تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[من هو الإمام العادل الذي يظله الله في ظله .. ؟ يجيبك العلامة العثيمين ...]

ـ[علي الفضلي]ــــــــ[25 - 05 - 09, 08:52 ص]ـ

قال العلامة العثيمين:

(سبعة يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله:

إمام عادل، الإمام العادل – يا إخواني - من يخاف؟

يخاف الله عزوجل، لأنه إمام، الأمر بيده، جعله الله بيده، فإذا عدل في الخلق، فإنه لن يراعي مخلوقا، وإنما يراعي الله عزوجل.

و من الإمام العادل؟

الإمام العادل: هو الذي ينفذ شريعة الله في عباد الله تعالى.

هذا هو الضابط، الإمام العادل: هو الذي ينفذ شريعة الله في عباد الله، إن حكم حكم بالشرع، و إن عاقب عاقب بمقتضى الشرع، لو أن ابنه سرق لقطع يده، لو أن أباه سرق لقطع يده .. سبحان الله! يقطع يد أبيه؟!! يقطع يد أبيه؟!!

إمام عادل، سرق أبوه، يقطع يد أبيه؟!! كأنّ هذا شديد.

نعم يقطع يد أبيه، ولكن امتثالا لمن؟ لله عزوجل.

أليس إبراهيم – عليه الصلاة والسلام – أراد أن يذبح ابنه؟! وأيهما أشد قطع يد أم قتل؟ ذبح لا شك.

........

الإمام العادل: هو الذي ينفذ شريعة الله في عباد الله، لا يبالي بقريب أو بعيد، أو شريف أو وضيع ... ) اهـ.

(فتاوى الحرم المدني) شريط (52) ب.

ـ[علي الفضلي]ــــــــ[25 - 05 - 09, 11:15 ص]ـ

قال الحافظ في الفتح:

(وَالْمُرَاد بِهِ صَاحِب الْوِلَايَة الْعُظْمَى، وَيَلْتَحِقُ بِهِ كُلُّ مَنْ وَلِيَ شَيْئًا مِنْ أُمُور الْمُسْلِمِينَ فَعَدَلَ فِيهِ" ... "

وَأَحْسَن مَا فُسِّرَ بِهِ الْعَادِل أَنَّهُ الَّذِي يَتَّبِعُ أَمْر اللَّه، بِوَضْعِ كُلّ شَيْء فِي مَوْضِعه مِنْ غَيْر إِفْرَاط وَلَا تَفْرِيط، وَقَدَّمَهُ فِي الذِّكْرِ لِعُمُومِ النَّفْع بِهِ) اهـ.

و قال الحافظ ابن رجب في (الفتح):

(وأول هذه السبعة: الإمام العادل.

وَهُوَ أقرب النَّاس من الله يوم القيامة، وَهُوَ عَلَى منبر من نور عَلَى يمين الرحمن - عز وجل -، وذلك جزاء لمخالفته الهوى، وصبره عَن تنفيذ مَا تدعوه إليه شهواته وطمعه وغضبه، مَعَ قدرته عَلَى بلوغ غرضه من ذَلِكَ؛ فإن الإمام العادل دعته الدنيا كلها إلى نفسها، فقالَ: إني أخاف الله رب العالمين. وهذا أنفع الخلق لعباد الله، فإنه إذا صلح صلحت الرعية كلها.

وقد روي أَنَّهُ ظل الله فِي الأرض؛ لأن الخلق كلهم يستظلون بظله، فإذا عدل فيهم أظله الله فِي ظله) اهـ.

و قال شيخ الإسلام:

(فالمقصود الواجب بالولايات: إصلاح دين الخلق، الذي متى فاتهم خسروا خسرانا مبينا، ولم ينفعهم ما نعموا به في الدنيا وإصلاح ما لا يقوم الدين إلا به من أمر دنياهم، وهو نوعان:

قسم المال بين مستحقيه، وعقوبات المعتدين.

فمن لم يعْتدِ أصلح له دينه ودنياه.

ولهذا كان عمر بن الخطاب يقول: "إنما بعثت عمالي إليكم ليعلموكم كتاب ربكم وسنة نبيكم، ويقيموا بينكم دينكم".

فلما تغيرت الرعية من وجه، والرعاة من وجه تناقضت الأمور.

فإذا اجتهد الراعي في إصلاح دينهم ودنياهم بحسب الإمكان كان من أفضل أهل زمانه وكان من أفضل المجاهدين في سبيل الله،

فقد روى [يوم من إمام عادل أفضل من عبادة ستين سنة]، وفي مسند الإمام أحمد عن النبي -صلى الله عليه و سلم- أنه قال:

[أحب الخلق إلى الله إمام عادل وأبغضهم إليه إمام جائر].

وفي الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه و سلم-: [سبعة يظلهم الله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلق بالمسجد إذا خرج منه حتى يعود إليه، ورجلان تحابا في الله اجتمعا على ذلك وتفرقا عليه، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال إلى نفسها فقال: إني أخاف الله رب العالمين، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه].

وفي صحيح مسلم عن عياض بن حمار -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:

[أهل الجنة ثلاثة: سلطان مقسط، ورجل رحيم القلب بكل ذي قربى، ومسلم ورجل غني عفيف متصدق].

وفي السنن عنه صلى الله عليه و سلم أنه قال: [الساعي على الصدقة بالحق كالمجاهد في سبيل الله].

وقد قال الله تعالى - لما أمر بالجهاد -: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله}.

وقيل للنبي صلى الله عليه و سلم: يا رسول الله - الرجل يقاتل شجاعة ويقاتل حمية ويقاتل رياء فأي ذلك في سبيل الله؟ فقال:

[من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله] أخرجاه في الصحيحين.

فالمقصود أن يكون الدين كله لله وأن تكون كلمة الله هي العليا، وكلمة الله اسم جامع لكلماته التي تضمنها كتابه.

وهكذا قال الله تعالى: {لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط}.

فالمقصود من إرسال الرسل وإنزال الكتب أن يقوم الناس بالقسط في حقوق الله وحقوق خلقه ثم قال تعالى: {وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب}.

فمن عدل عن الكتاب قُوّم بالحديد.

ولهذا كان قوام الدين بالمصحف والسيف.

وقد روى عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال:

" أمرنا رسول الله -صلى الله عليه و سلم- أن نضرب بهذا - يعني السيف - من عدل عن هذا - يعني المصحف –".

فإذا كان هذا هو المقصود، فإنه يتوسل إليه بالأقرب فالأقرب، وينظر إلى الرجلين أيهما كان أقرب إلى المقصود ولي ........ ) اهـ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير