تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

واكتفى بهذا المقطع الذي مثّله بنفسه مبينا للمشاهد أنه قول مخترع من أصحاب الأشرطة، ليؤكد للمشاهد ما حرص عليه طول الحلقة مِنْ سَلْب مخالفه تبعية العلماء السابقين.

فانظر إلى هذا العرض التشويهي لقول مخالفه، ولو كان الأستاذ واثقا من قوله لما لجأ إلى هذه الأساليب الجائرة

وإليك الآن ما يبطل زعمه مما حرص الأستاذ على كتمه بذلك الأسلوب السيء من آثار وأقوال

روى ابن وضاح وهو من علماء القرن الثالث

عن عبد الله بن مسعود أنه رأى أناسا يسبحون بالحصا، فقال: «على الله تحصون، لقد سبقتم أصحاب محمد علما، أو لقد أحدثتم بدعة ظلما»

وعنده بسند صحيح عن الصلت بن بهرام قال: «مر ابن مسعود بامرأة معها تسبيح تسبح به، فقطعه وألقاه، ثم مر برجل يسبح بحصا، فضربه برجله ثم قال:» لقد سبقتم، ركبتم بدعة ظلما، أو لقد غلبتم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم علما "

وقد جاء من طرق وبألفاظ مقاربة وبمجموعها يثبت وهو صريح في إنكار عد التسبيح بالحصى وما في حكمها.

ولا خلاف بين أهل العلم السابقين فيما أعلم أن ابن مسعود كان يمنع من التسبيح عدًّا بالحصى وما شابهها من المسابح

وفي قصة أخرى

قَالَ أَبُو مُوسَى الأشعري مخاطبا ابن مسعود رضي الله عنه: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنِّى رَأَيْتُ فِى الْمَسْجِدِ آنِفاً أَمْراً أَنْكَرْتُهُ، وَلَمْ أَرَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ إِلاَّ خَيْراً. قَالَ: فَمَا هُوَ؟ فَقَالَ: إِنْ عِشْتَ فَسَتَرَاهُ - قَالَ –

رَأَيْتُ فِى الْمَسْجِدِ قَوْماً حِلَقاً جُلُوساً يَنْتَظِرُونَ الصَّلاَةَ، فِى كُلِّ حَلْقَةٍ رَجُلٌ، وَفِى أَيْدِيهِمْ حَصًى فَيَقُولُ: كَبِّرُوا مِائَةً، فَيُكَبِّرُونَ مِائَةً، فَيَقُولُ: هَلِّلُوا مِائَةً، فَيُهَلِّلُونَ مِائَةً، وَيَقُولُ: سَبِّحُوا مِائَةً فَيُسَبِّحُونَ مِائَةً ...

قَالُوا: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَصًى نَعُدُّ بِهِ التَّكْبِيرَ وَالتَّهْلِيلَ وَالتَّسْبِيحَ. قَالَ: فَعُدُّوا سَيِّئَاتِكُمْ فَأَنَا ضَامِنٌ أَنْ لاَ يَضِيعَ مِنْ حَسَنَاتِكُمْ شَىْءٌ، وَيْحَكُمْ يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ مَا أَسْرَعَ هَلَكَتَكُمْ، هَؤُلاَءِ صَحَابَةُ نَبِيِّكُمْ -صلى الله عليه وسلم- مُتَوَافِرُونَ وَهَذِهِ ثِيَابُهُ لَمْ تَبْلَ وَآنِيَتُهُ لَمْ تُكْسَرْ، وَالَّذِى نَفْسِى فِى يَدِهِ إِنَّكُمْ لَعَلَى مِلَّةٍ هِىَ أَهْدَى مِنْ مِلَّةِ مُحَمَّدٍ، أَوْ مُفْتَتِحِى بَابِ ضَلاَلَةٍ.

وبينتُ في التطبيقات دلالته على المراد

وروي بسند ضعيف عن أبان بن أبي عياش قال: «سألت الحسن عن النظام من الخرز والنوى ونحو ذلك، يسبح به؟ فقال:» لم يفعل ذلك أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم، ولا المهاجرات "

وروي بسند ضعيف عن إبراهيم النخعي أنه كان ينهى ابنته أن تعين النساء على فتل خيوط التسابيح التي يسبح بها.

بل كان ابن مسعود وابن عمر يكرهان العد حتى دون مسبحة

قال ابن أبي شيبة:

حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن إبراهيم قال كان عبد الله يكره العدد ويقول أيمن على الله حسناته.

حدثنا أزهر السمان عن ابن عون عن عقبة قال قال سألت ابن عمر عن الرجل يذكر الله ويعقد فقال تحاسبون الله؟.

وكلاهما ثابت

فالعجب من الأستاذ كيف يحرص على تسفيه قول من يرى أن السبحة بدعة؟

فماذا سيقول عمن ينكر العد من أصله من أمثال هذين الصحابيين؟

وعندما ينضم له عد بوسيلة محدثة كان ابن مسعود يراه أشد نكارة كما هو موقفه ممن يفعل ذلك

وقد كان جماعة من أهل العلم يرون كراهة التسبيح بالمسبحة ونحوها قال شيخ الإسلام:

" والتسبيح بالمسابح من الناس من كرهه ومنهم من رخّص فيه لكن لم يقل أحد: أن التسبيح به أفضل من التسبيح بالأصابع وغيرها.ا. هـ.

وقال:

" وأما التسبيح بما يجعل فى نظام من الخرز ونحوه فمن الناس من كرهه ومنهم من لم يكرهه، وإذا أحسنت فيه النية فهو حسن غير مكروه وأما إتخاذه من غير حاجة أو إظهاره للناس مثل تعليقه فى العنق أو جعله كالسوار فى اليد او نحو ذلك، فهذا إما رياء للناس أو مظنة المراءاة ومشابهة المرائين من غير حاجة، الأول محرم، والثاني أقل أحواله الكراهة " ا. هـ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير