تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهذا الحكم وكما تقدم أن هذا أصل من أصول أهل السنة والجماعة، أعني السمع والطاعة للأئمة أبرارا كانوا أو فجارا وإن كان منهم ما كان من فسق في أنفسهم أو ظلم، وكل هذا لا يوجب المنازعة ولا يوجب رفض البيعة ولا يوجب نزع اليد من الطاعة، بل يجب السمع والطاعة بالمعروف، وإن كان منهم أيضا تجاوز بالظلم بأخذ مال أو ضرب، فذلك على أنفسهم ويحاسبون عليه يوم القيامة، كما في الحديث الآخر: أدوا الحق الذي لهم وسلوا الله الذي لكم وَسَلُوا اللَّهَ الَّذِي لَكُمْ فالله- سبحانه وتعالى- لا بد أن ينصف المظلوم من الظالم، من والٍ وإمام أو غيره، لكن الشأن أن هذا الظلم لا يبيح الخروج والمنازعة.

ومثل هذه الأحاديث في السمع والطاعة، والصبر على جور الأئمة، هذه لا يؤمن بها الخوارج ولا المعتزلة الذين يرون أن الخروج على الأئمة من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، هذه لا يؤمنون بها، لأنها تخالف أصولهم كما هي حالهم في النصوص التي تخالف أصولهم، فكل من له مذهب وتبناه وتأصل عنده فإنه يقف من النصوص المتعارضة لهذا المذهب، إما الرد إن أمكن، وإما التأويل، وإما التفويض هذا شأن أهل البدع وأهل الأهواء، وما لا يستطيعون دفعه ورده يضيقون به ويلتمسون له ضروب التحريف الذي يسمونه تأويلا.

وهكذا مثلا في هذا العصر الذين يتبنون أو يهوون الخروج على الولاة، يجدون في صدورهم من هذه الأحاديث حرجا، فإما أن يكذبوا بها، وإما أن يتأولوها كما هو شأن أشباههم فيجب على المسلم أن يحكم شرع الله، وإن خالف هواه ويجب أن يكون راضيا بحكم الله (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) وإنما يؤتى الإنسان من ضعف إيمانه بالله ورسوله وبحكمة الله في تشريعه وهذا كله لا يمنع -وجوب السمع والطاعة وتحريم الخروج ووجوب النصيحة- كل هذا ما يمنع من المناصحة وإنكار المنكر بالطرق التي توصل إلى المطلوب ويرجى نفعها ويؤمن ضررها.

- سؤال: أحسن الله إليكم، يقول: علمنا أن الساعة تقوم إذا طلعت الشمس من مغربها، يقول: وهذا الوقت يكون بعد الفجر، وفي الغالب هذا الوقت لا يكون وقت تجارة ولا وقت أكل، وضحوا لنا المراد؟

من قال لك: إن الساعة تقوم إذا طلعت الشمس من مغربها، قلنا: هذا يا إخوان؟ عندكم؟ لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، ولا تقوم الساعة حتى كذا وكذا، يعني: ما تقوم الساعة، لكن ليس فيه إذا طلعت الشمس قامت الساعة، هل عندك يا سائل ما فيه من الغالب أنه تطلع الشمس من مغربها وتبقى الحياة ما شاء الله بعد ذلك. نعم.

- قال رحمه الله تعالى: وللترمذي عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ستخرج نار من حضرموت قبل القيامة، قالوا: يا رسول الله، فما تأمرنا؟ قال: عليكم بالشام) وقال: حسن صحيح غريب من حديث ابن عمر.

الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله وعلى آله وصحبه وبعد، هذا الحديث تضمن الخبر عن نار تخرج من حضرموت قبل يوم القيامة، ذكر المحقق لهذا الكتاب قال: في للترمذي تحشر الناس، والحديث الذي في الصحيح في ذكر أشراط الساعة الكبرى، ومنها نار تخرج من قعر عدن، عدن هذه هي في ناحية حضرموت كما في الروايات الأخرى: تحشر الناس تقيل معهم حيث قالوا، وتبيت معهم حيث باتوا.

يظهر من هذا الحديث أن النار المذكورة في هذا الحديث هي النار المذكورة في الحديث الآخر، وهنا قال: قالوا: يا رسول الله، فما تأمرنا؟ قال: عليكم بالشام.

هذا فيه دلالة على فضل الشام، وأنه يكون موئلا للإسلام والمسلمين، وهذا لا يلزم أن يكون على الدوام كما جاء في أحاديث فضل اليمن، وأن الإيمان يماني والحكمة يمانية.

هذا ليس المقصود منه أن الشام أو اليمن أو بلد كذا أنه يكون كذلك دائما وأبدا، بل سنة الله في العباد والبلاد هي التغير والتحول كما يشهد التاريخ.

وقد كان الشام مركزا للعلماء والصلحاء كما كان في عهد معاوية رضي الله عنه، وفي عهد عمر بن عبد العزيز كان هو الخليفة وكان في الشام وتجيء العهود فيها يكثر الخير في الشام، فهذا الحديث وأحاديث تدل على فضل الشام، لكن يجب أن تفهم على هذا الوجه، وما دام الأمر على العلم والإيمان فأين كان فليؤم وليقصد، فأي أرض يظهر فيها الإسلام وتظهر فيها السنة فينبغي للمسلمين أن يقصدوها للهجرة تارة، وللعلم تحصيل العلم تارة أخرى، كما حصل ولله الحمد في هذه البلاد بعد دعوة الإمام المجدد رحمه الله حصل فيها خير كثير أكرمها الله وأكرم أهلها بذلك، فكانت مقصدا للصالحين وأهل العلم والإيمان والتوحيد. نعم.

ـ[سعد الحقباني]ــــــــ[06 - 07 - 10, 06:54 م]ـ

السلام عليكم

هذا وقت رفع الموضوع

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير