وأنا لا أنسى ما كان يفعله أحد المشايخ الذين درست عليهم القرآن فإنه بلغ به الأمر وكنت وقتها أبلغ من العمر ستة عشر سنة أنه طردني وكل من يقرأ عنده ممن لا يوافقه على حضور جلسات المديح أيام المولد وكنت أنا ومن معي من الشباب من أبرز تلاميذه ولم يبال مع قلة مراكز التحفيظ يومها
فهؤلاء أيها الإخوة يستنكرون شدتنا على من يخالف السنة ويتهموننا في ديننا لأجل ذلك بينما يرحبون بمن يدافع عن البدع ولو بتلك الصورة العدائية!!
ومما يشبه هذا ما جاء من الأستاذ في إنكاره على من لا يرى صيام يوم المولد النبوي فبالله عليكم هل هذا حال من يحارب الخلاف؟
أم هي الشعارات!!
أيها الإخوة الكرام لماذا لا نكتفي بما كان عليه النبي ص من سنن وعبادات فالسنة كافية ووافية
سبحان الله يقول تعالى:
(وماذا عليهم لو آمنوا بالله واليوم الآخر وأنفقوا مما رزقهم الله وكان الله بهم عليما إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا)
سبحان الله
ماذا عليهم لو أنهم دعوا الناس إلى لزوم سنة النبي الكريم التي عاش عليها ومات عليها؟!!
ماذا عليهم لو أنهم نصحوا من أراد أن يصلي أو يصوم أو يحج أو يدعوا ربه أو يذكره أن يجتهد في فعل ما كان يفعله النبي ص وصحابته؟
إن أجندة السنة النبوية مليئة بالعبادات، مليئة بالأذكار، مليئة بالعمل، مليئة بالخير، مليئة بالبركة
صاحبها تفطرت قدماه من كثرة العبادة
يصلي إذ ينامون، ويصوم إذ يفطرون ويذكر إذ يفترون ويثبت إذ يفرون ويتقدم في القتال إذ يتأخرون
فلماذا تحرصون على أجندة أخرى دخيلة؟؟
حتى إن الله عندما خلق الناس متفاوتين في القدرات وفي الظروف والأحوال فتح لهم مجال العبادة بما قد يوسع على صاحب الظرف ويناسب ويلائم صاحب القدرة والطاقة وذلك عن طريق الأجندة العامة للسنة التي لم يكن النبي يقيدها بزمن ولا مكان ولا هيئة وكيفية ولا عدد
فسبح ما شئت واذكر ما شئت وصل ما شئت واقرأ القرآن ما شئت
فقد كان النبي ص يذكر الله على كل أحواله
فقط احذر أمرين:
أ ـ لا يكون ذلك على وجه منهي عنه كأن تصلي قبل غروب الشمس أو قبل طلوعها أو كأن تقرأ القرآن وأنت راكع أو وأنت ساجد أو تصوم في يوم عيد أو في أيام التشريق
ب ـ ولا تقرب في عبادتك جانب التشريع فعندما تنشط نفسك للتعبد فلا تستحسن وتُشرّع:
1ـ لاكيفيات 2ـ ولا أعدادا 3ـ ولا أزمنة 4ـ ولا أمكنة
لم يرد استحسانها في السنة.
ما أهنأ أن يعيش المسلم على السنة لا يخطو خطوة في عبادته إلا بها في صلاة أو صيام أو ذكر أو دعاء بعيدا عن كل رأي محدث
قال محمد بن مخلد العطار: سمعت إبراهيم الحربي يقول:
" لا أعلم عصابة خيرا من أصحاب الحديث، إنما يغدو أحدهم ومعه محبرة، فيقول: كيف فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - وكيف صلى، إياكم أن تجلسوا إلى أهل البدع، فإن الرجل إذا أقبل ببدعة ليس يفلح ".
يقول العلامة ابن رجب:
" فالعلم النافع من هذه العلوم كلها ضبط نصوص الكتاب والسنة وفهم معانيها والتقيد في ذلك بالمأثور عن الصحابة والتابعين وتابعيهم في معاني القرآن والحديث. وفيما ورد عنهم من الكلام في مسائل الحلال والحرام. والزهد. والرقائق. والمعارف. وغير ذلك والاجتهاد على تمييز صحيحه من سقيمه أولا. ثم الاجتهاد على الوقوف في معانيه وتفهمه ثانياً. وفي ذلك كفاية لمن عقل. وشغل لمن بالعلم النافع عني واشتغل "
هذا وأسأل الله أن يجمع أهل الإسلام على الكتاب والسنة، وعلى ما كان عليه المسلمون في الزمن الأول، يوم أن كانوا أقرب للمنبع، ويوم أن كانوا أبعد عن الانحراف، وأنجح في نصر الاسلام، وأقوى من أي وقت مر على المسلمين، وأصدق في التزام تعاليم الإسلام
آمين يا رب العالمين
وكتبه الفقير إلى ربه محمد بن خليفة الرباح
ـ[احمد المزني المدني]ــــــــ[23 - 06 - 09, 07:03 م]ـ
جزاك الله خيرا
اللهم نسألك الثبات على السنة واجتناب البدع
ـ[الفضيل]ــــــــ[24 - 06 - 09, 07:26 ص]ـ
شاهدت حلقة هذا المخادع عفى الله عنه
تلبيس على الناس
وجرأة على دين الله ...
فجزاك الله خيرا أخي محمد للرد عليه
رفع الله قدرك في الدارين
ـ[صالح علي سالم]ــــــــ[24 - 06 - 09, 03:07 م]ـ
وهذا رد جميل للشيخ أبي إسحاق الحويني وفقه الله, وفى وكفى جزاه الله خيرا
ـ[خالد الحارثي]ــــــــ[26 - 06 - 09, 08:32 م]ـ
جزاك الله خيرا ...
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[27 - 06 - 09, 12:34 ص]ـ
جزاك الله خيراً على النقل و جزا من كتبه خيراً
قرأت المقاله كامله الا قليل منها تجاوزته.
فعلاً رد يصعق أهل البدع
والله لو أني بمكان الأخ مصطفى حسني لاستحييت و لقدمت اعتذاري عن تلك الحلقه على الهواء مباشره
و أنا أستغرب والله من بعض أهل البدع عندما يستدلون بكلام لشيخ الاسلام ابن تيميه و يوهمون أنه ينصر بدعتهم .. و هذه طريقتهم بل حتى قرأت مقاله لبعض الصوفيه فيها ادلة جواز التوسل بالمصطفى عليه الصلاة و السلام و نقلو قطعه من كلام ابن تيميه و أوهمو القارئ أن هذا مذهبه .. و هذه الطريقه طريقة سخيفة فعلاً إذ أنها سرعان ما تنهال عليهم الردود من هذا و ذاك ..
وفقك الله و أعانك على نصر الحق
¥