[الطرائف والنكت تحكي لنا ...]
ـ[أبو آثار]ــــــــ[12 - 05 - 09, 10:16 م]ـ
[الطرائف والنكت تحكي لنا ...]
منذ القديم والناس تفكه مجالسها بالنكت والظرائف
بل إن الكثير قد قام بتاليف كتب خاصة بتلك النوادر والطرائف
وربما جعلوا لها بطلا واحدا وجعلوا حياته وقفا على الطرف والنوادر كما حصل مع جحا
لكن الذي لاحظناه ان النكت والنوادر كانت تعبر كثيرا عن طابع وعادات تلك المجتمعات والقبائل
فمثلا في الماضي وعندما كان اهتمام الناس بمكارم الاخلاق من كرم وشجاعة وفطنة وذكاء
كانت النكت تكثر عن البخلاء واخبار الحمقى والمغفلين والجبناء
على اعتبار ان هذا امر نادر ومستهجن من صاحبة لدرجة ان اخبارهم تبلغ الافاق
اما الذي بدا امره ينتشر وصار امره خطيرا هو ان تلك الطرائف باتت هي التي تحرك المجتمع
فإذا أراد احدهم ان ينشر خلقا معينا ماعليه سوى تأليف مئة نكته ونشرها
فلا يزال الناس يرددونها حتى يحاولون محاكاتها في حياتهم اليومية ومع الزمن تصبح احدى ابرز سمات مجتمعهم
لكن المشكلة ان الذين يمسكون بمحرك البحث ليسوا هم ساسة المجتمع واهل الحل والعقد فيه بل هم في الغالب اما اناس فارغون لا هم لهم سوى ملء اوقاتهم بالمضحك والمسلي
او اناس سيئو النوايا يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين امنوا وقد نالوا ماارادوا وانتشرت الفاحشة
... فمثلا بدأت قبل فترة النكت التي تحكي اخبار المحششين تملا المجالس حتى صاروا قسما من المجتمع لايستهان به
... وبعدها اخبار الانذال وتسابقهم في تسجيل اكبر موقف نذاله حتى مع اقرب الناس لهم وهم ابويهم واخواتهم وزوجاتهم حتى صارت الاخلاق عند اولئك شيئا طريفا ونادرا او لم تعد مكارم الاخلاق شيئا مقدسا تصبو اليه نفوسهم
... وبعدها انتشرت النكت التي تصور الحياة الزوجية والميثاق الذي سماه الله غليظا وهدفة انشاء المودة والرحمة واستمرار النسل البشري ... صورته على انه جحيم لايطاق وانه يقتل الحب وان بدياته رومنسية ونهايته بؤس وشقاء ومصاريف زائدة
وبالمقابل تكثر الطرائف التي تدعو الى الفاحشة وهتك الحياء من تفنن في الخيانة الزوجية إلى تحطيم الغيرة على الاعراض في نفوس اولياء النساء من زوج وأب إلى شذوذ من استغناء الذكور بالذكور والاناث بالاناث ....
إلى تصوير حياة المغازلة حتى مع الشغالة والجارة انها اكثر رومانسية واجمل
او عشق الفنانات والممثلات ومن جنسيات معينة صاحبات الذوق الرفيع والرقة المتناهية التي لاتكاد توجد في زوجة احدهم
وتطاول بنيان هؤلاء حتى وصل بهم الى الاستهزاء بالدين وأهله والانبياء حتى طالوا الذات الالهية
فأدى بهم الى الخروج عن ملة الاسلام من حيث لم يعلموا
وهكذا تعددت المآسي التي خلفتها تلك الطرائف والكل يتساهل في روايتها وترديدها على انها
طرفة
ونسي ان تلك الطرائف قد باتت قسما مستقلا من اقسام وسائل الاعلام المؤثرة في المجتمع
لايقل تأثيرها عن تأثير الجرائد والمجلات والتلفزيونات
وصلى الله على نبينا القائل ...
في الحديث الذي رواه. بهز بن حكيم عن أبيه عن جده رضي الله عنهم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به القوم فيكذب ويل له ويل له
فمتى يعي قومي اخطار وآفات السنتهم ومتى سيكفوا عن تلقي تلك الاقوال لا اقول بآذانهم بل اقول بألسنتهم لأنها لاتصل اصلا الى اذنهم بل تتلقاها الالسن وتسرع بروايتها وتنتشر كانتشار النار في الهشيم
فإنا لله وإنا إلليه راجعون
ـ[أبو آثار]ــــــــ[17 - 05 - 09, 06:13 ص]ـ
وددت الاشارة ايضا ان مايسمى برسوم الكاريكاتير ماهو إلا وجه آخر لتلك العملة بل هو صورتها الحية وقد يكون أكثر تعبيرا عن النكتة بحد ذاتها
ويتساهل الكثير بتتبعه مع أن فيها بالاضافة لما ذكرت من مصائب تلك الطرف
تصوير ذوات الارواح وهو امر قد غفل عنه كثير من الناس لشدة انتشار هذه الظاهرة
فلو فرضنا أن التصوير والرسم ابيح لغاية سامية وهي العليم فاين سمو الغاية المرجو من هذه الصور
ثانيا أنها ابلغ تأثيرا من الكلمات فهي لاتنقل فقط حادثة عابره بل تنقل صورة بكامل حيثياتها فلايعلق في الذهن حادثة بل يعلق صفة الجسد والفتنة به ولباس الفاسقات والتشبه بهن
وتشوية صورة الزوجات او اهل الاسلام والنفور منها
لأن عادة صور الكاريكاتير انها تظخم من الشيء التي تود لفت النظر اليه حتى تجعل لسان الصورة يتكلم عما في نفس راسمها