ـ وعلي ـ كرم الله وجهه ـ يقول للأشعث بن قيس بزعم العقاد: (عليك لعنة الله ولعنة اللاعنين: حائك بن حائك، منافق ابن كافر).
سبُّ لا تسمعه إلا في بعض مخافر الشرطة، أو في شجار بين أراذل البغايا.!!
وعمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ عند العقّاد (يحب الغناء جملةً، ويطيل الإصغاء إليه)، وظل يسمع الغناء إلى مطلع الفجر (ثم قال للقوم، إيه! قد طلع الفجر .. اذكروا الله)، وجيء له برجل يغني في الحج فقال: (دعوه فإن الغناء زاد الراكب)!!
(وكان يسمع الغناء ويغني في بعض الأحيان، ولا ينهى عن غناء إلا أن تكون فيه غواية تثير الشهوات).
وعمر الفاروق ـ رضي الله عنه ـ يخرج للحج ومعه من يحسن الغناء
هكذا يتكلم العقاد عن عمر بن الخطاب.!!
أنا لا أتكلم إلى من لا يعرف قدراً للصحابة، ولكنني أتكلم لرفقاء الدرب ممن يوقرون الصحابة رضوان الله عليهم ويعرفون منزلتهم، أقول لهم: هكذا يتكلم العقاد عن صحابة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ. ودعني أكمل حتى تعرف حال هذا الرديء مع صحابة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
ويذكر قصة عن ابن عباس وأبيه ـ رضي الله عنهما ـ بدون سند ولا مصدر، فيها عثمان ـ رضي الله عنه ـ يروح ويجيء، ويشكو من سوء خلق علي بن أبي طالب وأنه سبه واتهمه في دينه، ويشكو بني عبد المطلب كلهم، وفيها مروان بن الحكم بالباب يثني عثمان ويأمره وينهاه.
ولا تخرج من القصة إلا بأن آل بيت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قوم فحش اللسان يغلي حب الدنيا في قلوبهم فهم ينازعون عثمان الإمارة ويحقدون عليه، وأن أمير المؤمنين عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ رجل ضعيف يحركه ابن عمه مروان بن الحكم.هذا ما تفهمه من القصة، وتجده مكرراً عند العقاد هنا وهناك.
ومعاوية يصلي بأهل الشام الجمعة يوم الأربعاء، وهو يضعف الرواية .. ويستدل بها .. !!
ويتكلم بكلام قبيح عن بني أمية، وأنهم أولاد حرام .. أو مستلحقون، وينقل عن دغفل البكري النسابه المعروف، ودغفل لم يلق أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، وإنما جاء بعده بقرن ونصف من الزمن!!
ويذكر العقاد أن خالداً بن الوليد كان مشغولا بالنساء ويعتذرـ ضمناً ـ بأن ذلك كان وقت الراحة حين لا تكون حرباً.!! ثم يقرر بأن حب النساء وحب الغزل حالُ بني مخزومٍ كلهم لجمالٍ في نسائهم وشغف بالجمال في رجالهم بزعمه، يستدل على ذلك بقصة في كتاب الأغاني (لا تصح على حد قوله هو)، ويستدل على شغف خالد وقومه بني مخزوم بالنساء بكلمة قيلت للسفاح الخليفة العباسي الأول عن جمال في نساء بني مخزوم، ويستدل بأنْ كان في بني مخزوم شاعر اشتهر بالغزل!!
ولا دليل في شيء من هذا.
أوَ جمال النساء ـ إن كان ـ أمارة على الشغف بالأنوثة في إخوانهن وبني أعمامهن وبني عماتهن!!
أوَ زواج المنتصر .. لاحظ زواج .. ممن هزمهم أمارة على حب النساء؟!
أم هي عادة في العرب يتألفون بها خصومهم، لما عند القوم للنسب من مكانة عالية؟!
وقد سنها الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ حين تزوج جويرية فأعتق قومها وصاروا جند للإسلام بعد أن كانوا حرباً عليه.
أوَ نشهد على القصة بأنها لا تصح ثم نستدل بها؟!
إنه العقّاد .. على الكذب البيِّن يبني تحليلاته. ويلوي الحقائق ليصور حال هؤلاء الكرام وكأنهم كانوا شهوانيين، فقط لتتم صورة (البطولة) المزعومة التي يرسمها لخالدٍ بن الوليد ـ رضي الله عنه ـ .. مقاتل .. محب للنساء .. محب للخضرة والفراش ... !!
هكذا يتكلم العقاد عن صحابة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقومٌ يمرون على هذا ويقولون: ذنبه في الاعتماد على الروايات الفاسدة .. اشتبه عليه الدليل!!
أقول: ما اشتبه عليه الدليل، بل يعرف أنه فاسد ويستدل به، ويعرف أن ثم صحيح عندنا وفاسد، ويعرف أننا ننقد المتن وننقد السند، فليس كل ما أسند وروي قُبِل. وأقول: رأى هذا ولم يرى الآيات الأحاديث في فضلهم.؟!
إنه فاسد يقرأ سيرتهم بخلفيته الفاسدة فأخرج هذا النتن عن الصحابة رضوان الله عليهم.
ثانيا: طُلَّاب دنيا!!
¥