تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ونظرا لكثرة الاستفتاءات الواردة إلى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عن حدود نظر المرأة إلى المرأة، لمرأة، وما يلزمها من اللباس، فإن اللجنة تبين لعموم نساء المسلمين أنه يجب على المرأة أن تتخلق بخلق الحياء، الذي جعله النبي -صلى الله عليه وسلم- من الإيمان وشعبة من شعبه، ومن الحياء المأمور به شرعا وعرفا: تستر المرأة واحتشامها وتخلقها بالأخلاق التي تبعدها عن مواقع الفتنة ومواضع الريبة. وقد دل ظاهر القرآن على أن المرأة لا تبدي للمرأة إلا ما تبديه لمحارمها، مما جرت العادة بكشفه في البيت، وحال المهنة كما قال تعالى:

{وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ} الآية، وإذا كان هذا هو نص القرآن وهو ما دلت عليه السنة، فإنه هو الذي جرى عليه عمل نساء الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ونساء الصحابة، ومن اتبعهن بإحسان من نساء الأمة إلى عصرنا هذا. وما جرت العادة بكشفه للمذكورين في الآية الكريمة هو ما يظهر من المرأة غالبا في البيت، وحال المهنة، ويشق عليها التحرز منه؛ كانكشاف الرأس واليدين والعنق والقدمين، وأما التوسع في التكشف فعلاوة على أنه لم يدل على جوازه دليل من كتاب أو سنة- هو أيضا طريق لفتنة المرأة والافتتان بها من بنات جنسها، وهذا موجود لبينهن، وفيه أيضا قدوة سيئة لغيرهن من النساء، كما أن في ذلك تشبها بالكافرات والبغايا الماجنات في لباسهن، وقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «من تشبه بقوم فهو منهم» أخرجه الإمام أحمد وأبو داود. وفي (صحيح مسلم) عن عبد الله بن عمرو «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- رأى عليه ثوبين معصفرين، فقال: إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها» وفي (صحيح مسلم) أيضا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا» ومعنى: "كاسيات عاريات" هو: أن تكتسي المرأة ما لا يسترها فهي كاسية، وهي في الحقيقة عارية، مثل من تلبس الثوب الرقيق الذي يشف بشرتها، أو الثوب الضيق الذي يبدي تقاطيع جسمها، أو الثوب القصير الذي لا يستر بعض أعضائها. فالمتعين على نساء المسلمين: التزام الهدي الذي كان عليه أمهات المؤمنين ونساء الصحابة رضي الله عنهن ومن اتبعهن بإحسان من نساء هذه الأمة، والحرص على التستر والاحتشام، فذلك أبعد عن أسباب الفتنة، وصيانة للنفس عما تثيره دواعي الهوى الموقع في الفواحش. كما يجب على نساء المسلمين الحذر من الوقوع فيما حرمه الله ورسوله من الألبسة التي فيها تشبه بالكافرات والعاهرات؛ طاعة لله ورسوله، ورجاء لثواب الله، وخوفا من عقابه. كما يجب على كل مسلم أن يتقي الله فيمن تحت ولايته من النساء، فلا يتركهن يلبسن ما حرمه الله ورسوله من الألبسة الخالعة، والكاشفة والفاتنة، وليعلم أنه راع ومسئول عن رعيته يوم القيامة. نسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين، وأن يهدينا جميعا سواء السبيل، إنه سميع قريب مجيب، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، الشيخ عبد الله بن غديان، الشيخ صالح الفوزان، الشيخ بكر أبو زيد.

" فتاوى اللجنة الدائمة -" (17/ 290 - 294).

ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[04 - 07 - 09, 12:05 م]ـ

بارك الله فيكم شيخنا (إحسان) ورفع الله قدركم في الدنيا والآخرة

ـ[السدوسي]ــــــــ[04 - 07 - 09, 02:59 م]ـ

جزاك الله خيرا ياأباطارق وماطرحته يكثر السؤال عنه من النساء ويمكن تلخيص ماقلت بأن يقال: يجوز للمرأة عند زوجها لبس ماشاءت بشرط ألا تتشبه بالرجال ولا الكفار.

ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[28 - 07 - 09, 03:43 م]ـ

للشيخ الألباني رحمه الله رأي مهم في هذا: في سلسلة الهدى والنور شريط 814 وليس عندي الآن.

ملخصه أن التشبه هنا غير وارد لأن التشبه مسألة اجتماعية أي تكون في حضور الناس أما في بيت الزوجية فهذا منتف. نقلت بالمعنى والله أعلم

ـ[نبيل العمري]ــــــــ[30 - 07 - 09, 06:18 ص]ـ

للشيخ الألباني رحمه الله رأي مهم في هذا: في سلسلة الهدى والنور شريط 814 وليس عندي الآن.

ملخصه أن التشبه هنا غير وارد لأن التشبه مسألة اجتماعية أي تكون في حضور الناس أما في بيت الزوجية فهذا منتف. نقلت بالمعنى والله أعلم

وقفت عليه منذ زمن.

احسنت نقلا

ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[30 - 07 - 09, 06:24 ص]ـ

للشيخ الألباني رحمه الله رأي مهم في هذا: في سلسلة الهدى والنور شريط 814 وليس عندي الآن.

ملخصه أن التشبه هنا غير وارد لأن التشبه مسألة اجتماعية أي تكون في حضور الناس أما في بيت الزوجية فهذا منتف. نقلت بالمعنى والله أعلم

جزاك الله خيرا

وأرى أن تنقل كلام الشيخ رحمه الله بالنص

فإن كان ما قاله هو ما نقلتَه عنه ها هنا: فهو خطأ بيِّن؛ وذلك أنه لا يجوز للرجل أن يلبس لامرأته فستاناً بحجة أنه في بيته، وأنه يلبسه لزوجته، لا أظن المسألة تحتمل الخلاف.

ومثله ينبغي أن يقال: ولا يجوز للمرأة أن تلبس شماغاً وعقالاً وثوب زوجها بحجة أنها تلبس ذلك له؛ لظهور التشبه من غير شك.

والله الموفق

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير