[من آداب الصحبة وعشرة الإخوان]
ـ[أبو الحجاج علاوي]ــــــــ[05 - 06 - 09, 05:12 ص]ـ
آداب الصحبة وعشرة الإخوان
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد:
فتتميما للموضوع السابق وهو بعنوان (إلا التحريش بينهم) وقد ذكرت هناك بعض الآيات والأحاديث وأقوال الصحابة في العفو والصفح وأنه من الأخلاق العالية والصفات السامية أحببت أن أزيد وأستكثر من الخير بنقل بعض الآثار التي تعنى بآداب الصحبة بشكل عام وبأدب العفو والصفح بشكل خاص تكون لنا طريقا لحسن المعاشرة بين الإخوان ويكون أساسها التسامح والمحبة والرحمة لمن أساء إلينا.
فكيف بمن لم يسئ فإنه أولى بأن يحصل على المعاملة الطيبة.
ثم أذكّر إخواني بأمر هام وهو أن الخطأ الواحد من الأخ لا يقتضي منكم أن تقاطعوه وتهجروه فقد قال الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم لما سئل عن العفو عن المخطئ كم أغفر له؟
قال " اغفر له سبعين مرة"
وأكرر هذا في حق المخطئ الذي تبين خطأه فكيف بمن لم يخطئ أصلا
لذا أحببت لإخوتي قراءة هذه الآثار لعلنا نتأسى بأخلاق سلفنا الصالح.
قال عقبة بن عامر رضي الله عنه لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: يا عقبة بن عامر صل من قطعك وأعط من حرمك واعف عمن ظلمك
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
"ثلاث يصفين لك ود أخيك أن تسلّم عليه إذا لقيته وتوسع له في المجلس وتدعوه بأحب أسمائه إليه"
قيل لأبي سفيان رضي الله عنه ما بلغ بك من الشرف ما ترى قال:
"ما خاصمت رجلا قط إلا جعلت للصلح بني وبينه موضعا أو قال موعدا".
سئل أحد السلف عن الصحبة فقال:
"الصحبة مع الله بحسن الأدب ودوام الهيبة والمراقبة
والصحبة مع الرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بملازمة العلم واتباع السنة
والصحبة مع العلماء بالاحترام والخدمة
والصحبة مع الإخوان بالبشر والانبساط وترك الإنكار عليهم ما لم يكنخرق شريعة أو هتك حرمة قال الله تعالى لنبيه {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرضعن الجاهلين} الآية
والصحبة مع الجهال بالنظر إليهم بعين الرحمة ورؤية نعمة الله عليك حيث لم يجعلك مثلهم والدعاء لهم ليعافيهم الله من بلاء الجهل
ما ذاقت النفس على شهوة ... ألذ من حب صديق أمين
من فاته ودّ أخ صالح ... فذلك المغبون حق اليقين"
قال عمر بن عبدالعزيز إن من أحب الأمور إلى الله القصد في الجدة والعفو عند المقدرة والرفق في الولاية وما رفق عبد بعبد في الدنيا إلا رفق الله به يوم القيامة
قال الفضيل بن عياض:
"الفتوة العفو عن عثرات الإخوان"
قال الأصمعي
" قال أعرابي تناسَ مساوىء الإخوان يدم لك ودهم"
قال عبد الله بن محمد بن منازل:
"المؤمن يطلب معاذير إخوانه والمنافق يطلب عثرات إخوانه"
قال الخليل بن أحمد:
"أربع تعرف بهن الإخوة الصفح قبل الانتقاد له وتقديم حسن الظن قبل التهمة وبذل الود قبل المسألة ومخرج العذر قبل العيب ولذلك نقول
أخوك الذي يعطيك قبل سؤاله ... ويصفح عند الذنب قبل التعتب
يقدم حسن الظن قبل اتهامه ... ويقبل عذر المرء عند جهالته
قال الفضل بن يحيى:
"الصبر على أخ تعتب عليه خير من أخ تستأنف مودته".
لما حضرت علقمة العطاري الوفاة دعا بابنه فقال:
"يا بني إن عرضت لك إلى صحبة الرجال حاجة فانظر من إن حدثته صانك وإن صحبته زانكوإن رأى منك حسنة عدها وإن رأى منك سيئة سدها وإذا سألت أعطاك وإن سكت ابتداك".
قال هشام بن حجر بن بلال بن سعد:
"من سبقك بالود فقد استرقك بالشكر".
قال حمدون القصار:
" إذا زل أخ من إخوانكم فاطلبوا له سبعين عذرا فإن لم تقبله قلوبكم فاعملوا أن المعيب أنفسكم حيث ظهر لمسلم سبعون عذرا فلم يقبله"
قال بعض الحكماء من السلف:
"عاشروا الناس معاشرة إن غبتم حنوا إليكم وإن متم بكوا عليكم"
قال أبو عبد الرحمن السلمي:
"ومن آداب الصحبة حفظ أسرار الإخوان،
قال بعض الحكماء قلوب الأحرار قبور الأسرار
ليس الكريم الذي إن زل صاحبه ... بث الذي كان من أسراره علما
إن الكريم الذي تبقى مودته ... ويحفظ السر إن صافا وإن صرما"
وقال أيضا:
"ومن آدابها – أي آداب الصحبة - الصفح عن عثرات الإخوان وترك تأنيبهم عليها
قال الله تعالى {فاصفح الصفح الجميل} في التفسير أن لا يكون فيه تقريع ولا تأنيب ولا توفيق ولا معاتبة، وقيل أيضا وهو رضا بلا عتاب"
وقال أيضا:
¥