"كل إنسان على دين أصحابه فإذا أراد الله بعبد من عبيده خيرا وفقه لمعاشرة أهل السنة وأهل الستر والصلاح والدين ويرده عن صحبة أهل الهوى والبدعوالمخالفين
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه ... فكل قرين بالمقارن مقتدى"
وقال أيضا:
" من آداب الصحبة ستر عيوب الإخوان وتحسين ما يعاينه من عيوبهم"
وقال أيضا:
"ومن آدابها التآلف مع الإخوان وتعلم أنه قل ما يقع بين الإخوان مخالفة إلا بسبب الدنيا وأصل التآلف هو بغض الدنيا والإعراض عنها فهي التي توقع المخالفة بين الإخوان"
وللشعر نصيب في مقالي
قال المبرد
إذا اعتذر الصديق إليك يوما ... من التقصير عند أخ مقر
فصنه من عتابك واعف عنه ... فإن الصفح شيمة كل حر
أزرى رجل على الخليل فقال الخليل:
"سألزم نفسي الصفح عن كل مذنب ... وإن كثرت منه علي الجرائم
وما الناس إلا واحد من ثلاثة ... شريف ومشروف ومثلي مقاوم
فأما الذي فوقي فأعرف فضله ... وأتبع فيه الحق والحق لازم
وأما الذي مثلي فإن زل أو هفا ... تفضلت إن الفضل بالعز حاكم
وأما الذي دوني فإن قال صنت عن ... إجابته عرضي وإن لام لائم
قال أحمد بن يحيى ثعلب:
"ثلاث خصال للصديق حفظتها ... مضارعة الصوم والصلوات
مواساته والصفح عن كل زلة ... وترك انتقال السر في الخلوات"
قال أبو فراس الحارث بن سعيد بن حمدان:
"لم أؤاخذك إذ جنيت لأني ... واثق منك بالإخاء الصحيح
فجميل العدو غير جميل ... وقبيح الصديق غير قبيح".
قال ابن أبي منصور
"أذنبت ذنبا عظيما ... وأنت أعظم منه
فخذ بعفوك أولا ... فاصفح بعفوك عنه
إن لم أكن في فعالي ... من الكرام فكنه"
وقال ابن أبي المنصور أيضا
هبني أسأتُ كما تقول ... فأين عاطفة الأخوة
أو إن أسأتَ كما أسأتُ ... فأين فضلك والمروءة
قال أبو بكر محمد بن الحسن الأزدي
"أخوك الذي لو جئت بالسيف عامدا ... لتضربه لم يستفتك في الود
ولو جئت تدعوه إلى الموت لم يكن ... يردك إبقاء عليك من الوجد
يرى في الود منك عذر مقصر ... على أنه قد زاد على الحمد"
قال أحدهم:
"لما عفوت ولم أحقد على أحد ... أرحت نفسي من هم العداوات
إني أحيي عدوي عند رؤيته ... لأدفع الشر عنى بالتحيات
وأظهر البشر للإنسان أبغضه ... كأنه قد ملأ قلبي محبات"
هذا غيض من فيض من أخلاق سلفنا الصالح رضي الله عنهم.
أسأل الله أن يأدبنا بأدب القرآن إنه القادر على كل شيء
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أخوكم
أبو الحجاج
يوسف بن أحمد
آل علاوي
ـ[السيد زكي]ــــــــ[02 - 01 - 10, 02:18 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[مكتب زهير الشاويش]ــــــــ[02 - 01 - 10, 02:31 م]ـ
ومن الرسائل المفيدة في هذا المجال رسالة (آداب العشرة وذكر الصحبة والأخوة) لأبي البركات بدر الدين محمد الغزي رحمه الله.
ـ[ابن شائع]ــــــــ[02 - 01 - 10, 02:59 م]ـ
جزاكَ اللهُ خيراً يا أبَا الحجّاج،
فقد ذكّرتنا وقَد أنسانا تعاقب اللّيل والنّهار وتصرم اللّيالي والأيام ومشاغل الحياة وكثرة الإختلاط هذه المعاني
التّي تذكي في النفس رُوح الإخوّة الإيمانيّة،،
أمّا العفو وتناسي أخطاء الإخوة فقد جرّبناها واللّه وما أعظمُ أثرها،وإنّ لها لذّة عجيبة وخاصّةً إن كانتْ من القلب
فاللّه اللهَ يا إخوة، العفو لإخوتكم وإن أخطأوا وإن زلّوا فهُم صنوكَ بشر،
ولنخلِص في عفونا وكظمنا لغيظِنا لا أن نعفوا ونصفح ونكظم لنكسبَ القلوب ووتتأشب حولنا النّفوس أو لطيبةِ أنفسنا وسلامة صدورنا فصار العفو والكظم طبعنا وعادتنا، بل لنستشعر أنّه للّه وللإخوة الإيمانيّة في الله
.... نجعله لله لنكن في زمرة المحسنين (والكاظمينَ الغيظَ والعافينَ عن النّاس واللهُ يحبُّ المحسنين)
(إن الذين آمنوا وعمِلوا الصّالحات سيجعلُ لَهمُ الرحمن ودّا)
ـ[محمود بن محمد حمدان]ــــــــ[27 - 10 - 10, 10:17 م]ـ
بُوركَ فيكم.