تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهذه الرواية صريحة عن الإمام أحمد في أنه لا يكفر إلا بالشرك بالله، ورد الفرائض، وهو الإباء لفعلها، أو جحودها، وأنه لا يكفر بالترك المجرد.

قال شيخ الإسلام على هذه الرسالة: (وأما رسالة أحمد بن حنبل إلي مسدد بن مسرهد فهي مشهورة عند أهل الحديث والسنة من أصحاب أحمد، وغيرهم، تلقوها بالقبول، وقد ذكرها أبو عبد الله بن بطة في كتاب (الإبانة) واعتمد عليها غير واحد كالقاضي أبي يعلى وكتبها بخطه) اهـ. مجموع الفتاوى (5/ 396).

الأخ السكندري بارك الله فيك لا يجوز أن تنسب للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله كلاماً لم يقله وأن تستنتج من نص لم يثبت عنه ما ذكرت بأنه لا يكفّر إلا بالشرك بالله

فكلامك هذا يلزم منه لوازم باطلة لا يمكن أن يقول بها الإمام أحمد رحمه الله

أولاً: أنه يلزم من قولك (وهذه الرواية صريحة عن الإمام أحمد في أنه لا يكفر إلا بالشرك بالله) أن الإمام أحمد لا يكفر من يقذف أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لأن هذا ليس شركا

وكذلك يلزم من استنتاجك أن الإمام رحمه الله لا يكفر ساب الرسول صلى الله عليه وسلم لأن السب لا يدخل تحت الشرك مع أن ساب الرسول عليه الصلاة والسلام يكفر بإجماع أهل العلم من السلف والخلف

وعلى فرض صحة هذا الكلام المنسوب للإمام أحمد رحمه الله في هذه الرسالة فيجب أن يحمل كلامه هذا وهو كلام عام غير مفصل على المقصد والسبب الذي أرسل هذه الرسالة من أجله وهو الرد على معتقد الخوارج والمرجئة في حينه.

فكلامه هنا يرد به على الخوارج الذين يرون كفر المسلم حينما يقترف المعاصي والكبائر فذكر على وجه العموم أن المسلم لا يخرج من الاسلام إلا إذا أشرك وجحد الفرائض وليس مجرد ارتكاب الكبائر والمعاصي ولم يذكر تفاصيل المسائل كلها فإخراجك من كلامه كفر تارك الصلاة وسكوتك عن باقي المكفرات مثل سب الرسول صلى الله عليه وسلم وقذف أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تحكم منك من دون دليل.

ثانياً: يظهر لي من نقلك أنك لم تنقل هذه النقولات من المصادر الأصلية نفسها لذا وقعت في بعض الأخطاء منها على سبيل المثال:

- أن النقل الذي نقلته يُوهم القارئ بأن شيخ الاسلام ابن تيمية يُقر ما في هذه الرسالة وهذا غير صحيح فالبرجوع إلى الفتاوى لا تجد الرسالة كاملة وإنما تجد فقط ما ذكره عن الرسالة ونقلته أنت ولم يذكر من الرسالة إلا الجزء الخاص بالنزول الإلهي وباقي الرسالة التي نقلتها لم يذكرها أبدا في الفتاوى ولذا هو يمتدح رسالة الإمام ولكننا لا نعرف محتواها الذي يقصده رحمه الله.

- بالرجوع لكتاب الإبانة لابن بطة لا نجد لهذه الرسالة اي ذكر في كتابه بل ما في كتابه على العكس تماما فقد بوب باباً باسم (كفر تارك الصلاة ومانع الزكاة وإباحة قتالهم وقتلهم إذا فعلوا ذلك) وأورد فيه أحاديث كثيرة ونقولات عن الصحابة كلها في كفر تارك الصلاة مثل حديث جابر المشهور قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما بين العبد والشرك أو الكفر إلا ترك الصلاة"

وقول الفاروق عمر رضي الله عنه " لا حظ لامرئ في الاسلام أضاع الصلاة"

بل قال ابن بطة رحمه الله تحت باب من أبواب الإيمان ما نصه (فكل من ترك شيئاً من الفرائض التي فرضها الله عز وجل في كتابه أو أكدها رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنته على سبيل الجحود لها والتكذيب بها فهو كافر بيِّن الكفر لا يشك في ذلك عاقل يؤمن بالله واليوم الآخر

ومن أقر بذلك وقال بلسانه ثم تركها تهاوناً ومجونا ومعتقداً لرأي المرجئة ومتبعا لمذاهبهم فهو تارك الإيمان ليس في قلبه منه قليل ولا كثير وهو في جملة المنافقين الذين نافقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم .... )

ثالثاً: بما أنك تنافح كثيراً عن محتوى هذه الرسالة فلو ذكرت لنا توثيق إسنادها لأن بعضا منهم مجهولين فكيف ينقل هؤلاء المجهولون اعتقادا للإمام لم ينقله ابنه في كتابه السنة؟

ولم ينقله الخلال في كتابه السنة وهو الذي نقل جميع معتقد الإمام رحمه الله في كتابه؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير