وأنا أدعوا كل أخ أن يأتي إلى أي مكتبة إلكترونية كالمكتبة الشاملة أو غيرها والتي تحوي أهم الكتب الاسلامية ويكتب في خانة البحث كلمة بدعة، ثم يضغط على البحث فسيجد نتائج هائلة تتجاوز الآلاف من النتائج وعند متابعتها سيجد الباحث أنها تتكلم عن البدعة وتحذر من الأعمال البدعية في الآلاف منها.
والله كثير ممن يرضاهم الأستاذ من أهل العلم لا يمكن أن يقولوا بهذا بل يعارضونه.
بل قال الأستاذ عن مخالفيه في موضوع البدعة مشبها:
(صخرة ضخمة اسمها: الغلط والصح، والبدعة والسنة، اسمع لهذا وما تسمعش لهذا، وأحاديث ضعيفة، وذا على المنهج السليم وذا على المنهج الغلط، صخرة عظيمة اسمها دي بدعة احنى بنحاول نقتلعها بعد ما ثبتت في قلوب كثير منا)
فالرجل بلغ مستوى من التفكير خطير يدل على أنه يعيش خللا بالغا، هو وأمثاله يريدون أن يتكلموا بما شاؤوا ويكيفوا الدين على أمزجتهم دون أن يعترضهم أحد، وتأمل نفرته من كل أساليب النقد بما فيها تضعيف الأحاديث ولذلك سيأتي غمزه في علم الحديث
وهذا الكلام منه يضاد دين الإسلام، ويضاد مذاهب المسلمين كافة لا أقول السلف فحسب، بل هذا الكلام يضاد حلقة الأستاذ نفسها لأنه كما اعترف في الحلقة يحارب الغلط الذي وقع من مخالفيه
فهل من يصدر منه هذا يكون خطؤه عارضا؟
3ـ نفى في أكثر من مرة استدلال العلماء بمبدإ أن مالم يفعله رسول الله ولم يثبت عن السلف فهو بدعة ولو كان خيرا لسبقونا إليه، ومن ذلك قوله:
(يا ترى النبي ما عملهاش ولو كان خيرا لسبقنا إليه! ذا كلام العلماء؟! ولا ذا كلام أصلا مش علمي)
وقال: (التبديعيين ... اللي في وسطنا اللي كل شوية يقولك دي بدعة والسلف ما عملوهاش ولو كان خيرا لسبقك إليه النبي
سبب وجود هؤلاء هو قلة العلم عموما وقلة السعي لطلب العلم) ا. هـ
وقال: (ولا واحد من الأئمة قال: اللي النبي ما عملهاش ولم يكن عليها هدي السلف تكون بدعة)
بينما هذا الذي أنكره مشهور مستفيض لا خلاف فيه كما سيأتي بيانه
فمثل هذا الكلام هل يصدر من شخص طبيعي في غلطه؟
4ـ قال بأن علم الحديث هو سبب وجود التبديعيين؟!
وبرره بعدم الدراسة على الأصوليين الفقهاء، فما علاقة علم الحديث بالبدعة لولا سوء النظرة لهذا العلم الشريف والبعد عن السوية في التصور؟!!
وأنا أنقل له هنا كلاما للإمام إبراهيم الحربي الذي كان يشبهه الدارقطني بأحمد بن حنبل وهو معاصر لأحمد يبين فيه بعد أصحاب الحديث من البدع وأنهم أبعد الناس عن ذلك
يقول الإمام إبراهيم الحربي رحمه الله:
" لا أعلم عصابة خيرا من أصحاب الحديث، إنما يغدو أحدهم ومعه محبرة، فيقول: كيف فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - وكيف صلى، إياكم أن تجلسوا إلى أهل البدع، فإن الرجل إذا أقبل ببدعة ليس يفلح ".
فشتان بين كلام الأئمة وكلام غيرهم، واستفد أخي القارئ من فلتات ألسنة القوم لينكشف لك ما يخفونه وإلا كيف يجعل علم الحديث الذي هو نصف الدين سببا للانحراف وهل الدين إلا حديث وتفسير
5ـ ادعى أن ابن تيمية الذي هو سلفي من دماغه إلى أخمص قدميه بأنه في صفّه وضد مخالفيه السلفيين وحاجج به مرارا ومنه قوله:
(أوعى أقول لك قال ابن تيمية ... تقول بس سمعت الشيخ في الشريط)
وكرر نحو هذا واستدل به في التعريف وفي تطبيقين وصوّره ممن يقول بالبدعة الحسنة وبالمفهوم الذي ذكره
فبالله هل يقبل بهذا حتى من يقول بقوله من العقلاء؟
وسيأتي نقل كلام ابن تيمية نفسه الذي يبطل ما نسبه له الأستاذ.
فهل يصدر هذا من أمين في نقله؟
6ـ أيضا مالك بن أنس إمام دار الهجرة ذكره أكثر من مرة محتجا به على أنه معه في الموضوع في مفهوم البدعة وفي التطبيقات مع أنه لم ينقل عنه حرفا واحدا في أية جزئية
بينما مالك بن أنس لا يوافقه في شيء مما ذكر، بل يقول ببدعية الدعاء بعد كل صلاة وبدعية التعريف بعرفة وينكر مسح الوجه بعد الدعاء وأيضا قراءة القرآن على القبور والموتى كما نقل عنه شيخ الاسلام والقرافي وهو في منح الجليل شرح مختصر خليل ولم يصح عن مالك سواه
وكل هذه أمثلة مثّل بها الأستاد لما ليس ببدعة عنده، ودعا إلى فعلها ونسب لمالك أنه يوافقه في جوازها، كما دل عليه احتجاجه بمالك عموما ومرارا، بينما مالك يمنع من هذه الأفعال ويكرهها ويراها محدثة
¥