تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[خصائص اسم (الله) المعنوية]

ـ[الضبيطي]ــــــــ[19 - 05 - 09, 08:44 م]ـ

[خصائص اسم (الله) المعنوية]

هذه بعض من خصائص اسم ربنا (الله)، من قرأها زادت معرفته بربه، فخافه، ورَجَاه، وأحبه، وأحسن ظنه به، فحري بنا أن نقرأها ونتأملها.

ذكر ابن القيم لهذا الاسم الشريف عشر خصائص لفظية، ثم قال: " وأما خصائصه المعنوية، فقد قال فيها أعلم الخلق به صلى الله عليه وسلم: لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك.

وكيف تحصى خصائص اسم مسماه، كل كمال على الاطلاق، وكل مدح، وكل حمد، وكل ثناء، وكل مجد،وكل جلال، وكل إكرام، وكل عز، وكل جمال، وكل خير وإحسان وجود وبر وفضل فله ومنه.

فما ذُكِر هذا الاسم في قليل إلا كثره، ولا عند خوف إلا أزاله، ولا عند كرب إلا كشفه، ولا عندَ هَمٍّ وغَمٍّ إلا فَرَّجَه، ولا عند ضِيقٍ إلا وَسَّعه، ولا تعلَّقَ به ضعيف إلا أفاده القوة، ولا ذليل إلا أناله العِزَّ، ولا فقير إلا أصاره غنيا، ولا مُسْتَوْحِشٍ إلا آنسه، ولا مغلوب إلا أيده ونصره، ولا مضطر إلا كشف ضرَّه، ولا شريد إلا آواه.

فهو الاسم الذي تُكشَف به الكُربات، وتُسْتَنْزَل به البَرَكَات والدعوات، وتُقَالُ به العثرات، وتُسْتَدْفَع به السيئات، وتُسْتَجْلَب به الحسنات.

وهو الاسم الذي به قامت السموات والأرض، وبه أُنزلت الكتب، وبه أُرسلت الرسل، وبه شُرِّعت الشرائع، وبه قامت الحدود، وبه شُرِعَ الجهاد، وبه انقسمت الخليقة إلى السعداء والأشقياء، وبه حَقَّت الحاقة، ووقعت الواقعة، وبه وُضِعَت الموازين القسط، ونُصِب الصراط، وقام سوق الجنة والنار، وبه عُبِد ربُّ العالمين وحمد، وبِحَقِّه بُعِثَت الرسل، وعنه السُّؤال في القبر، ويوم البعث والنشور، وبه الخِصَام، وإليه المحاكمة، وفيه الموالاة والمعاداة، وبه سَعِدَ من عرفه وقام بحقه، وبه شَقِيَ من جهله وترك حقه.فهو سِرُّ الخلق والأمر، وبه قاما وثبتا، وإليه انتهيا، فالخلق والأمر به وإليه ولأجله. فما وُجِدَ خَلْقٌ ولا أَمْرٌ، ولا ثوابٌ ولا عقابٌ إلا مبتدأً منه منتهيا إليه. وذلك موجبه ومقتضاه.

رَبَّنَا ما خلقت هذا باطلا سبحانك، فقنا عذاب النار " إلى آخر كلامه رحمه الله.

ذكرها مؤلف كتاب تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد ص 14، 15.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير