تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[البدعة بين النصيحة والخدعة]

ـ[محمد معطى الله]ــــــــ[23 - 06 - 09, 05:17 م]ـ

[البدعة بين النصيحة والخدعة]

إن الحمد لله نحمَده ونستعينه ونستغفِره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مُضل له ومن يُضلِل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله

أما بعد: فإنَّ خيرَ الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بِدعة وكلّ بِدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.

فهذا رد على ما أذاعته قناة اقرأ في برنامج الجمعة ضمن حلقة بعنوان " خدعوك فقالوا دي بدعة " أي خدعوك بقولهم هذه بدعة

من تقديم شاب مصري يدعى مصطفى حسني

نازع فيها من يخالفونه في موضوع البدعة، وبدأ منازعته لهم للأسف باتهامهم بالخداع عَبْر هذا العنوان العريض، وأكّد مراده منه منذ مطلع الحلقة

وإن الدارس لهذا الباب (باب البدعة في العبادات) يعلم أن أصول هذا الباب، من حدّ البدعة وضابطها، وشمولها لكل حَدَث ولو كان إضافيا أو نسبيا هو من المسائل التي لا يسوغ فيها الاجتهاد، لاتفاق السلف عليها

كيف لا وهو جانب مهم من معنى شهادة أن محمدا رسول الله، إذ قد عدّ النبي صلى الله عليه وسلم المخالف في هذا الباب راغبا عن سنته كما سيأتي في الحديث، فلا متبوع بحق إلا رسول الله

كيف لا وهو مرتبط بأحد شرطي قبول العبادة اللذَين لا تقبل العبادة إلا بهما وهو المتابعة والموافقة لما كان عليه النبي وصحابته، والآخر هو الإخلاص كما هو معروف

كيف لا وهو مرتبط بأصل هام وضروري من أصول الشرع ألا وهو

(الأصل في العبادات التوقيف والمنع) فلا يعبد الله إلا بترخيص وتشريع من المشرع

أخي الكريم أود أن أنبهك أننا أمام حقائق جلية تتعلق بحلقتي الأستاذ مصطفى (خدعوك فقالوا) لا أظن والله من سمعهما متتبعا يخالفني في هذه الحقائق، وهي والله مما لا يكاد يصدق عاقل صدورها عن شخص، لما اشتملت عليه من تناقضات صريحة يعجب منها الإنسان، والله بصورة تدهش وتذهل ولذلك سأذكر هنا بعضها مجملا ثم أبسط الكلام فيها موثِّقا كلامه بحروفه ما استطعت.

وأرجو أخي الكريم أن تركز في قراءتك وتصبر على ما سأذكره إن كان فيه شيء من الطول فالمراد مهم للغاية.

1ـ تكلم الأستاذ في الحلقة الأولى بصورة واضحة على أن مفهوم البدعة الذي ذكره من تعريفٍ للبدعة وذكرِ ضابطها وما يدل عليه من تطبيق هو مذهب العلماء والسلف وكل الأئمة باتفاق منذ أكثر من ألف ومائتي سنة وحتى قبل أربعمائة سنة.

فقد قال بالحرف الواحد عن مفهومه هو للبدعة وضابطها والذي طرحه في الحلقة فقال وكلامه بالعامية في الغالب:

(حنتكلم عن المفهوم اللي السلف والصحابة فهموه عن البدعة واللي تكلموا عنه في كتبهم وفي كتب أهل العلم من لدن الصحابة لغاية واسمحوا لي إنا نحنا بعد إذنكم مش حنستخدم كلام الناس اللي عايشين ... ) كذا

ثم عاد بعد أن صور أن مخالفه ليس له من سلف إلا كلام المشايخ في الأشرطة فقال عن مذهبه الذي طرحه في مقام الدعاية له:

(لكن الأقوى أن يكون ابن حجر متفق مع الشافعي متفقين مع الصحابة وكل الأئمة من السلف)

ثم قال متابعا دون فصل للكلام:

(على أنا نحنا بقى دي الوقت كبرنا أو صغرنا عندنا مشكلة في البدعة [يعني كما يزعم المخالف] وهم [يعني مخالفيه] عرفوها بطريقة مختلفة، خاصة وحانشوف دي الوقت في الكتب اللي أنا حاطط إيدي عليها وعايز أحط جواها في قلبي)

ثم كرر نحوا من هذا قائلا عن التطبيقات التي نقلها:

(وهل التطبيقات اللي حانشوفها ونحن ماشيين مع بعض في السلف الصالح في الألف سنة الأولانية [ولوح بيده] من أيام النبي صلى الله عليه وسلم لغاية أربعمائة سنة ... هل علماء السلف الصالح [ووضع يده على الكتب] كانوا بيفتوا بأي تعالوا ... )

وتعدد منه الادعاء بأن ما طرحه هو مذهب الأئمة ويخص منهم الأربعة بالذكر وتعددت أساليبه غير أن أسلوبه الكلامي أحيانا يجعل من العسر نقله حرفيا، للعامية في الكلام ولقطعه الكلام فجائيا وانتقاله إلى معنى آخر، بحيث نقلُه يحتاج إلى ربط وهذا يسبب في إطالة فاحشة لو نُقل وسأحرص في الأيام القادمة على نقل لقطات منه على ملف فيديو وسأنزله على اليوتيوب ففيه ما يجلي حقيقته

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير