كأني بالقارئ الكريم يبادرني بأن عباس العقاد يعظم نفراً من صحابة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم أجمعين ـ ويخلع عليهم أرفع الألقاب عنده، وهو لقب العبقري، فكتب عن خالد بن الوليد، وعمر وعلي، وكتب عن أبي بكر، وكتب عن عثمان وبنت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فاطمة الزهراء ـ رضي الله عنها وأبنائها الحسن والحسين، وكتب عن بلال وعائشة أم المؤمنين وكتب عن آخرين من صحابة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ، بشيء غير قليل من الاحترام والتقدير.
والحقيقة أن العقَّاد ما كتب عنهم كصحابةٍ للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أو ما كتب عنهم كنموذج عملي لهذا الدين، وهذا هو دافعنا لتعظيمهم وتوقيرهم، فبصحبتهم للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ونصرتهم للدين رفع الله ذكرهم في العالمين، وإنما كتب العقاد يؤرخ للعظمة والعظماء، كتب يسند فعالهم لغير الدين، فهو لا يرى أثراً للعقيدة في حياتهم، وقد قدمتُ شيئاً من هذا في مقالٍ سابق بعنوان (عبقريات العقاد: ركوب للكذب واستخفاف بالعقول). والآن أزيد بعض الأشياء التي تكلم بها العقاد عن صحابة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ.حتى لا يُقال أن عباس العقَّاد يعظم الصحابة رضوان الله عليهم، وحتى لا يقال أن عباس العقاد يعظم نفراً من أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم ـ كونهم أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم ـ وإنما عظمهم لما أظهره الله على أيديهم.
بعض أوصاف الصحابة عند العقاد
قد يقع أحدهم في مصدرٍ فاسد فيخطئ مرةً على صحابي بعينه، وهنا نصحح الخطأ ولا نقف طويلاً مع المخطئ، ننصرف عنه بعد وعظه ونحن نردد: الكمال مفقود .. كل يؤخذ منه ويرد عليه إلا المعصوم ـ صلى الله عليه وسلم ـ. وقد قرأت ما كتب العقاد عن صحابة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولم أجده من هؤلاء.
العقاد لا يوقر الصحابة ـ إلا نفراً قليلاً كما قدمت ويوقرهم من وجهة نظر خاصة بعيدة عن كونهم صحابة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وينظر إليهم نظرة في منتهى السوء، وهذا سياق عام، وليس نصاً أقتطعه من كتابٍ. وهاأنذا أعرض عليك ما تكلم به العقاد في صحابة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ على هيئة نقطتين هي:.
أولا: لخْبَطَةٌ وقلة أدب
ثانياً: طُلَّاب دنيا!!
أولا: لخبطة وقلة أدب.
يرسم العقاد ـ بكلماته ـ إحدى المشاهد للصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ في هذا المشهد:
أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ ترفع نعل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ على عثمان، والصحابة يتصايحون ويتقاذفون في المسجد.!!
وأمُّ المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ بزعم العقَّاد تَذكر علياً ـ رضي الله عنه ـ بما لا يصح أن يذكر به متأففةً.!!
وكأن أم المؤمنين الطاهرة المطهرة حبيبة الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ بذيئة رديئة تتكلم بالوقح القبيح، وكأن عليّاً ـ رضي الله عنه ـ به ما يتأفف منه ولو ادعاءً.!!
وأم المؤمنين وعائشة ـ رضي الله عنها ـ بزعم العقَّاد في حياة عثمان ضده تقف بطريقه وتنصر أعداءه، وبعد وفاته تغير رأيها الأول بلا دليل تقدمه وتقف مع أنصاره ضد قتلته!!
وأم المؤمنين وعائشة ـ رضي الله عنها ـ بزعم العقَّاد تحرض الناس على عثمان، وتريد البيعة لابن عم أبيها طلحة بن عبيد الله، وتكره بيعة علي بن أبي طالب، ثم هي تحرض الناس للثأر من دم عثمان.!!
كأنَّ أمنا ـ رضي الله عنها ـ خفيفة تتحرك كثيراً وسريعاً، وكأنها بين الرجال في السياسة، وما كان شيء من هذا، كانت في بيتها ـ رضي الله عنها ـ كما أمر الله، تصوم وتصلي وتعلم الناس ما يتلى في بيت النبي من آيات الله والحكمة (السنة) كما أمرها الله {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً} الأحزاب34& shy;
ـ وعبد الله ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ يكذب على خالته أم المؤمنين عائشة كي يلقى علياً ويقاتله
ـ وأبو بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ يسب المهاجرين لعبد الرحمن بن عوف ويتهمهم بأنهم أهل دنيا!!
¥