تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد جعل القتال دون المال، نوعاً من الجهاد، فإن بضع المرأة ونفسها أولى بأن تجاهد من أجله من المال، ولن تحتاج – إن شاء الله – في جهادها هذا إلى قتال. لكنها قد تتعرض لبعض الأذى والضرر المؤقت من وليها أو أهلها وقرابتها، فلتصبر ولتحتسب، فإن الصبر على ألم ساعة أو يوم، أهون من الصبر على ألم العمر كله.

إن المرأة تختلف عن الرجل، فهي لا تملك أمر نفسها إذا تزوجت، حتى في الاستمتاع، فإنها ستظل رهينة رغبته هو.

ولو فرض أن الرجل تزوج بمن لا يرغبها، فهذا أهون، لأنه لن يستمتع بها إلا برغبته، وبإمكانه البعد عنها بقلبه وجسده متى أراد، وبإمكانه أن يقضي وطره مع غيرها من النساء، لأن الشرع قد أحل له نكاح أربع.

أما المرأة فعلى العكس من ذلك تماماً: ستظل رهينة من لا تطيقه على الدوام، وكلما نظرت إليه زاد كرهها له، لأنها قد غصبت عليه، وكلما اقترب منها ليستمتع بها زادت كراهيتها له، وربما فضلت الموت على أن تعاشره.

وأما إذا أنجبت منه أولاداً، فقد يسوء الحال أكثر، وربما قصرت في تربيتها ورعايتها لأولادها، وتكون بذلك قد ضيعت الأمانة.

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم " والمرأة في بيت زوجها راعية، وهي مسئولة عن رعيتها " الحديث. رواه البخاري ومسلم وغيرهما. انظر جامع الأصول [4/ 50].

وهذا كله لو فرض أن الخاطب كان كفؤاُ للفتاة، أما إذا كان فاسقاً أو معيباً، فإن رفضها له يتأكد، لأنه لا يؤمن عليها، وقد تفتن في دينها، فإصرارها على الرفض حينئذ أظهر في كونه من أنواع الجهاد، لأن الجهاد إنما شرع حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله.

فامتناعها عن معاشرة من قد يفسد عليها دينها جهاد دفع ومنع، ورايته كلمة: لا، والإصرار عليها.

وبعد، فقد أطلت في هذا البحث وسأفرد الكلام عن المسألة الأخرى: الكفاءة في النكاح، في بحث آخر.

والله الموفق والهادي إلى الصواب، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وسائر الأصحاب.

وكتب / سمير بن خليل المالكي المكي الحسني

جوال 0591114011

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير