واتّفق علماء الإسلام على تحريم النّظر في كتب الفلسفة وعلم الكلام، ورأوا أنّ ذلك زندقة، وأنّ أصحابه أهل بدع، قال الإمام الشّافعيّ رحمه الله: حكمي في أهل الكلام أن يُضربوا بالجريد والنِّعال ويُطاف بهم في العشائر والقبائل، ويقال: هذا جزاء من ترك الكتاب والسنّة وأقبل على علم الكلام ".
ثمّ-وللأسف الشّديد-مع كثرة الفتوحات الإسلاميّة، دخل بين المسلمين الزّنادقة فنشروا أفكار الإغريق، والنّصارى، وغيرها، وأخرجوا كتبهم وترجموها على يد يحيى بن خالد بن برمك وعبد الله بن المقفّع، وأشربت قلوب أهل الأهواء هذه الكتب، فافترقت الأمّة بسبب ذلك إلى ما افترقت عليه .. وفُتح الباب ولم يفتح بعد ..
هذا الكلام عن الإعلام الّذي يريد نشر الدّين من غير قناته الحقيقيّة، من غير القرآن والسنّة النبويّة، فإنّه سيتجرّع كلّ هذه الآلام، ويعاني كلّ هذه الأسقام، وقيسوا على قناة التّوراة، وكتب أهل الكلام القنوات الفضائيّة، والوسائل العصريّة.
بيان خطر الإعلام.
إنّنا نعيش غزوا جديدا .. لا تشارك فيه الطّائرات ولا الدبّابات .. ولا القنابل والمدرّعات ..
غزو ليس له في صفوف الأعداء خسائر تذكر .. فخسائره في صفوفنا نحن المسلمين ..
إنّه غزو الشّهوات .. غزو الكأس والمخدّرات .. غزو المرأة الفاتنة .. والرّقصة الماجنة .. والشّذوذ والفساد .. غزو الأفلام والمسلسلات .. والأغاني والرّقصات .. وإهدار الأعمار بتضييع الأوقات ..
إنّه غزو لعقيدة المسلمين في إيمانهم بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره وأمور الغيب التي وردت في كتاب الله وصحت عن نبينا محمد صلّى الله عليه وسلّم.
إنّهم استطاعوا من خلال الإعلام اقتحامَ ديارنا وبيوتنا .. وحتّى غرفَ نومِنا .. بلا مقاومةٍ منا ولا غَضَبٍ .. ولا صيخة ولا شغب ..
وإن كنّا نتحدّث عن الإعلام، فإنّنا نعني الإعلام بجميع وسائله .. وكلّ مصايده وحبائله .. وخاصّة وسيلة الإعلام المرئيّة والمسموعة .. ونخصّ هاتين الوسيلتين بالذّكر لأمرين اثنين:
1 - لانتشارها أكثر من غيرها.
2 - ولأنّ بيئتنا لا تعرف بكثرة المطالعة إمّا لأمّيتهم، أو لانعدام رغبتهم في المطالعة.
ولا يشكّ أحدٌ أنّ صيحات الدّعاة والعلماء، ونداءات العقلاء والأدباء ما لقيت حاجزا أمامها مثل حاجز الإعلام ..
حتّى إنّ السّياسيّين ينصّون على أنّ أيّ انقلاب يحدث في العالم يبوء بالفشل إن لم يُحسن استغلال الإعلام المرئيّ والمسموع ..
وها هم أؤلاء خبثاء صهيون في اجتماعاتهم المنعقدة عام 1898 جعلت أهمّ ما يسيطرون به على المسلمين وغيرهم هو الإعلام وخاصّة عالم السّينما، وأصدروا قرارا بمنع أيّ يهوديّ من دخول السّينما، ومن عرف عنه أنّه يرتادها كان حكمه الإعدام ..
فقاموا بالاستيلاء على معظم الشّركات العالميّة للسّينما، فرؤساؤها ومؤسّسوها كلّهم يهود كـ: مترو جولد ماير، كولومبيا، ووارنر بروس، وبارامونت، ويونيفرسال، وتوانتي فوكسـ وغيرها.
وأكبر المحطّات العالميّة اليوم بأيديهم:
فشركة CBS TV يرأسها اليهودي لارى بيتش، والّذي قام بشراء أغلب أسهم هذه المحطة وبعدها أصبح جميع العاملين بها من اليهود.
شركة ABC يملكها تيد هيربيرت، وليوناردو جولدنش.
شركة NBCC يملكها ليوناردو جروسمان، وإيرفن سيجليش، وبراند تاتر يكوف.
شركة DISNEG يرأسها مايكل آيز، ومايكل أوتفير، وكاراتى شامير.
شركة سوني للإنتاج الفني في أمريكا ويرأسها جون بيترز.
شركة MTV ويملكها إمبراطور الإعلام " روبرت ميردوخ "، يملك أغلب استوديوهات التصوير في هوليود.
فوكس TV يرأسها بارى ديلر.
وشركة TRISTAR وغيرها.
ومن ثمّ كان أكبر وأشهر الممثّلين العالميّين الذين ملكوا عقول شبابنا من اليهود، بل من الصّهاينة المتطرّفين.
أقول هذا لتُدرِكوا أنّ عداوة الدّول العربيّة لليهود ليست عداوة من أجل دين ووجود، وإنّما هو من أجل قطعة أرض وحدود ..
ولِتُدرِكوا أيضا كذب بعض السّياسيّين الّذين يدْعون النّاس إلى مقاطعة اليهود ثمّ يروّج أفلامهم، ويحقّق أحلامهم.
¥