تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ذكريات عن الشيخ البنا الساعاتي - الجزء التاسع]

ـ[محمد الأمين فضيل]ــــــــ[10 - 03 - 03, 11:40 ص]ـ

نصيران من السعودية (1)

جمال البنا

رزق الشيخ في وحدته من حيث لم يحتسب معونة اثنين من خيرة رجال السعودية أعجبا بعمله اعجابا عظيما وقاما بدعمه. أول هذين هو السيد محمد نصيف رحمه الله، كان هذا السيد السند هو «عين أعيان» جدة، كما كنا نطلق عليه، وكان الملك عبد العزيز ينزل في بيته عندما يزور جدة، وكانت هواية السيد نصيف هي تقصي الكتب وجمعها والتعرف إلى اصحابها وتشجيعهم، وكانت لحظات سعادته هي التي يكتشف فيها كتابا. فيشتري عددا من النسخ منه، ويرسلها هدية لاخوانه، وكان طبيعيا ان يعنى هذا الرجل ـ وقلبه معلق بالكتب ـ بالفتح الرباني، وان يجند نفسه لخدمته. فالفتح الرباني عمل ضخم وهو يتفق مع المذهب المقرر للسعودية ـ المذهب الحنبلي.

ويبدو ان الاتصالات ما بينه وبين الشيخ بدأت بعد ظهور الجزء الأول من الفتح مباشرة، ويحتمل ان تكون قد دارت بعض المراسلات قبل الخطاب الأول الذي عثرنا عليه في أوراق الشيخ وهو بطاقة معايدة صغيرة مطبوعة أضاف عليها بخطه «اقدم مع هذا كتاب ورد لكم من الرياض من افضل احفاد الشيخ محمد بن عبد الوهاب صاحب «الدعوى» الاصلاحية بنجد رحمه الله تعالى آمين الاستاذ الشيخ محمد بن عبد اللطيف، ولذلك اغتنمت شرف الكتابة اليكم واني والحمد لله قد اقتنيت مؤلفكم الحديث واشتريت لي ولاصدقائي خمس نسخ، وأول من احضره للحجاز العبد لله»، وليس على المعايدة تاريخ ولكن تاريخ خطاب الشيخ محمد بن عبد اللطيف عام 1354.

وطبيعي ان يكون «أول من احضره للحجاز» هو السيد محمد نصيف رحمه الله. فمن أولى بذلك منه، أما الخطاب المرفق المرسل من الشيخ محمد بن عبد اللطيف فكان خطابا تقليديا طويلا بخط جميل اشبه باللوحة وقال فيه الشيخ بعد ديباجة طويلة « .. وبعد فانا اشرفنا على ترتيبكم لمسند الامام احمد فوجدناه وافيا بالمقصود، فحمدنا الله على ما وهبك من هذا المقام الشريف وخدمتك للسنة النبوية واحياء الملة الحنيفية، وهذه منة جسيمة ونعمة هيأها الله على يديك لأنك لم تسبق الى هذا الصنيع. فعلمنا ان في الزوايا خبايا، وان لأهل العلم بقايا يذبون عنها زيغ الزائغين وانتحال المبطلين. فالذي أوصيك يا أخي تقوى الله تعالى واخلاص النية والقصد وامعان النظر في كتب الشيخين الفاضلين شيخ الاسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم الجوزية. فإن من تبصر فيهما وكرر النظر فيهما، فلا بد ان نفرق ما كان عليه الرعيل الأول، فان الله جعل كتبهما في آخر هذا الزمان فرقانا بين الحق والباطل، وميزان صدق وعدل بالنظر فيهما تنزاح عن القلب شبهات المبطلين وخيالات الضالين وتسفر لمن وفقه الله عن الحق المبين، وترقى به الى منازل الانبياء والصديقين والشهداء والصالحين هذا ما نحب لك وندعوك اليه مع اننا نشكرك على صنيعك هذا وبلغ سلامنا من لدنك من الاخوان الذين هم من أهل السنة واتباع السلف الصالح، وكل من عندنا من المشايخ يشكركم على هذا الصنيع ويدعو لكم بالتوفيق ودمتم سالمين».

وقد وجدنا بمكتب الشخ الوالد رحمه الله عددا كبيرا من رسائل الشيخ نصيف سنشير الى بعضها، ففي 17 رمضان سنة 1355 أرسل خطابا فيه حوالة على بنك مصر بمبلغ خمسة جنيهات (وكان وقتئذ مبلغا كبيرا) ليقيدها الشيخ من قيمة «مصنفكم الجليل الفتح الرباني (حسب البيان الموضح ادناه) ويعلم الله اني احببتكم على الغيب لآثاركم النافعة وأي أثر اكبر من خدمة السنة النبوية وارشاد الأمة الاسلامية بمجلة الاخوان المسلمين وما بها من نصائح غالية في هدوء وسكون وبعد عن الجدال بالباطل فجزاكم الله خيرا آمين، وجعل الله طريقتكم في الارشاد وخدمة الاسلام على الدوام موافقة لما يحبه ويرضاه آمين ولا ينبغي ان أنسى تقديم جزيل السلام للاستاذ الكبير والعالم الشهير الشيخ طنطاوي ودمتم سالمين»، وتتلو ذلك قائمة باسماء المشتركين وهم السادة محمد نصيف، عبد الملك بليلا، محمد بن عبد الله، عبد الرحمن الشامي، محمد عبد اللطيف، ابراهيم الضبع، عبد الوهاب الدهلوي.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير