خامساً: بناء المساجد التي هي أحب البقاع إلى الله، والتي أذن الله جلا وعلا أن ترفع ويذكر فيها اسمه، وإذا بُني المسجد أقيمت فيه الصلاة، وتُلي فيه القرآن، وذكر فيه الله، ونشر فيه العلم، واجتمع فيه المسلمون، إلى غير ذلك من المصالح العظيمة، ولبانيه أجرٌ في ذلك كلِّه، وقد ثبت في الحديث عن النبي ? أنه قال: http://jmuslim.naseej.com/Images/BRAKET_R.GIF من بنى مسجداً يبتغي به وجه الله بنى الله له بيتاً في الجنة http://jmuslim.naseej.com/Images/BRAKET_L.GIF(3).
سادساً: توريث المصحف، وذلك يكون بطباعة المصاحف أو شرائها ووقفها في المساجد، ودور العلم حتى يستفيد منها المسلمون، ولواقفها أجرٌ عظيم ٌ كلما تلا في ذلك المصحف تالٍ، وكلما تدبر فيه متدبر، وكلما عمل بما فيه عامل.
سابعاً: تربية الأبناء، وحسن تأديبهم، والحرص على تنشئتهم على التقوى والصلاح، حتى يكونوا أبناء بررة ً وأولاداً صالحين، فيدعون لأبويهم بالخير، ويسألون الله لهما الرحمة والمغفرة، فإن هذا مما ينتفع به الميت في قبره.
وقد ورد في الباب في معنى الحديث المتقدم ما رواه ابن ماجه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ?: http://jmuslim.naseej.com/Images/BRAKET_R.GIF إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علماً علمه ونشره، وولداً صالحاً تركه، ومصحفاً ورثه أو مسجداً بناه، أو بيتاً لابن السبيل بناه، أو نهراً أجراه، أو صدقةً أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه من بعد موته http://jmuslim.naseej.com/Images/BRAKET_L.GIF(4).
وروى أحمد والطبراني عن أبي إمامة رضي الله عنه قال: قال رسول ?: http://jmuslim.naseej.com/Images/BRAKET_R.GIF أربعة تجري عليهم أجورهم بعد الموت: من مات مرابطاً في سبيل الله، ومن علّم علماً أجرى له عمله ما عمل به، ومن تصدق بصدقة فأجرها يجري له ما وجدت، ورجل ترك ولداً صالحاً فهو يدعو له http://jmuslim.naseej.com/Images/BRAKET_L.GIF(5).
وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ? قال: http://jmuslim.naseej.com/Images/BRAKET_R.GIF إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له http://jmuslim.naseej.com/Images/BRAKET_L.GIF(6).
وقد فسر جماعةُ من أهل العلم الصدقة الجارية بأنها الأوقاف، وهي أن يحبس الأصل وتسبل منفعته، وجل الخصال المتقدمة داخلة في الصدقة الجارية.
وقوله: أو بيتاً لابن السبيل بناه فيه فضل بناء الدور ووقفها لينتفع بها المسلمون سواءً ابن السبيل أو طلاب العلم، أو الأيتام، أو الأرامل، أو الفقراء والمساكين. وكم في هذا من الخير والإحسان.
وقد تحصل بما تقدم جملةً من الأعمال المباركة إذا قام بها العبد في حياته جرى له ثوابها بعد الممات، وقد نظمها السيوطي في أبيات فقال:
إذا مات ابن آدم ليس يجري ... عليه من فعال غير عشرِ
علومٌ بثها، ودعاء نَجْلِ ... وغرس النخل، والصدقات تجري
وراثةٌ مصحفٍ، ورباط ثغر ... وحفر البئر، أو إجراءُ نهرِ
وبيتٌ للغريب بناه يأوي ... إليه، أو بناءُ محلِ ذكر ِ
وقوله: (ورباط ثغر) شاهده حديث أبي إمامة المتقدم، وما رواه مسلم (7) في صحيحه من حديث سلمان الفارسي رضي الله عنه: قال سمعت رسول الله ? يقول: http://jmuslim.naseej.com/Images/BRAKET_R.GIF رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله وأجري عليه رزقه، وأمن الفّتَّان http://jmuslim.naseej.com/Images/BRAKET_L.GIF أي ينمو له عمله إلى يوم القيامة، ويأمن من فتنة القبر.
ونسأل الله جل وعلا أن يوفقنا لكل خير، وأن يعيننا على القيام بأبواب الإحسان، وأن يهدينا سواء السبيل، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[22 - 06 - 09, 11:29 م]ـ
بارك الله فيك و جزاك الله خيرا.
ـ[السلامي]ــــــــ[23 - 06 - 09, 12:14 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[23 - 06 - 09, 01:27 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[01 - 07 - 09, 11:44 م]ـ
بارك الله فيك و جزاك الله خيرا.
وفيك أخي