والفريضة الثانية: فريضة عملية وهي وجوب اتخاذه عدواً وإنما قلنا وجوب لأن طاعته في معصية الله منها الكفر والضلال ..
والوجوب مأخوذ من قوله: فاتخذوه .. وهي أمر لمبادلته العداوة.
وقال تعالى:) أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آَدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ * وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ (يس-62
والعهد هنا بمعنى الوصية أي: ألم أوصكم وأبلغكم على ألسنة الرسل ..
أن لا تعبدوا الشيطان: أي لا تطيعوه في معصيتي ..
إنه لكم عدو مبين: أي ظاهر العداوة ..
وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم: أي هو الحق ..
ولقد أضل منكم جبلا كثيراً: أي خلقا كثيراً ..
أفلم تكونوا تعقلون: أي أفما كان لكم عقل في مخالفة ما أمركم به ربكم من عبادته وحده وعدولكم إلى إتباع الشيطان ..
· فقاتلوا أولياء الشيطان
وقال تعالى:) الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً (النساء-76
أي المؤمنون يقاتلون في طاعة الله ورضوانه والكافرون يقاتلون في طاعة الشيطان، ثم هيج تعالى المؤمنين على قتال أعدائه بقوله) فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً (.
- يقول أبو الطيب محمد صديق خان بن حسن بن علي ابن لطف الله الحسيني البخاري القِنَّوجي المتوفى في (1307هـ) في كتابه القيم: حسن الأسوة بما ثبت من الله ورسوله في النسوة (1/ 116) وهو يتكلم على كيد النساء في موقف المراودة والهم في قصة يوسف عليه السلام:
وَعَن بعض الْعلمَاء إِنِّي أَخَاف من النِّسَاء مَا لَا أَخَاف الشَّيْطَان فَإِنَّهُ تَعَالَى يَقُول {إِن كيد الشَّيْطَان كَانَ ضَعِيفا} وَقَالَ للنِّسَاء (إِن كيدكن عَظِيم) وَلِأَن الشَّيْطَان يوسوس مسارقة وَهن يواجهن بِهِ الرِّجَال .. وهَذَا فِيمَا يتَعَلَّق بِأَمْر الْجِمَاع والشهوة لَا أَنه عَظِيم على الْإِطْلَاق إِذْ الرِّجَال أعظم مِنْهُنَّ فِي الْحِيَل والمكايدة فِي غير مَا يتَعَلَّق بالشهوة. اهـ
· التحرز من الشيطان
والطريقة النافعة لمحاربة الشيطان هي التحرز من شره واستخدام الأسلحة كالاستعاذة بالله من الشيطان وذكر الله وقراءة القرآن واستخدام الرقية الشرعية والطهارة والصلاة والتحرز من فضول النظر والكلام والطعام والمخالطة على تفصيل يأتي.
ثم العمل على الوقاية منه في كل أمورنا .. التي دل النص عليها.
وفي الفقرات الآتية إن شاء الله سنأتي بالأدلة على كل حرز من هذه الحروز لنرد كيد الشيطان في نحره .. والله المستعان.
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[26 - 05 - 09, 12:04 ص]ـ
الحرز الأول
وهو الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم
· استعن بصاحب الغنم
من أراد العصمة من الشيطان فعليه اللجوء إلى خالقه ..
قال ابن الجوزي في تلبيس إبليس: حكي عن بعض السلف أنه قال لتلميذه:
ما تصنع بالشيطان إذا سول لك الخطايا؟
قال: أجاهده، قال: فإن عاد؟ قال: أجاهده، قال: فإن عاد؟ قال: أجاهده!! قال: هذا يطول،، أرأيت إن مررت بغنم فنبحك كلبها أو منعك من العبور ما تصنع؟ قال: أكابده وأرده جهدي .. قال: هذا يطول عليك، ولكن استعن بصاحب الغنم يكفه عنك. اهـ
ولله المثل الأعلى ..
وروى اللالكائي عن جعفر عن ثابت عن مطرف بن عبد الله قال: نظرت فإذا ابن آدم ملقي بين يدي الله وبين يدي إبليس، فإن شاء الله أن يعصمه عصمه، وإن تركه ذهب به إبليس.
[انظر اعتقاد أهل السنة 4/ 682 رقم 1256 وابن أبي الدنيا في مكائد الشيطان 1/ 45]
فالاستعاذة بالله من الشيطان تكون باللسان واستقرار معناها في العقل والقلب.
· آيات الاستعاذة من الشيطان
الاستعاذة جاءت في الآيات الكريمات على قسمين:
الأول: على العموم .. مثل ما جاء في سورة الناس:
ومنه قوله تعالى:) وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (الأعراف-200
¥