بل هناك ما هو أعظم من ذلك وهو الأشعث الأغبر ذي طمرين لا يأبه به الناس لو أقسم على الله
لأبره ...
وهؤلاء هم ألزم الناس بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأكثرهم في العلماء الربانيين
وأكثر طلاب الحديث وحفاظه والمشتغلين به فلذا لا يفوتنا أحدكم صحبة المحدث وحافظ الحديث
والمشتغل به وأنا أعرف أن اكثرهم لا يستطيع قول ذلك تورعاً أن يعتبر نفسه منهم مع أنه يريد النصح
بذلك ويمنع أكثرهم من ذلك الورع الذي عندهم.
والمقصود بهم أقلهم جدالاً وأكثرهم سكوتاً وألينهم لطالب الفتيا الصادق جانباً الذين يدخلون و يخرجون ولا يكاد
أحد أن يعلم بهم ... إلا حين يشتهرون بين الناس ...
وأكاد أجزم بمشيئة الله أن منهم الإمام ابن باز عليه رحمة الله وابن رجب الحنبلي والإمام أحمد بن حنبل
والحمد لله كثيراً ما يعرف الحنابلة بوجود أمثالهم من حيث تمسكهم بالحديث لا من حيث مذهبهم وإلا فمنهم
ابن عقيل والطوفي وابن الجوزي غفر الله لنا ولهم ..
وهذا من بركة العلم الشرعي وطلب علم الحديث والاشتغال به وهو ظاهر فيهم
وسبحان الله قال بعض السلف " طلبنا الحديث لغير الله فأبى الله إلا أن يكون له " فانظر كيف بركة هذا العلم
كيف يحول النية الفاسدة إلى صالحه.
وعكسه علوم الفلسفة أو الاجتماع أو علم النفس أو علم الإنساب فإنه لو طلب لله فإن التوسع فيه أبداً يحول
النية إلى الله.
ولسان حال الغزالي والرازي كأنهم يقولون طلبنا علم ما نهينا عنه لله فأبى الله إلا إن لا يكون له.
وانظر حال من انحرفوا عن العلم الشرعي في زماننا وقد كنت منهم وعافني الله ولله الحمد فقد
زين لنا الشيطان طلب علوم العلمانيين التي لا بارك الله في من شوقنا إليها وحببنا إليها وخيل إلينا
أنها علوم العقلاء حتى لقد أدخلتنا في تيه أشد من تيه بني إسرائيل وكنا نناقش وننافح أهل البدعة والباطل
ونظن أنفسنا على خير ولم يتستجب لنا من جادلانهم فيأسنا وصرنا نزداد بحثاً حتى لقد أوصلنا تلميذ بريدة
إلى الروايات وحببنا في مؤلفات عملاء اليهود الذين يؤلفون الكتاب ونقيضه والفكرة ونقيضها بكثرة ما يعرضها
علينا وينقل لنا منها على سبيل الرد وهو لا يدري ما يفعل فعلها فيه هو نفسه وفينا نحن أيضاً ...
واليوم والله إني لأن أشتغل في تصليح الشاي وغسل أدواته لطلاب العلم الشرعي خير والله من ملكية قناة فيها من ليس من أهل الحديث.
وليعذرني إخواني طلاب العلم أن تجرأت على هذا المقام وتحدثت أمامهم
ولكن من الناس أحيانا من يعرض عقله على الناس وأنا عرضته على خير الناس أهل الحديث فلعلني أن أسمع نصيحة أو تصحيح أو توجيه ولو على الخاص يفيدني في نفسي وفي تربية أولادي فأنا شيخ كبير تجاوزت الخامسة والثلاثين ولن أناقش ولن أرد لمن أراد نصحي سوف أسمع النصيحة والتوجيه
فلا تبخلوا علي وأشرط على نفسي أن لا يعني ذلك التعارف بيني وبين من قد ينصحني ولو على الخاص.
أو نحوه ...
فقد والله لوث أفكارنا أهل القنوات التي تسمى قنوات التربية وصنع القرار ودورات التطوير والتغيير
وصلاح الراشد والفقي وأشباهه هؤلاء الذين كنت أستهين بأمرهم ويا حسرتى على أن لم أسمع
والله نصحكم من قبل بل خضت كما خاض ابن الجويني في الذي نهيت عنه وها أنا أبحث والله عن
إيمان العجائز والآن والحمد لله بدأت أشم بين الفينة والأخرى نسائم الطفولة والله.
وهذا هو سبب هذا التحمس والاندفاع لأن في القلب كلاماً وحرقة وكمداً على تلك السنين التي ضيعها
الذي أسأل الله أن يعامله بعدله. (الذي يدعونا إلى الإسلام اليوم)
قلت ذلك حتى لا يغتر مغتر بنفسه و يتمرد على أهل العلم الشرعي ويخالفهم لما نهوه عنه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد