تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[علي الفضلي]ــــــــ[05 - 06 - 09, 06:40 ص]ـ

و قال في (أدب المسكن وتنقية الهواء):

(ينبغي أن يكون المسكن بعيدا عن المياه الراكدة، و عن مطارح القاذورات و البالوعات والمعامل، التي ينشأ عنها فساد الهواء، و أن يكون مضيئا متجها لنور الشمس، و لذا كان من يقطن في غرف مظلمة أضعف وأكثر مضرة ممن يسكن في غرف مضيئة تستقبلها الشمس، و يلزم لكل إنسان مقدار عشرة أمتار مكعبة من الهواء، لا سيما إذا كان قبوا.

و ينبغي إبعاد الأشياء المتخمرة أو المتعفنة عن المنازل، و دوام تنظيفها، و مراعاة تجديد الهواء بفتح النوافذ مرارا.

و ليحذر من إغلاق النوافذ على الناس المزدحمين في محل واحد في الشتاء، إذ يمتنع تجدد الهواء فيه، فيفسد بأنفاس الجالسين، فينشأ عنه أخطار شتى.

وليحذر أيضا من استنشاق هواء الشمعة ساعة طفئها، فله سرعة ضرر لما ينشأ عنه من الاختناق، ويجب الاحتراس أيضا من الفحم غير تام الاحتراق لِعِظَم ضرره.

قال بعض الحكماء:

من دواعي الصحة الاعتياد من زمن الطفولة على النوم والشبابيك مفتوحة في جهة نظيفة، من غير تعرض لمجرى الهواء، و ذلك لأقوياء البنية، السالمين من الأمراض، و إن أكثر الأمراض المنتشرة في البيوت من عدم الاعتناء بتجديد الهواء، و إن الاعتناء بصفاء الهواء يجب بقدر الاعتناء بنظافة المأكولات و المشروبات.

و إن جراثيم الأمراض تنقطع من الأماكن التي يدخلها الضياء والهواء الصافي، كما تكثر في الأماكن المحرومة منهما.

و قال حكيم:

ليعلم أن نقاء الهواء معناه خلوه من مواد سامة تخالطه، و أخص هذه المواد السامة ثلاث:

الأولى: أبخرة منبعثة من الجسد.

والثانية: أبخرة منبعثة من الأقذار.

و الثالثة: أبخرة منبعثة من المستنقعات.

أما المواد المنبعثة من الجسد فهي:

ما يخرج منه بواسطة البخار الرئوي والجلدي، وللأبخرة المذكورة رائحة خصوصية تنتشر بها في الأثواب والأسرّة و الفرش، و تلتصق بالجدران، وقد تدوم زمنا طويلا، وهي السبب العظيم الناشئ من ازدحام المجتمعين، إذْ لم يتجدد فيها الهواء.

فلا يخرج الإنسان منها إلا ويشعر بتعب أو صداع، أو ثقل في الرأس، لا يزول إلا بعد التعرض للهواء الطلق برهة.

و شاهد كثير من الأطباء موتى اغتالتهم يد المنون من ازدحام شديد في أماكن محصورة، و لهم إحصاءات في ذلك شتى.

فيتضح مما تقدم أن تبديل الهواء في المساكن من الأمور الضرورية لحفظ الصحة، و منع المرض، وأن نوم كثيرين في غرفة واحدة مغلقة النوافذ من العادات المضرة، فإذا لم يمكن تقليل عدد النيام تركت بعض النوافذ مفتوحة، لأجل إبدال النقي من الهواء بما فسد منه، و كذلك الازدحام في المساجد و المدارس يوجب تطهير الهواء فيها بواسطة فتح النوافذ المتقابلة.

و أما خوف العامة من دخول الهواء البارد إلى البيوت فوهم، لأنه إذا كان نقيا فهو ضروري للصحة، و لو مدة النوم، بشرط أن يبعد الفراش عن مجرى الهواء البارد (1)، وربما كان أقل ضررا من تنفّس الهواء الفاسد، وكذا يقال في اجتناب ما فسد من هواء الأقذار و المستنقعات، فإن أضرار استنشاقه جمة، و التفصيل في كتب تقويم الصحة) اهـ.


(1) و ينبغي التنبه لأمر غاية في الأهمية، ألا وهو مسألة التحول من مكان بارد فجأة إلى مكان حار أو دافئ، أو العكس، فإن تكرّرَ هذه الفجاءة يسبب التهاب الصدر و الرئة، وحينئذ ينبغي أخذ الحيطة لذلك، و ذلك بإغلاق الفم و الأنف مؤقتا حتى يعتاد الجسم الجو الجديد، فإذا خرج من المكان البارد – المسجد مثلا- إلى الجو الحار فليضع على أنفه و فمه شيئا لبرهة من الوقت، وكذا إذا دخل من الجو الحار في الخارج إلى الأماكن الباردة فليحتط لذلك كذلك، بأن يضع شيئا على أنفه وفمه، أو أن يطفئ التكييف، أو أن يقلل برودته، وكم من حالات التهاب سببها مثل هذا التغيّر الذي لا يُتنبه له.
و الله خير حافظا وهو أرحم الراحمين.

ـ[علي الفضلي]ــــــــ[07 - 06 - 09, 08:23 ص]ـ
و قال في (أدب النوم):

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير