزينة، فيا للعجب من اهتمام شباب المسلمين في هذا الزمان بتلميع ثيابهم وتبخيرها وتطييبها والمبالغة في ذلك، حتى أنه لو رأى على ثوبه نقطة من القذى لا تكاد تبين! أخذ ثوبه، وطواه! ورمى به إلى الغسّال (القصّار)، وأصبحوا يزدرون غيرهم من الزهّاد، بل من عامة الناس ممن لا يغلو في ملبسه، و المصيبة الكبرى هي تشبه الرجال بلباس النساء، وتشبه النساء بلباس الرجال فإنها من الكبائر التي جاء بها اللعن عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، والله المستعان.
(2) قال ابن منظور في (لسان العرب):
(أَرْجَفَ القومُ إذا خاضُوا في الأَخبار السيئة وذكر الفتَنِ قال اللّه تعالى والمُرْجِفُونَ في المَدينةِ وهم الذين يُوَلِّدُونَ الأَخبارَ الكاذبةَ التي يكون معها اضطرابٌ في الناس الجوهري والإرْجافُ واحد أَراجِيفِ الأَخْبارِ وقد أَرْجَفوا في الشيء أَي خاضُوا فيه) اهـ.

ـ[علي الفضلي]ــــــــ[26 - 05 - 09, 12:26 م]ـ
يتصنّع تصنّع المرأة في الزينة السؤال:
حكم من يقول للرجل: أنت كالمرأة؟!
الجواب:
(ما غرضه في قوله: أنت كالمرأة، يجوز أن يكون هذا الرجل يلبس خاتم ذهب، و الذي يلبس الخاتم الذهب كالمرأة، لأن خاتم الذهب لا يحل إلا للنساء، فإن النبي – صلى الله عليه وسلم - رأى رجلا وعليه خاتم ذهب، فأخرجه النبي – صلى الله عليه وسلم – من يده وطرحه على الأرض – طرح الخاتم – وقال:
(يعمد أحدكم إلى جمرة من نار يضعها في يده).
ولما انصرف النبي – صلى الله عليه وسلم – قيل للرجل: خذ خاتمك انتفع به؛ فقال: لا آخذ خاتما طرحه النبي – صلى الله عليه وسلم – اللهم ارض عنه.
و يجوز أن يكون هذا الرجل – الذي قال له: أنت امرأة – يقلد صوت المرأة أو مِشيتها، كما يوجد في بعض التمثيليات و المسرحيات، يمثل الشاب دور امرأة، وهذا لا شك في تحريمه، لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – لعن المتشبهين من الرجال بالنساء، ولأن هذا الرجل الذي جعل نفسه امرأة، أخشى كل يوم يسطو عليه الشباب، ويقول: يا امرأة! يا شبيه المرأة.
فلا أدري ما السبب الذي جعله يصفه بأنه امرأة.
وعلى كل حال: فإن هذا من التنابز بالألقاب، وقد قال الله تبارك وتعالى:
(و لا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان)) اهـ.
العلامة العثيمين. (فتاوى الحرم المكي) عام (1407) هـ شريط (14) أ.
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير