ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[23 - 05 - 09, 02:10 م]ـ
الحمد لله وحده ...
قدر الله أنه كان لي في الأسبوع الماضي مدارسة مع بعض الإخوان حول كتاب الاعتصام للشاطبي،وكان مما قلتُه يومها: أن ما في هذا الكتاب من التقعيدات والأصول الضابطة لباب البدعة وفاعليها، منها ما لا ينضبط في نفسه ومنها ما هو منضبط في نفسه ولكنه ليس ميزاناً قاطعة بل يدخله الاجتهاد في تحقيق المناطات والنظر في موارد الأدلة ..
وكان مما ضربتُه من الأمثلة ما يقع من اختلاف بعض أهل العلم في الحكم على فعل معين بالبدعية .. هذا يُلحقه بالقواعد وهذا يُخرجه منها ...
فلما أُذيعت حلقة مصطفى حسني كلمني بعض من حضر تلك المدارسة ورأى ما أنكره الناس على مصطفى حسني، وسألني: أليست أقواله كلها راجعة إلى القول بأقوال لأهل العلم يسع فيها الاجتهاد في الجملة (؟؟)
ثم وجدتُ الشبهة عينها تتردد على الألسنة وفي المنتديات .. ونظرتُ في ردود بعض أهل العلم فوجدتها لم تغن في رد هذه الشبهة ...
فوجب هذا التوضيح ....
1 - صاحب الحلقة لم يصدر في حلقته عن تأصيل صحيح في البدعة ثم هو يُخالف في تحقيق مناطاته .. بل مدار حلقته ليس فيه تأصيل للبدعه ولو تأصيلاً خاطئاً فضلاً عن أن يكون تكلم بالتأصيل الصحيح. ومن كانت أصوله في باب البدعة أصولاً صحيحة ثم هو يخالِف ويُخالَف في بعض تطبيقاتها ومناطاتها ولو كثرت = فإن اجتهاده في الجملة يسع وهو فيه معذور مأجور، أما من لم ينطلق بأصول صحيحة بل كان في باطن أمره يرى بطلان أصول أهل السنة في البدعة ويتوسل في الظاهر بمن يوافقه في التفريعات ولو كان يخالفه في التأصيل = فاجتهاده فيها اجتهاد مذموم والله حسيبه فيه ..
2 - طريقُ إثبات الأحكام الشرعية بمجرد من قررها من أهل العلم،وعبارات من جنس: ((من رد فليرد عليهم)) هذا الطريق طريق مبتدع وليس من طرائق أهل العلم،ثم إن معه ما يدل على أن صاحبه متبع للهوى لا للعلم، وآيةُ ذلك من الجهة التي قررها الرادون وهي أن من أهل العلم من يقول ببدعية الفروع التي جوزها غيرهم فليس اتباع هؤلاء بأولى من اتباع أولئك ... ومن طريق آخر بديع: وهو أن نفس العلماء المعينين الذين استدل هو بهم لهم كلام في الأصول والفروع يُعرض عنه هو ولا يلتزمه ولا يقول به،وهذه الانتقائية القائمة على تلمس الموافقات هي من طرائق أهل الأهواء.
3 - لا يصح رد كلام صاحب الحلقة بأن ما استدل به = زلات للعلماء ... فهذا إن صح في مسألة فإنه لا يصح في غيرها،وليس الإشكال في مجرد القول بقول هؤلاء العلماء وإنما النظر هو في عيوب المنهج التي بيناها.
4 - ثم أصول صحيحة متفق عليها في باب البدعة،وإن تم البحث في تطبيقاتها = وصفها صاحب الحلقة بأنها كلام غير علمي، وهذا يدل على أن الخطأ في كلام صاحب الحلقة هو خطأ في المنهج والتأصيل، ومثل هذا لا ينفعه ما حشده من أفراد البدع التي رفع بدعيتها بعض أهل العلم،لأنه حينها طعن في الأصل الصحيح ..
5 - مَثَلُ صاحب الحلقة كمثل من يُبطل حجية حديث الآحاد في الاعتقاد فيذهب ليستدل ببعض ما ضعفه أهل العلم أو بعض ما استشكلوه وطلبوه له طرقاً أقوى= من أحاديث الآحاد .. وهي طريقة فاسدة جداً ..
6 - بعض الأفاضل ممن يؤذيهم غلو بعض السلفيين في بعض تقريرات البدعة= استروحوا لهذه الحلقة وظنوا أنها تنفع .. وصاروا يصححون بعض ما ورد في الحلقة ويتلمسون له عللاً صحيحة .. وهذا قبيح جداً بل هو غفلة شديدة، والباطل لا يُرد بباطل مثله ...
وما تقدم يُقرر أن هذه الحلقة خارجة عن أصول السلف في النظر والبحث والاستدلال ولا يكون ما فيها من الاجتهاد السائغ أبداً ...
والحمد لله وحده ..
ـ[أبو بكر الأثري]ــــــــ[23 - 05 - 09, 03:02 م]ـ
5 - مَثَلُ صاحب الحلقة كمثل من يُبطل حجية حديث الآحاد في الاعتقاد فيذهب ليستدل ببعض ما ضعفه أهل العلم أو بعض ما استشكلوه وطلبوه له طرقاً أقوى= من أحاديث الآحاد .. وهي طريقة فاسدة جداً
الحمد لله رب العالمين،
حتى يا شيخنا، إنك أتيت بمثل عن تأصيل لأهل العلم والتأصيل ...
يا شيخنا،
هذا الشخص لم يكن أصلا يتحدث عن تأصيل، وإنما كان يتحدث عن تضليل!
ـ[العرباني]ــــــــ[23 - 05 - 09, 03:34 م]ـ
الأخ أبو يحي
أنت لم تسمع رد الشيخ أبي إسحاق جيدا فهو يقول المسألة ليست بالكيلو يعني لا توزن الأمور بمقدار النقل عن العلماء بل بتأصيل الحكم الشرعي، وهو بهذا القول يبين أن الأخ مصطفي انتقى قولا لبعض علماء السلف مما يوافق هواه ونقله نقلا مبتورا عن منهج العالم والذي توجد له عشرات الأقوال تخالف هذا القول والتي هي بمجموعها تبين مذهب وعقيدة العالم، وزلة العالم يعرفها أي طالب علم مبتدأ بقليل من الاطلاع في كتب وأقوال هذا العالم وليس مجرد التصيد والذي غالبه نقل مبتور فقد يكون الكلام له سياق يدل على نقل العالم لقول شخص آخر يخالفه أو قول رجع عنه
ثم أن طريقة مصطفى حسني ليست طريقة علمية فقد أتى بالمراجع أمامه من أجل أن يصدقه الناس (فكاد المريب أن يقول خذوني) فالشيخ أبي إسحاق يقول ليس اثبات الأحكام الشرعية يكون بنقل أقوال.
وهذا اقتباس من رد الأستاذ أبي فهر في هذا المنتدى توضح المراد
- طريقُ إثبات الأحكام الشرعية بمجرد من قررها من أهل العلم،وعبارات من جنس: ((من رد فليرد عليهم)) هذا الطريق طريق مبتدع وليس من طرائق أهل العلم،ثم إن معه ما يدل على أن صاحبه متبع للهوى لا للعلم، وآيةُ ذلك من الجهة التي قررها الرادون وهي أن من أهل العلم من يقول ببدعية الفروع التي جوزها غيرهم فليس اتباع هؤلاء بأولى من اتباع أولئك ... ومن طريق آخر بديع: وهو أن نفس العلماء المعينين الذين استدل هو بهم لهم كلام في الأصول والفروع يُعرض عنه هو ولا يلتزمه ولا يقول به،وهذه الانتقائية القائمة على تلمس الموافقات هي من طرائق أهل الأهواء.
¥