[وقفة مع كل مسلم حول المسلسلات التركية المدبلجة]
ـ[سمير زمال]ــــــــ[13 - 05 - 09, 05:49 م]ـ
السؤال
أرجوا من الشيخ ان يكتب كلمة للشباب الذي أبتلي بمشاهدت المسلسلات التركية المدبلجة
الجواب
إنّ الحديث عن هذه المستنقعات، الّتي تسمّى مسلسَلات، وهي في الواقع مسلسِلات، حيث سلسلت وكبّلت أيدي كثير من المسلمين، فما استطاعوا أن ينفضوا عن أنفسهم غبار السّخف والطّيش، ويزيلوا عن قلوبهم ضنك العيش، أقول: إنّ الحديث عنها يطول ويطول.
ونحن إذا تحدّثنا عن مثل هذه الموضوعات، فإنّنا لا نستنكر فقط هذا النّوع من الأفلام والمسلسلات، ولكنّ حديثنا يعمّ كلّ أنواع الأفلام والمسلسلات وغير ذلك ممّا يُبثّ على قنوات المسلمين وفيه مصادمة لتعاليم الدّين، وشريعة أحكم الحاكمين.
فما كدنا نسلم من المسلسلات المصريّة، حتّى أطلّت علينا السّوريّة، وما كدنا نتخلّص من البرازيليّة حتّى دخلت من غير استئذان المسلسلات المكسيكيّة، وما كادت هي الأخرى ترحل حتّى أنابت عنها المسلسلات التّركيّة. وهكذا الأمّة الإسلاميّة، لا تزال تتخبّط خبط عشواء، ولا تقوى على النّهوض إلى العلياء.
فالحلّ –أخي الكريم- ليس في محاربة ظاهرة عابرة ستخلفها أخرى، وإنّما الحلّ هو أن نستغلّ الإعلام الإصلاحيّ الصّحيح لمحاربة الإعلام الفاسد القبيح.
أن نأتي ونجتث الرّذيلة من أصولها وأسبابها، ونقتلع الحبّة من عمق ترابها .. وذلك بالتّركيز على هجر وسائل الإعلام الفاسدة من أساسها.
فإنّ الإعلام الفاسد سلاح من أعظم الأسلحة المدمّرة لبيوت المسلمين .. وأداة من أخطر الأدوات على شريعة ربّ العالمين .. سلاح تستعمر به العقول قبل الحقول .. وتُسلب به قلوب العباد قبل خيرات البلاد .. ضحيّته لا يعدّ شهيدا في سبيل الله، ولكن يعدّ طريدا من رحمة الله.
ونتطرّق إلى هذا الموضوع ببيان نقاط ثلاث:
النقطة الأولى: كيف حارب الإسلامُ الإعلامَ الخبيثَ قديما؟
المقصود بالإعلام الخبيث هو ما يصدّ عن دين الله تعالى، ودعوة رسله، ولقد كثرت النّصوص الّتي توعد الوعيد الشّديد من صدّ عن هذه الدّعوة: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجاً وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [آل عمران:99].
وقال: {وَلا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجاً} [الأعراف: من الآية86].
لذلك كان أشدّ النّاس عذابا يوم القيامة من قتل نبيّا، روى الإمام أحمد عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ: ((أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ قَتَلَهُ نَبِيٌّ أَوْ قَتَلَ نَبِيًّا)). وليس ذلك لشخص النبيّ، ولكن من أجل دعوته، لأنّه منع الخير الّذي جاء به النبيّ من وصوله إلى النّاس، وكذا من قتل ورثة الأنبياء، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [آل عمران:21].
والوسائل تتعدّد، والنّتيجة واحدة:
(من لم يمت بالسّيف مات بغيره تعدّدت الأسباب والموت واحد)
فوسائل الإعلام الخبيثة أتت لتقتل دعوة الأنبياء والمرسلين، وذلك بنشر الشّبهات والشّهوات ..
الشّبهات الّتي تُفسد على النّاس عقائدهم، وإيمانهم، ومبادئهم، ومقوّمات شخصيّتهم ..
والشّهوات الّتي تفسد على النّاس عبادتهم، ومعاملتهم، وأخلاقهم ..
فتعالوا بنا ننظر كيف يعامل الإسلام دعاة الفساد، بلهَ الكفرَ والإلحاد ..
أوّلا: لا بدّ من سدّ أبواب الإعلام غير باب الله ورسوله صلّى الله عليه وسلّم ..
¥