تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

تحددها ثلاثة محاور، الأول يتضمن وقفة مع المنهج العلمي، والثاني مع وقفة مع الآثار الاجتماعية، أما الأخير فيشكل وقفة من منظور العقيدة الإسلامية.

وقال

أأشاع انتشار الدورات في البلاد فوضى عارمة كما صرح بذلك كثير من التربويين والمسئولين الذين يبذلون جهوداً حثيثة لإيقاف هذه الفوضى فقد سرّبت الـ NLP إلى أيدي عامة الناس ومنهم طلبة دون سن النضج بعض تقنيات التنويم والعلاج بالإيحاء وغيره من الأدوات الخاصة بالأطباء والمرشدين النفسانيين الذين يؤهلون تأهيلا علميا وافيا قبل أن يعتمدوا كمرشدين أو أطباء نفسانيين من الجهات الرقابية المسئولة، وقد تحول نتيجة لانتشارها السريع عدد من المرضى النفسانيين بعد عدد من الدورات إلى مرشدين نفسانيين واجتماعيين!!!! وهم الذين كانوا ومازالوا فاشلين في دراستهم، ومنهم فاشلون في حياتهم الأسرية والوظيفية إلا أنهم حققوا نجاحاً منقطع النظير في التدريب والمعالجة بتقنيات الـ NLP! كما أن كثيراً منهم في الطريق إلى تحقيق ثروة هائلة حيث تنتشر دوراتهم دون أن يتكلفوا هم مسؤوليات إنشاء المؤسسة أو المركز، ويكثر الإقبال على معالجتهم بعيداً عن العيادات المرخصة؟!

وتبقى نقطة أخيرة في هذه الوقفة الاجتماعية فثمة أمر خطير نتج عن هذا الوافد الغريب "البرمجة اللغوية العصبية" وهو أثر أخلاقي نتج عن كثرة اختلاط الرجال بالنساء وإن كان بفاصل مكاني حيث طبيعة التدريب ومادته تتطلب التواصل ودوام التفقد، وطبيعة المعالجة النفسية والاجتماعية تتطلب ألفة واندماجا ومصارحات أدت في حالات كثيرة إلى مفاسد لا ينكرها إلا مكابر.

وقد ظهر في المجتمع المسلم من جراء البرمجة وأخواتها من ينادي بالسفر خارج الجسد OBE ومن يزعم أنه اعتمر وهو في فراشه، مما جعل أحد الأطباء النفسانيين يقول: إننا ربما نسمع في القريب أن "مرض انفصام الشخصية" حالة مثالية، ويتصدى للتدريب عليها أهلها الذين هم المرضى وهم الأطباء؟! ولا نعلم ماذا تخبئ الأيام إن لم يتدارك المسئولون هذا الأمر الخطير، ويتفطن لأبعاده المفتونون.

ثالثاً: وقفة مع البرمجة اللغوية العصبية من منظور شرعي عقائدي، فمن المعلوم الثابت عقلا ونقلا أنه كما قال ابن تيمية من شأن الجسد إذا كان جائعا فأخذ من طعام حاجته استغنى عن طعام آخر، حتى لا يأكله إن أكل منه إلا بكراهة وتجشم، وربما ضره أكله، أو لم ينتفع به، ولم يكن هو المغذي له الذي يقيم بدنه، فالعبد إذا أخذ من غير الأعمال المشروعة بعض حاجته، قلت رغبته في المشروع وانتفاعه به، بقدر ما اعتاض من غيره بخلاف من صرف نهمته وهمته إلى المشروع، فإنه تعظم محبته له ومنفعته به، ويتم دينه، ويكمل إسلامه). .......

فالبرمجة اللغوية هي الخطوة الأولى في طريق دورات الطاقة وما يتبعها من استشفاءات شركية بخصائص مزعومة للأحجار والأشكال الهندسية والأهرام ورياضات استمداد الطاقة الكونية "الإلهية" المزعومة، ومن ثم فإن سلم بعض الداخلين في البرمجة من آثارها السلبية على الفكر والمعتقد إلا أنهم فتحوا الطريق لغيرهم ممن سيتبع خطاهم إلى طريق لا يعلم منتاه إلا الله، وصدق ابن عباس رضي الله عنهما "من أخذ رأيا ليس في كتاب الله ولن تمض به سنة رسول الله لم يدر على هو منته إذا لقي الله"، وحيثما تغيب المنهجية العلمية ويضعف التقدير لكنوز النقل تتفشى السطحية وتظهر التبعية ويكثر الدجل.

ومن هنا فإنني أذكر العقلاء من هذه الأمة أننا نعيش فتنا كقطع الليل المظلم تجعل الحليم حيران، مما يتطلب تحريا دقيقا بعيدا عن تدليس المفتونين بهذه الوافدات ولو كانوا أهل الصلاح ودعوة أو صمتا منجيا بين يدي الله عز وجل. فالطريق وعرة خطرة أولها مستويات أربعة للبرمجة اللغوية العصبية قد لا يظهر فيها ذلك الأمر الخطير (خصوصا إذا كان المدرب حريصا على أسلمتها) ولكن بعد تألفها النفوس وتأخذ منها نهمتها تكن النهاية مروّعة فقد تكون خروجاً من كل عقل ودين كما حدث للفلاسفة القدامى أو بعضهم عبر مستويات دورات الهونا والشامانية التدريبية. ومما ينبغي التنبه له أن هذه الأفكار الوافدة لا يظهر خطرها منذ البداية كسائر البدع قال أحد السلف: "لو كان صاحب البدعة إذا جلست إليه يحدثك ببدعته حزرته وفررت منه ولكن يحدث بأحاديث السنة في بدء مجلسه، ثم يدخل عليك ببدعته فلعلها تلزم قلبك.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير