ب. توسع غالب المدرّسين للفقه بما لا يناسب المبتدئ؛ حتى تجدَ من يشرحُ عمدة الفقه فيصبُّ فيه مادة المغني: فيذكر الخلاف والمذهب برواياته مطعّمًا باختيارات المحققين وفتاوى المعاصرين، مع بيان دليل كلٍّ وتعليله، مخرّجًا ما يمرُّ به من الأحاديث ببيان من صححه ومن ضعّفه، مناقشًا مرجحًا في كلّ ما ذُكِر فمستقل من ذلك ومستكثر.
ج. ويتفرع من (أ) و (ب): طول السنوات التي يقضيها المبتدئ في "ابتدائيته"، حتى أدركتُ وأدرك غيري من مكث أكثر من عشر سنوات في شرح عمدة الفقه ـ كتاب المبتدئين ـ وتلك المدة كانت كفيلة بتخريج فقيه مجتهد لكنها انتهت بنقل الطالب ـ إن استمر وواصل وقليل ما هم ـ من مبتدئ إلى متوسط.
وباتت تلك المعاناة همًّا يؤرق المتفقّه المبتدئ، ومن أسبابها قلة الفقهاء وقليل من هذا القليل من يجد وقتًا للتعليم والتدريس، فضلًا عن أن يتفرغ لذلك.
وبينما ذلك الهم يشغل المتفقهين إذ بي أقرأ إعلانًا عن: دورة "حتى تكون فقيهًا" لفضيلة الشيخ د. عبد الله بن إبراهيم الزاحم ـ عضو هيئة التدريس بقسم الفقه بالجامعة الإسلامية.
ومع هذا العنوان الجذّاب وعدٌ بالانتهاء من شرح الأبواب الفقهية خلال شهرين! وبسبب ما كرّسهُ واقع الدروس الفقهية استبعدتُ تحقق ذلك الوعد.
تابعتُ أنباء تلك الدورة بالحضور تارة وبالسؤال تارات ... بدأ ذلك التشاؤم يزول شيئًا فشيئًا، ثمّ تحوّل إلى إعجابٍ بتلك الدورة شيخًا وأسلوبًا وتنظيمًا وحضورًا.
أما الشيخ فيشرح عن فهمٍ ورسوخٍ، فهو جامع المتن المشروح، عارفٌ بالفقه خلافًا ومذهبًا.
وأما الأسلوب فقد كان منهجيًا يناسب المبتدئ، وليس استعراضيًا، فقد حرص الشيخ ـ مع درايته بالفقه المقارن فهو صاحب الحاشية النفيسة على بداية المجتهد المتداولة بين طلاب الجامعة الإسلامية ـ.
وأما الترتيب فقد كانت على نمط غير معهود في حلقات المساجد؛ فقد عقد الشيخ لطلاب الدورة (4) اختبارات كان آخرها في جميع أبواب الفقه.
وأما الحضور فقد كان كثيفًا غير مسبوق في الدروس الفقهية.
وبعد شهرين يصدقُ الإعلان ويخيب التشاؤم.
لم يكن الانتهاء من الدرس مجرد مرور وسرد للمسائل بل كان شرحًا متوسطًا متضمنًا تصوير المسائل وتوضيح المشكل وشرح العبارة.
مع اختبارات لقياس مستوى التحصيل والتحفيز على ضبط المقرر.
وآتت الاختبارات أكلها فلقد رأيت طلاب الدورة شعلا في النشاط والجد والاجتهاد.
ورأيت مسجد الجامعة مركزًا للعلم والتفقه مدة الدورة.
وبعد هذا العرض حُقّ لي أن أقول: "حتى تكون فقيهًا" تجربة رائدة في الميدان الفقهي.
فجزى الله الشيخ الزاحم عن المتفقهين والمبتدئين خيرا.
أجل والله لا يعدو طلب العلم ما ذكرت لكل مبتدئ
وهذا التوسع بحجة الاعتمادج على الكتاب والسنة خرج طلابا يتجرؤون على الدين والعلماء ولربما ما درس أحدهم كتابا في الأصول وما ذاك إلا لأنه يأخذ من الكتاب والسنة رأسا وفي هذه المرحلة المبكرة
ـ[عبدالرحمن الواعد]ــــــــ[23 - 06 - 09, 10:43 م]ـ
وفقك الله ورزقنا وإياك العلم النافع والعمل الصالح
ـ[أم عمر المسلمة]ــــــــ[23 - 06 - 09, 10:45 م]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
ـ[أبو عبدالعزيز الحنبلي]ــــــــ[25 - 06 - 09, 12:04 ص]ـ
رائع رائع ..
ليتني في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنتفع ..
أين أنتم يا أصحاب القول الراجح وأين طلابكم!
لقد أصبح طلاب في دروس الفقه عندنا لا يعرف (كوعه من كرسوعه) من كثرة الأقوال والمناقشات وهو لم يضبط شروط الصلاة ..
بل قد رأيت بأم عيني من سئل عن معنى (رواية عن الإمام) فلم يعرف، وهو طالب في الدراسات العليا الفقهية!
الله المستعان
ـ[ابو ابراهيم امام العربي]ــــــــ[25 - 06 - 09, 06:37 ص]ـ
أخ عامر: هل يمكن الإستفاده من الدروس وسماعها لمن فاته الحضور؟
ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[25 - 06 - 09, 04:30 م]ـ
الدروس موجودة مسجلة في أقراص في مركز الحرمين بالجامعة الإسلامية، وهذا رقم المشرف على التسجيلات ونشرها: 0546634510، واسمه عبدالله بن هلال.
ـ[إبراهيم المسعود]ــــــــ[28 - 06 - 09, 09:58 ص]ـ
بارك الله فيك يا شيخ عامر.
خطوة مباركة من الشيخ الزاحم حفظه الله ونفع به، وليتنا نجد من أهل العلم من يقتفي أثره فيها؛ فإننا -طلبة العلم- نبحث عمن يسلك هذه الطريق الموصلة -بإذن الله- إلى الفقه ولا نكاد نجد أحدا.
وانظروا مثلا: زاد المستقنع، أهم متن تدريسي عند الحنابلة، لا تجد من يشرحه بهذه الطريقة مع كثرة شروحه، وفيما أعلم: لم يشرحه بهذه الطريقة إلا الشيخ با جابر، وكان في شرحه مختصرا جدا.
لي سؤالان: أين يباع المتن الذي ألفه الشيخ مطبوعا؟ ولماذا عدل الشيخ عن شرح أحد المتون المعروفة كالزاد أو أخصر المختصرات مع الحاجة إلى ذلك؟ هل للشيخ رأي في ذلك؟
ـ[عبد الرحمن السبيعي]ــــــــ[01 - 07 - 09, 12:36 م]ـ
جاري تنزيل دروس الدورة والمتن في هذا الملتقى الخيّر على الرابط التالي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=178481
ونرجوا من الإخوة الدعاء لكل من ساهم في تسجيله ونشره
¥