تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

س2: نشاهد في كثير من بلاد المسلمين استئجار قارئ يقرا القران، فهل يجوز للقارئ ان ياخذ اجرًا على قراءته، وهل ياثم من يدفع له الاجر على ذلك؟

ج2: قراءة القران عبادة محضة، وقربة يتقرب بها العبد الى ربه، والاصل فيها وفي امثالها من العبادات المحضة ان يفعلها المسلم ابتغاء مرضاة الله، وطلبًا للمثوبة عنده، لا يبتغي بها من المخلوق جزاءً ولا شكورًا، ولهذا لم يعرف عن السلف الصالح استئجار قوم يقرؤون القران للاموات او في ولائم او حفلات، ولم يؤثر عن احد من ائمة الدين انه امر بذلك او رخص فيه، ولم يعرف ايضًا عن احد منهم انه اخذ اجرة على تلاوة القران، بل كانوا يتلونه رغبة فيما عند الله سبحانه، وقد امر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من قرا القران ان يسال به، وحذر من سؤال الناس، روى الترمذي في سننه عن عمران بن حصين انه مر على قاص يقرا ثم سال؛ فاسترجع ثم قال: سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول:) من قرا القران فليسال الله به، فانه سيجيء اقوام يقرؤون القران يسالون به الناس) [اخرجه احمد 4/ 432ـ433، 436ـ437، 439، 445، والترمذي 5/ 179 برقم (2917)، وابن ابي شيبة 10/ 480 والطبراني 18/ 166ـ167 برقم (370ـ374)، والبغوي 4/ 441 برقم (1183).]، واما اخذ الاجرة على تعليمه او الرقية به ونحو ذلك مما نفعه متعد لغير القارئ فقد دلت الاحاديث الصحيحة على جوازه؛ لحديث ابي سعيد في اخذه قطيعًا من الغنم جعلًا على رقية اللديغ، الذي رقاه بسورة الفاتحة، وحديث سهل في تزويج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ امراة لرجل بتعليمه اياها ما معه من القران [احمد 5/ 336، والبخاري برقم (2310، 5029، 5030، 5087، 5121، 5126، 5132، 5135، 5141، 5150، 5871، 7417).]، فمن اخذ اجرًا على نفس التلاوة او استاجر جماعة لتلاوة القران فهو مخالف للسنة، ولما اجمع عليه السلف الصالح رضوان الله عليهم اجمعين.

ثانيًا: كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يزور القبور للعظة والعبرة وتذكر الاخرة، وكان يدعو للمسلمين من اهلها، ويستغفر لهم ويسال الله لهم العافية، وكان يعلم اصحابه ان يقولوا اذا زاروا القبور: (السلام عليكم اهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وانا ان شاء الله بكم لاحقون، نسال الله لنا ولكم العافية)، ولم يثبت عنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيما نعلم انه قرا قرانًا ووهب ثوابه للاموات، مع كثرة زيارته لقبورهم، وانه بالمؤمنين رؤوف رحيم.

وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه وسلم.

عضو/ عبد الله بن غديان

نائب الرئيس/ عبد الرازق عفيفي

رئيس اللجنة/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ـ[احمد صفوت سلام]ــــــــ[20 - 06 - 09, 06:14 ص]ـ

س3: هل يصل ثواب قراءة القران وانواع القربات الى الميت؟ سواء من اولاده او من غيرهم؟

ج3: لم يثبت عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيما نعلم ـ انه قرا القران ووهب ثوابه للاموات من اقربائه او من غيرهم، ولو كان ثوابه يصل اليهم لحرص عليه، وبينه لامته لينفعوا به موتاهم، فانه عليه الصلاة والسلام بالمؤمنين رؤوف رحيم، وقد سار الخلفاء الراشدون من بعده وسائر اصحابه على هديه في ذلك، ـ رضي الله عنهم ـ، ولا نعلم ان احدًا منهم اهدى ثواب القران لغيره، والخير كل الخير في اتباع هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهدي خلفائه الراشدين وسائر الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ، والشر في اتباع البدع ومحدثات الامور؛ لتحذير النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من ذلك بقوله: (اياكم ومحدثات الامور فان كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة)، وقوله: (من احدث في امرنا هذا ماليس منه فهو رد) وعلى هذا لا تجوز قراءة القران للميت، ولا يصل اليه ثواب هذه القراءة بل ذلك بدعة.

اما انواع القربات الاخرى فما دل دليل صحيح على وصول ثوابه الى الميت وجب قبوله، كالصدقة عنه والدعاء له والحج عنه وما لم يثبت فيه دليل فهو غير مشروع حتى يقوم عليه الدليل. وعلى هذا لا تجوز قراءة القران للميت ولا يصل اليه ثواب هذه القراءة في اصح قولي العلماء، بل ذلك بدعة.

وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء

عضو/ عبد الله بن غديان

نائب الرئيس/ عبد الرازق عفيفي

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير