تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(حدثنا أبو العباس البزار، قال: ثنا إبراهيم بن عيسى، قال: ثنا شبابة، قال: ثنا خارجة بن مصعب، عن سلام، عن الشعبي، عن عيسى بن أبي عثمان قال: «جاء نفر من الشيعة إلى علي، فقالوا: أنت هو؟ قال: من أنا؟، قالوا: أنت هو، قال:» ويلكم، من أنا؟ «قالوا: أنت ربنا، قال:» ارجعوا وتوبوا «، فأبوا (1)،» فضرب أعناقهم، ثم خد لهم في الأرض أخدودا، فقال: «يا قنبر إيتني بحزم الحطب»، فأتاه بحزم الحطب، فأحرقهم بالنار، ثم قال:

إني لما رأيت أمرا منكرا** أوقدت نارا ودعوت قنبرا) اهـ.

وقال الحافظ في الفتح:

(قَوْله: (أَنَّ عَلِيًّا حَرَقَ قَوْمًا)

فِي رِوَايَة الْحُمَيْدِيِّ الْمَذْكُورَة " أَنَّ عَلِيًّا أَحْرَقَ الْمُرْتَدِّينَ " يَعْنِي الزَّنَادِقَة. وَفِي رِوَايَة اِبْن أَبِي عُمَر وَمُحَمَّد بْن عَبَّاد عِنْد الْإِسْمَاعِيلِيّ جَمِيعًا عَنْ سُفْيَان قَالَ " رَأَيْت عَمْرو بْن دِينَار وَأَيُّوب وَعَمَّارًا الدُّهْنِيّ اِجْتَمَعُوا فَتَذَّكَّرُوا الَّذِينَ حَرَقَهُمْ عَلِيّ، فَقَالَ أَيُّوب " فَذَكَرَ الْحَدِيث " فَقَالَ عَمَّار لَمْ يَحْرُقهُمْ، وَلَكِنْ حَفَرَ لَهُمْ حَفَائِر وَخَرَقَ بَعْضهَا إِلَى بَعْض ثُمَّ دَخَّنَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ عَمْرو بْن دِينَار قَالَ الشَّاعِر: لِتَرْمِ بِي الْمَنَايَا حَيْثُ شَاءَتْ إِذَا لَمْ تَرْمِ بِي فِي الْحُفْرَتَيْنِ إِذَا مَا أَجَّجُوا حَطَبًا وَنَارًا هُنَاكَ الْمَوْت نَقْدًا غَيْر دَيْن اِنْتَهَى. وَكَأَنَّ عَمْرو بْن دِينَار أَرَادَ بِذَلِكَ الرَّدّ عَلَى عَمَّار الدُّهْنِيّ فِي إِنْكَاره أَصْل التَّحْرِيق. ثُمَّ وَجَدْت فِي الْجُزْء الثَّالِث مِنْ حَدِيث أَبِي طَاهِر الْمُخْلِص " حَدَّثَنَا لُوَيْنٌ حَدَّثَنَا سُفْيَان بْن عُيَيْنَةَ " فَذَكَرَهُ عَنْ أَيُّوب وَحْده، ثُمَّ أَوْرَدَهُ عَنْ عَمَّار وَحْده، قَالَ اِبْن عُيَيْنَةَ: فَذَكَرْته لِعَمْرِو بْن دِينَار فَأَنْكَرَهُ وَقَالَ " فَأَيْنَ قَوْله: أَوْقَدْت نَارِي وَدَعَوْت قَنْبَرًا " فَظَهَرَ بِهَذَا صِحَّة مَا كُنْت ظَنَنْته) اهـ.

وقال في موطن آخر من شرحه الفتح في كتاب المرتدين من صحيح البخاري:

(وَزَعَمَ أَبُو الْمُظَفَّر الْإِسْفَرَايِنِيّ فِي " الْمِلَل وَالنِّحَل " أَنَّ الَّذِينَ أَحْرَقَهُمْ عَلِيّ طَائِفَة مِنْ الرَّوَافِض اِدَّعَوْا فِيهِ الْإِلَهِيَّة وَهُمْ السَّبَائِيَّة وَكَانَ كَبِيرهمْ عَبْد اللَّه بْن سَبَأ يَهُودِيًّا ثُمَّ أَظْهَرَ الْإِسْلَام وَابْتَدَعَ هَذِهِ الْمَقَالَة، وَهَذَا يُمْكِن أَنْ يَكُون أَصْله مَا رَوَيْنَاهُ فِي الْجُزْء الثَّالِث مِنْ حَدِيث أَبِي طَاهِر الْمُخَلِّص مِنْ طَرِيق عَبْد اللَّه بْن شَرِيك الْعَامِرِيّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قِيلَ لِعَلِيٍّ إِنَّ هُنَا قَوْمًا عَلَى بَاب الْمَسْجِد يَدَّعُونَ أَنَّك رَبّهمْ، فَدَعَاهُمْ فَقَالَ لَهُمْ وَيْلكُمْ مَا تَقُولُونَ؟ قَالُوا: أَنْتَ رَبُّنَا وَخَالِقنَا وَرَازِقنَا. فَقَالَ: وَيْلكُمْ إِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ مِثْلُكُمْ آكُلُ الطَّعَام كَمَا تَأْكُلُونَ وَأَشْرَبُ كَمَا تَشْرَبُونَ، إِنْ أَطَعْت اللَّهَ أَثَابَنِي إِنْ شَاءَ وَإِنْ عَصَيْته خَشِيت أَنْ يُعَذِّبنِي، فَاتَّقُوا اللَّه وَارْجِعُوا، فَأَبَوْا، فَلَمَّا كَانَ الْغَد غَدَوْا عَلَيْهِ فَجَاءَ قَنْبَر فَقَالَ: قَدْ وَاَللَّهِ رَجَعُوا يَقُولُونَ ذَلِكَ الْكَلَام، فَقَالَ أَدْخِلْهُمْ فَقَالُوا كَذَلِكَ، فَلَمَّا كَانَ الثَّالِث قَالَ لَئِنْ قُلْتُمْ ذَلِكَ لَأَقْتُلَنَّكُمْ بِأَخْبَثِ قَتْلَة، فَأَبَوْا إِلَّا ذَلِكَ، فَقَالَ يَا قَنْبَر اِئْتِنِي بِفَعْلَةٍ مَعَهُمْ مَرِّرُوهُمْ فَخُذَّ لَهُمْ أُخْدُودًا بَيْن بَاب الْمَسْجِد وَالْقَصْر وَقَالَ: احْفِرُوا فَأَبْعِدُوا فِي الْأَرْض، وَجَاءَ بِالْحَطَبِ فَطَرَحَهُ بِالنَّارِ فِي الْأُخْدُود وَقَالَ: إِنِّي طَارِحكُمْ فِيهَا أَوْ تَرْجِعُوا، فَأَبَوْا أَنْ يَرْجِعُوا فَقَذَفَ بِهِمْ فِيهَا حَتَّى إِذَا اِحْتَرَقُوا قَالَ:

إِنِّي إِذَا رَأَيْت أَمْرًا مُنْكَرًا** أَوْقَدْت نَارِي وَدَعَوْت قَنْبَرَا

وَهَذَا سَنَد حَسَن، وَأَمَّا مَا أَخْرَجَهُ اِبْن أَبِي شَيْبَة مِنْ طَرِيق قَتَادَة " أَنَّ عَلِيًّا أُتِيَ بِنَاسٍ مِنْ الزُّطّ يَعْبُدُونَ وَثَنًا فَأَحْرَقَهُمْ " فَسَنَدُهُ مُنْقَطِع، فَإِنْ ثَبَتَ حُمِلَ عَلَى قِصَّة أُخْرَى، فَقَدْ أَخْرَجَ اِبْن أَبِي شَيْبَة أَيْضًا مِنْ طَرِيق أَيُّوب بْن النُّعْمَان " شَهِدْت عَلِيًّا فِي الرَّحْبَة، فَجَاءَهُ رَجُل فَقَالَ إِنَّ هُنَا أَهْل بَيْت لَهُمْ وَثَن فِي دَار يَعْبُدُونَهُ فَقَامَ يَمْشِي إِلَى الدَّار فَأَخْرَجُوا إِلَيْهِ بِمِثَالِ رَجُل قَالَ فَأَلْهَبَ عَلَيْهِمْ عَلِيٌّ الدَّارَ ") اهـ.

فدعوى الرافضة أن القصة لا أصل لها من كذبهم العريض الذي لا يستحيون منه، كدعواهم أن ابن سبأ لا أصل له.

والموعد الله تعالى.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير