تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أدرك هؤلاء خيرا كثيرا» - ثلاث مرات - فبينما هو يمشي إذ حانت منه نظرة، فإذا هو برجل يمشي بين القبور وعليه نعلان، فناداه: «يا صاحب السبتيتين (2) ألق سبتيتيك (3)» فنظر فلما عرف الرجل رسول الله صلى الله عليه وسلم، خلع نعليه، فرمى بهما. قال عبد الرحمن بن مهدي: «كنت أكون مع عبد الله بن عثمان، في الجنائز، فلما بلغ المقابر حدثته بهذا الحديث، فقال: حديث جيد، ورجل ثقة، ثم خلع نعليه فمشى بين القبور. قال أبو حاتم: يشبه أن تكون تلك من جلد ميتة لم تدبغ، فكره صلى الله عليه وسلم لبس جلد الميتة، وفي قوله صلى الله عليه وسلم:» إنه ليسمع خفق نعالهم إذا ولوا عنه «، دليل على إباحة دخول المقابر بالنعال


(1) نقم على غيره: أنكر منه شيئا وعتب عليه
(2) السِّبْتية: نعل وحذاء يتخذ جُلود البقر المَدْبوغة، سُمِّيت بذلك؛ لأن شَعَرها قد سُبتَ عنها: أي حُلِقَ وأُزِيل
(3) السِّبْت بالكَسْر: جُلود البقر المَدْبوغة بالقَرَظِ يُتَّخذ منها النِّعال، سُمِّيت بذلك؛ لأن شَعرها قد سُبتَ عنها: أي حُلِقَ وأُزِيل
صحيح وضعيف الجامع الصغير - (ج 28 / ص 373)
13873 – {يا صاحب السبتيتين! ويحك! ألق سبتيتيك}. تخريج السيوطي (حم د ن هـ حب ك) عن بشير بن الخصاصية. تحقيق الألباني (صحيح) انظر حديث رقم: 7913 في صحيح الجامع.
فتح الباري لابن حجر - (ج 4 / ص 401)
بَاب الْمَيِّتُ يَسْمَعُ خَفْقَ النِّعَالِ قَوْله: (بَاب الْمَيِّت يَسْمَع خَفْق النِّعَال)
قَالَ الزَّيْن بْن الْمُنِير: جَرَّدَ الْمُصَنِّف مَا ضَمَّنَهُ هَذِهِ التَّرْجَمَة لِيَجْعَلهُ أَوَّل آدَاب الدَّفْن مِنْ إِلْزَام الْوَقَار وَاجْتِنَاب اللَّغَط وَقَرْع الْأَرْض بِشِدَّةِ الْوَطْء عَلَيْهَا كَمَا يَلْزَم ذَلِكَ مَعَ الْحَيّ النَّائِم، وَكَأَنَّهُ اِقْتَطَعَ مَا هُوَ مِنْ سَمَاع الْآدَمِيِّينَ مِنْ سَمَاع مَا هُوَ مِنْ الْمَلَائِكَة، وَتَرْجَمَ بِالْخَفْقِ وَلَفْظ الْمَتْن بِالْقَرْعِ إِشَارَة إِلَى مَا وَرَدَ فِي بَعْض طُرُقه بِلَفْظِ الْخَفْق وَهُوَ مَا رَوَاهُ أَحْمَد وَأَبُو دَاوُدَ مِنْ حَدِيث الْبَرَاء بْن عَازِب فِي أَثْنَاء حَدِيث طَوِيل فِيهِ " وَأَنَّهُ لِيَسْمَع خَفْق نِعَالهمْ " وَرَوَى إِسْمَاعِيل بْن عَبْد الرَّحْمَن السُّدِّيّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَنَّ الْمَيِّت لَيَسْمَعُ خَفْق نِعَالهمْ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ " أَخْرَجَهُ الْبَزَّار وَابْن حِبَّانَ فِي صَحِيحه هَكَذَا مُخْتَصَرًا، وَأَخْرَجَ اِبْن حِبَّان أَيْضًا مِنْ طَرِيق مُحَمَّد بْن عَمْرو عَنْ أَبِي سَلَمَة عَنْ أَبِي هُرَيْرَة " أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " نَحْوه فِي حَدِيث طَوِيل، وَاسْتُدِلَّ بِهِ عَلَى جَوَاز الْمَشْي بَيْن الْقُبُور بِالنِّعَالِ، وَلَا دَلَالَة فِيهِ. قَالَ اِبْن الْجَوْزِيّ: لَيْسَ فِي الْحَدِيث سِوَى الْحِكَايَة عَمَّنْ يَدْخُل الْمَقَابِر، وَذَلِكَ لَا يَقْتَضِي إِبَاحَة وَلَا تَحْرِيمًا اِنْتَهَى. وَإِنَّمَا اِسْتَدَلَّ بِهِ مَنْ اِسْتَدَلَّ عَلَى الْإِبَاحَة أَخْذًا مِنْ كَوْنه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَهُ وَأَقَرَّهُ فَلَوْ كَانَ مَكْرُوهًا لَبَيَّنَهُ، لَكِنْ يُعَكِّر عَلَيْهِ اِحْتِمَال أَنْ يَكُون الْمُرَاد سَمَاعه إِيَّاهَا بَعْد أَنْ يُجَاوِز الْمَقْبَرَة، وَيَدُلّ عَلَى الْكَرَاهَة حَدِيث بَشِير بْن الْخَصَاصِيَةِ " أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَجُلًا يَمْشِي بَيْن الْقُبُور وَعَلَيْهِ نَعْلَانِ سِبْتِيَّتَانِ فَقَالَ: يَا صَاحِب السِّبْتِيَّتَيْنِ أَلْقِ نَعْلَيْك " أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ وَصَحَّحَهُ الْحَاكِم. وَأَغْرَبَ اِبْن حَزْم فَقَالَ: يَحْرُم الْمَشْي بَيْن الْقُبُور بِالنِّعَالِ السِّبْتِيَّة دُون غَيْرهَا، وَهُوَ جُمُود شَدِيد. وَأَمَّا قَوْل الْخَطَّابِيّ يُشْبِه أَنْ يَكُون النَّهْي عَنْهُمَا لِمَا فِيهِمَا مِنْ الْخُيَلَاء فَإِنَّهُ مُتَعَقَّب بِأَنَّ اِبْن عُمَر كَانَ يَلْبَس النِّعَال
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير