فالذي كانوا عليه هو الذي قادهم إلى المجد.
هو الذي لاخلاف بأنه الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم
هو الأقرب إلى المنبع والذي من شأنه الصفاء
هو الطريق الوحيد والأقرب لجمع كلمة المسلمين
هو أضمن طريق على الإطلاق إلى الجنة
هو أبعد طريق عن التغيير والتبديل
فلماذا لا يرضى مدعوا الحرص على الإسلام والمنادون بنبذ الخلاف والساعون بالشعارات فقط لتوحيد كلمة المسلمين، لماذا إن كانوا صادقين لا يرضون بهذا الطريق الواضح وفقط.
لماذا؟
الجواب واضح، هم أحرص الناس على الفرقة، وعلى رسم طرق شتى، وعلى تكدير المنبع، وعلى تشتيت الكلمة، وعلى تغيير معالم الإسلام!!
وإلا فهل يتصور عاقل يملك ذرة من الفهم أن رسول الله النبي الأمين يفتتح حلقات العلم بالتطبيل والتزمير؟ وبعروض الأزياء النسائية والفواصل الطربية كما يفعل حضرة الداعية!!
بل هل يتصور أن يرضى بهذا؟
أي عقلية هذه يمكن أن نتصور أنها منصفة وتحمل خيرا للمسلمين
فأقوال السلف من صحابة وتابعين وتابعيهم متوفرة بأسانيدها وقد حوتها كتب مسندة معروفة موثقة من تأليف أئمة متفق عليهم كتبت قبل أكثر من ألف سنة، وسبل تمييز الصحيح منها بفضل الله هي محل اتفاق بين أهل السنة كافة
فيا ترى نسأل أنفسنا أسئلة واقعية
الذين عاشوا مع النبي وعاشروه وهم أعرف بيوم ميلاده الذي هو محل خلاف عندنا، ومنهم من كانت تربطه به بنوة كبناته ومنهم العم وابن العم ومنهم الصهر ومنهم الصاحب المقرب و ... و ... الخ وأصحابه بلغوا في حياته قرابة المائة ألف
وفي نفس الوقت هم أتبع الناس للسنة وأقرب الناس له حالا وأقرب الناس إلى ربهم ولا خلاف أن محبتهم له لا تعدلها محبة بل لا يجرؤ عاقل أن يزعم محبته للنبي أكثر منهم ومن زعم هذا فلا شك في كذبه
إذًا أيتصور ممن هم أبعد الناس عن تحري سنته ممن جاء بعد قرون أن يكونوا أكثر أدبا معه صلى الله عليه وسلم وأكثر حبا وأكثر وفاءا؟
أيعقل أن يكون نابليون الصليبي أبرّ بمحمد صلى الله عليه وسلم من أبي بكر الصديق؟!
فقد ذكر الجبرتي أن نابليون أمر الشيخ البكري بإقامة الاحتفال بالمولد وأعطاه ثلاثمائة ريال [لعله قصد فرنك] فرنسي، وأمره بتعليق الزينات، بل وحضر الحفل بنفسه من أوله إلى أخره ا. هـ
وإن تعجب فاعجب من كافر كنابليون وتمييزه لما هو دخيل على الدين وما يبعد عن روح الإسلام ليدعمه بينما مسلمون يصرون على فعل كل شيء دون تمييز فسبحان الله
ثم بدعة المولد قائمة على التشبه بالنصارى باعتراف مروجيها
قال السخاوي:
" إذا كان أهل الصليب اتخذوا ليلة مولد نبيهم عيدا أكبر فأهل الإسلام أولى بالتكريم وأجدر " ا. هـ (التبر المسبوك /14)
صدق رسول الله لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه
وأثر التبعية في زرع الهزيمة النفسية أمر لا يخفى
المثال السادس مسح الوجه بعد الدعاء:
انظر كيف بدأ هذا الرجل الكلام عن هذه المسألة
قال هداه الله على هيئة حوار متكلما على لسان مخالفه كالتالي:
ـ (الأستاذ): مسح الوجه بعد الدعاء.
ـ (مخالفه): بدعة
ـ (الأستاذ): ليه؟
ـ (مخالفه): لم يؤثر عن النبي و عن السلف.
ـ (الأستاذ بلهجة توبيخية شديدة): بتكذب، بتكذب، جمعت العلم كله علشان قلت لم يؤثر عن السلف؟ أيش عرفك أنه لم يؤثر عن السلف؟ قرأت أيه؟ " ا. هـ
والكلام كله للأستاذ ساغه على هيئة حوار
وهذه هي منزلة المخالف عند الأستاذ، وهو طول الحلقة يعامل مخالفه معاملة الذليل، ويصوّر خصمه دائما بصورة التافه الحقير، وهذا هو الإسلام الذي ينادي به أمثال هؤلاء تحت أكذوبة ما يسمونه بالرأي والرأي الآخر.
وأنت لا تعرف أدب الخلاف إذا اقتديت بالسلف فأنكرت عين ما ينكره السلف.
أما الأدب الرفيع فهو حلية هؤلاء الذين يسلقون أتباع السلف بألسنة حداد والله المستعان
انظر أيها القارئ المنصف ماذا قال الإمام أحمد في رواية عنه أخفاها الأستاذ
وكذا ماذا قال الإمام مالك؟ وماذا قال عبد الله ابن المبارك عن نفس المسألة (مسح الوجه بعد الدعاء)
قال الإمام محمد بن نصر المروزي في كتابه الوتر:
" وأما أحمد بن حنبل فحدثني أبو داود قال: سمعت أحمد، وسئل عن الرجل يمسح وجهه بيديه إذا فرغ من الوتر. فقال: لم أسمع فيه بشيء، ورأيت أحمد لا يفعله "
¥