قال ابن حبان في الثقات: تكلم فيه رجلان؛ هشام ومالك، فأما قول هشام فليس مما يجرح به الإنسان، وذلك أن التابعين سمعوا من عائشة من غير أن ينظروا إليها وكذلك ابن إسحاق كان سمع من فاطمة والستر بينهما مسبل، وأما مالك فإن ذلك كان منه مرة واحدة ثم عاد له إلى ما يجب، ولم يكن يقدح فيه من أجل الحديث، إنما كان ينكر تتبعه غزوات النبي –صلى الله عليه وسلم- من أولاد اليهود الذين أسلموا وحفظوا قصه خيبر وغيرها، وكان ابن إسحاق يتتبع هذا منهم من غير أن يحتج بهم، وكان مالك لا يرى الرواية الا عن متقن، ولما سئل ابن المبارك قال: أنا وجدناه صدوقا، ثلاث مرات.
قال ابن حبان: ولم يمكن أحد بالمدينة يقارب ابن إسحاق في علمه، ولا يوازيه في جمعه، وهو من أحسن الناس سياقاً للأخبار، إلى أن قال: وكان يكتب عمن فوقه ومثله ودونه، فلو كان ممن يستحل الكذب لم يحتج إلى النُزول، فهذا يدلك على صدقه، سمعت محمد بن نصر الفراء يقول سمعت يحيى بن يحيى وذكره عنده محمد بن إسحاق فوثقه.
وقال أبو يعلى الخليلي: محمد بن إسحاق عالم كبير وإنما لم يخرجه البخاري من أجل روايته المطولات، وقد استشهد به، وأكثر عنه فيما يحكي في أيام النبي صلى الله عليه وسلم وفي أحواله وفي التواريخ، وهو عالم واسع الرواية والعلم ثقة.
وقال ابن البرقي: لم أر أهل الحديث يختلفون في ثقته وحسن حديثه وروايته، وفي حديثه عن نافع بعض الشيء.
قال الحاكم: وذكر عن البوشنجي أنه قال: هو عندنا ثقة ثقة.
فالخلاصة أنه حسن الحديث على أقل أحواله وحديثه في المغازي صحيح.
انظر: تهذيب الكمال (24/ 405) وتهذيب التهذيب (3/ 504 - 507=الرسالة) وميزان الاعتدال (3/ 468 - 475).
# يزيد بن أبي حبيب واسمه: سويد الأزدي مولاهم، أبو رجاء المصري ثقة فقيه كثير الحديث وهو من رجال الجماعة كما في التهذيب.
# راشد مولى حبيب بن أوس الثقفي: ذكره ابن حبان في الثقات (6/ 302 - 303) وقال: يروي المراسيل.
وقال عثمان الدارمي في تاريخه (ص/110رقم330): وسألته-يعني: يحيى ابن معين- عن راشد مولى حبيب بن أوس فقال: ثقة يروى عنه المصريون.
# حبيب بن أوس ويقال: ابن أبي أوس الثقفي: ذكره ابن حبان في الثقات (4/ 139) في ثقات التابعين.
وذكره البخاري في التاريخ الكبير (2/ 311)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (2/ 96) ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً.
وصحح له الطحاوي في مشكل الآثار (1/ 442رقم507).
وعده الحافظ ابن حجر في الصحابة فذكره في الإصابة (2/ 15) في القسم الأول من حرف الحاء وقال: [حبيب بن أوس أو بن أبي أوس الثقفي: ذكره بن يونس فيمن شهد فتح مصر فدل على أن له إدراكاً، ولم يبق من ثقيف في حجة الوداع أحد إلا وقد أسلم وشهدها فيكون هذا صحابياً، وقد ذكره بن حبان في ثقات التابعين].
وقال الحافظ في التقريب: مقبول، شهد فتح مصر وسكنها.
وهذا فيه نظر بل هو إما صحابي وإما تابعي ثقة.
والله أعلم.
وقال الهيثمي (9/ 351): [رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال حدثني عمرو بن العاص من فيه إلى أذني ورجالهما ثقات].
وقال الشيخ الألباني -رحمه الله- في إرواء الغليل (5/ 123): [وإسناده حسن أو قريب منه رجاله ثقات غير حبيب بن أبي أوس، ذكره ابن يونس فيمن شهد فتح مصر، ووثقه ابن حبان، وقال الحافظ: "مقبول، شهد فتح مصر وسكنها، من الثانية"].
فالخلاصة أن الحديث من هذه الطريق صحيح.
ويشهد لبعضه ما رواه مسلم في صحيحه كما سبق ذكره في التخريج.
والله أعلم.
## معاني بعض الكلمات: ##
الأدم: الجلد المدبوغ.
استقام المنسم: أي اتضح الأمر ولم يعد فيه لبس وشك. انظر لسان العرب (12/ 576).
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
ـ[أبو عمر العتيبي]ــــــــ[19 - 04 - 02, 06:23 م]ـ
والحديث صححه الطحاوي أيضاً.
والله الموفق.
ـ[ brother] ــــــــ[27 - 04 - 02, 12:29 ص]ـ
الأخ الكريم ابو عمرالعتيبي كتبت لك سؤالاً لعلك لم تطلع عليه فأرجوا الإجابة (هو في المنتدى
ـ[أبو عمر العتيبي]ــــــــ[27 - 04 - 02, 02:54 ص]ـ
أخي: هل تعني سؤالك عن كلية الحديث بالجامعة الإسلامية؟
ـ[ brother] ــــــــ[01 - 05 - 02, 06:07 م]ـ
نعم ياشيخ جزاك الله خيراً
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[02 - 05 - 02, 06:38 م]ـ
الأخ الفاضل /
جزاك الله خيرا على هذا الجهد الطيب ..
و لقد أثلجت صدور أهل الحديث بما نقلت عن أئمة الحديث في حق الإمام محمد بن إسحاق ..
و تتميما لكلامك أقول:
محمد بن إسحاق رحمه الله قد بحثت ترجمته و ما قيل فيه:
و الذي تبين أنه إمام حافظ ثقة، يدلس أحيانا تدليس السماع عمن سمع منهم، و الغالب عليه الإرسال الخفي ..
و يكفي كلمات: شعبة و ابن المديني، و البخاري:
الدالة على:
1 - سعة دائرته في الحفظ و تبحره في ذلك.
2 - عدم وجود النكارة في أحاديثه خلا حديثين يقول ابن المديني: و يمكن أن يكونا ليسا بمنكرين، و العهدة فيهما من غيره.
3 - و تتبع ابن المديني لمروياته و معارضتها بأحاديث الثقات:و هذه هي الحقيقة التي ينتهى إليها بعد سبر مرويات الراوي، أعني النظر في مروياته ..
و بذلك يتبين لك قيمة كلمة ابن المديني على كلمة من قال فيه حجة في المغازي، ليس بحجة في الأحكام ..
فابن المديني و غيره بنوا كلامهم على تتبع لمرواته و نظر فيها، و هذا المرجح للاختلاف!!
فهذا ابن المديني نظر في كتبه كلها و أعطانا حكمه، فهل ابن المديني أعور؟؟!!
حاشاه و هو حية الوادي، إمام العلل و صيرفي الحديث، شيخ البخاري و من يحتقر البخاري نفسه عنده.
و4 - هذا البخاري يجزم بأن من كان بمثل ابن اسحاق في سعة الحفظ = يلزم تفرده بألف حديث!
و الأمر كذلك ..
بقي أن يعترض على ابن اسحاق بأشياء انكرت في روايته فيقال: ليس ابن اسحاق بفرد في هذا.
فالثقات شاركوه في ههذا؟؟
و اما دعوى انه كثير التدليس فلها موضع آخر
هذا و الله الموفق
أخوكم ابو تيمية
¥