ثم جاء في آخر الحلقة في آخر كلمات له وأكد ما سبق، قائلا عما قرره من مذهبه وأنه عين مذهب السلف فقال:
(وهذي السلف أهم)
وفي المقابل صور مذهب مخالفه الذي نقله على سبيل الرد بأنه لا يوجد في أقوال السابقين ولا في الكتب ولم يرِد عن العلماء وذلك بأساليب متنوعة أكثرها تعريضية (يا ترى العلماء قالوا كده) ثم ينفي (هل العلماء عرفوا البدعة كده) ثم ينفي وتارة (أوعى أقول لك قال ابن تيمية .. الشافعي .. مالك بتقول بس أنا سمعت في الشريط الشيخ قال كده) وكررها مرارا مرسخا في أذهان المشاهدين أن مخالفيه لا يملكون إلا كلاما في أشرطة يعني معاصرين فقط، وتارة ينادي بالتلقي عن العلماء ويصور أن انعدام هذا عند مخالفه هو مشكلة المخالف ويستدل بأنه (حتى النبي أخذ عن جبريل) مستنكرا هذا المذهب المجرّد من التلقي عن العلماء، بل صرح أكثر من مرة بظهوره مؤخرا ووصفه بالاختراع من قبل بعض الشباب وأن قائليه (هم الصحفيون) وسبب ظهوره (الجهل من هؤلاء وقلة العلم) (وهو غلط في نفسه) (وغلط على السلف) (وينافي تعريفات العلماء وتطبيقاتهم) (ومش علمي أصلا) (وكلام من لم يطلب العلم على المشايخ) (وسببه عدم العلم) (وهم لا يرجعون إلى السلف) (وما يعرفوش السلف بيعملوا أي) (وما يعرفوش معنى البدعة) وبالتالي هو الذي يصدق عليه أنه بدعة، (ولو أصر عليه صاحبه سيضيع دين النبي) وسبَّ أصحابه سبا عجيبا كما سيأتي.
وكل ما بين الأقواس هنا من كلامه بقريب من حروفه
وإضافة إلى هذا أكد مرارا ومرارا أن مخالفه لا يتبع العلماء السابقين بأساليب تعريضية كثيرة جدا
حتى أنه قال مصورا حجم المخالفة عند مخالفيه:
(يعني مش مسألة أنه قرر عن حاجة بدعة في حاجة السلف ما تكلموش فيها؟
دا هو الأئمة تكلموا أن دي مش بدعة وهو قال بدعة)
فانظر إلى تصويره مذهب مخالفه
وقال متكلما على لسان مخالفه محاولا أن يصور قدر جهله:
(دا، اللي خلاني ما اعرفش يبقى عندي الآلة أو المفتاح اللي يخليني أعرف أن دي بدعة ولا مش بدعة)
هل تصدق أخي الكريم أنه جاء في الحلقة الثانية بعد أسبوع وبعد أن رد عليه بعض الأفاضل فقال كلاما مناقضا لما سبق تماما، وكأنه لم يتكلم في قناة شاهدها ألوف مألفة وهذا موطن العجب فقال:
(ما حبيتش تأخذ برأيي وعندك إمام ثاني أنت حلو وأنا مش غلط، أنت ماشي صح وأنا ماشي صح.
أنا أصلا ما نقلتش الأقوال الأخرى لأنها مشهورة مش محتاجة تنقل) ا. هـ كلامه
وقال: (أنت صح معاك قول إمام وأنا صح معاي قول إمام)
وقال في هذه الحلقة مقررا الخلاف: (نحن كذا مختلفين مع بعض وذا اسمه رحمة)
وقال بأنه أراد فقط أن يعرف المشاهد أن هناك قولا آخر في المسألة غير الذي يقوله مخالفه، فقط هذا المراد من الحلقة
فهل يكون بيان أن هناك قول آخر وهو قولك يا أستاذ بمجانبة الصدق والقول بما يخالف الحقيقة وبتحريف الواقع؟
هذا يذكرني بقصة مشهورة في أحد البلاد العربية:
يحكى أن رجلين يقود كل منهما سيارته التقيا في الطريق فتخاصما فوقف كل منهما بجانب الطريق إثر المناوشة، فنزل أحدهما مسرعا وهو غاضب ففتح الصندوق الخلفي وأخرج منه المرفاع اليدوي (الكريك) ليضرب به الآخر وكان الآخر قد تباطأ في النزول قليلا فما أن نزل حتى كان صاحب المرفاع قد قاربه وإذا بهذا الذي كان قد تباطأ ضخم الجثة فلما رآه صاحب المرفاع تفاجأ وارتعب فلم يملك إلا أن قال مغيرا موقفه: (هذا المرفاع لك؟)
الأستاذ فعل ما فعله صاحب المرفاع
كيف سنتعامل مع من تصدر منه مثل هذه المناقضات؟
بالله اسألوا الدكاترة النفسيين عن مثل هذا المثال العلني هل يصدر مثله من شخص بشكل عارض أم عادة لايصدر إلا ممن به خلل متأصل؟
وسأختصر عليك الطريق بعشرات الأمثلة للأستاذ نفسه في هذه الحلقة والتي جمع فيها بين الانكار للمشهور والمناقضة المكشوفة والمغالطات العلمية الصريحة والتي سيأتي نقضها تفصيلا
2ـ قال عن السلف ومن جاء بعدهم: (هم زمان ما كانوش يقولوا دي سنة ودي بدعة) ينفي اشتغالهم ببيان السنة من البدعة؟!!
وهذا كلام والله سوقه يغني عن الرد عليه.
فيكفي أن العلماء ألفوا كتبا خاصة في بيان البدع من غيرها حتى أنه يصعب حصر ما كتب فيها خصوصا.
¥