تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[أربع محكات في امتحان محبة رب البريات]

ـ[العويشز]ــــــــ[25 - 06 - 09, 06:49 م]ـ

أركان العبادة هي:

(الحب، الخوف، الرجاء)

وركن الحب في العبادة

كمنزلة الرأس للطائر

والخوف والرجاء كالجناحين

فالمحبة لا شك أنها أعظم هذه الأركان

ومن هنا كان لمعرفة قدر محبة العبد لربه سبحانه وتعالى

أهمية عظيمة في دين العبد وسيره إلى الله تعالى

وقد تكلم العلماء كثيراً عن هذه المسائل

ومن أجمل ما وقفت عليه

كلام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتاب

(طريق الهجرتين وباب السعادتين)

وهو يذكر المحكات الأربع التي تظهر فيها محبة العبد لربه ..

قال ابن القيم رحمه الله (طريق الهجرتين 292):

ومحك هذا الحال يظهر في مواطن أربعة:

ـ[العويشز]ــــــــ[25 - 06 - 09, 06:51 م]ـ

الأول:

عند أخذ مضجعه

وتفرغ حواسه وجوارحه من الشواغل

واجتماع قلبه على ما يحبه

فإنه لا ينام إلا على ذكر من يحبه وشغل قلبه به

ـ[العويشز]ــــــــ[25 - 06 - 09, 06:56 م]ـ

الموطن الثاني:عند انتباهه من النوم

فأول شيء يسبق إلى قلبه ذكر محبوبه، فإنه إذا استيقظ وُردت إليه روحه رد معها إليه ذكر محبوبه الذي كان قد غاب عنه في النوم

ولكن كان قد خالط روحه وقلبه فلما ردت إليه الروح أسرع من الطرف رد إليه ذكر محبوبه متصلاً بها مصاحباً لها فورد عليه قبل كل وارد وهجم عليه قبل كل طارق

فإذا وردت عليه الشواغل والقواطع وردت على محل ممتلىء بمحبة ما يحبه فوردت على ساحته من ظاهرها فإذا قضى وطره منها قضاه بمصاحبته لما في قلبه من الحب

فإنه قد لزمه ملازمة الغريم لغريمه ولذلك يسمى غراما وهو الحب اللازم الذي لا يفارق فسمع بمحبوبه وأبصر به وبطش به ومشى به فصار محل سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها هذا مثل محبوبه في وجوده وهو غير متحد به بل هو قائم بذاته مباين له

وهذا المعنى مفهوم بين الناس لا ينكره منهم إلا غليظ الحجاب أو قليل العلم ضعيف العقل

ـ[العويشز]ــــــــ[25 - 06 - 09, 07:01 م]ـ

الموطن الثالث: عند دخوله في الصلاة

فإنها محك الأحوال وميزان الإيمان بها يوزن إيمان الرجل ويتحقق حاله ومقامه ومقدار قربه من الله ونصيبه منه

فإنها محل المناجاة والقربة ولا واسطة فيها بين العبد وبين ربه فلا شيء أقر لعين المحب ولا ألذ لقلبه ولا أنعم لعيشه منها إذا كان محبا فإنه لا شيء آثر عند المحب ولا أطيب له من خلوته بمحبوبه ومناجاته له ومثوله بين يديه وقد أقبل محبوبه عليه وكان قبل ذلك معذبا بمقاساة الأغيار ومواصلة الخلق والاشتغال بهم فإذا قام إلى الصلاة هرب من سوى الله إليه وآوى عنده واطمأن بذكره وقرت عينه بالمثول بين يديه ومناجاته فلا شيء أهم إليه من الصلاة كأنه في سجن وضيق وغم حتى تحضر الصلاة فيجد قلبه قد انفسح وانشرح واستراح كما قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لبلال:

(يا بلال أرحنا بالصلاة)

ولم يقل أرحنا منها كما يقول المبطلون الغافلون

وقال بعض السلف: "ليس بمستكمل الإيمان من لم يزل في هم وغم حتى تحضر الصلاة فيزول همه وغمه"

فالصلاة قرة عيون المحبين وسرور أرواحهم ولذة قلوبهم وبهجة نفوسهم يحملون هم الفراغ منها إذا دخلوا فيها كما يحمل الفارغ البطال همها حتى يقضيها بسرعة فلهم فيها شأن وللنقارين شأن يشكون إلى الله سوء صنيعهم بها إذا ائتموا بهم كما يشكو الغافل المعرض تطويل إمامه

فسبحان من فاضل بين النفوس وفاوت بينها هذا التفاوت العظيم

وبالجملة فمن كان قرة عينه في الصلاة فلا شيء أحب إليه ولا أنعم عنده منها ويود أن لو قطع عمره بها غير مشتغل بغيرها

وإنما يسلي نفسه إذا فارقها بأنه سيعود إليها عن قرب فهو دائما يثوب إليها ولا يقضي منها وطرا فلا يزن العبد إيمانه ومحبته لله بمثل ميزان الصلاة فإنها الميزان العادل الذي وزنه غير عائل

ـ[العويشز]ــــــــ[25 - 06 - 09, 07:18 م]ـ

الموطن الرابع:عند الشدائد والأهوال

فإن القلب في هذا الموطن لا يذكر إلا أحب الأشياء إليه

ولا يهرب إلا إلى محبوبه الأعظم عنده

ولهذا كانوا يفتخرون بذكرهم من يحبونهم

عند الحرب واللقاء وهو كثير في أشعارهم ..

ـ[محمود حجي]ــــــــ[26 - 06 - 09, 08:21 ص]ـ

جزاك الله خيرا

ـ[العويشز]ــــــــ[30 - 06 - 09, 10:47 ص]ـ

وإياك

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير