تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأما هديه في يقظته فكان يستيقظ إذا صاح الصارخ وهو الديك فيحمد الله تعالى ويكبره ويهلله ويدعوه ثم يستاك ثم يقوم إلى وضوئه ثم يقف للصلاة بين يدي ربه مناجيا له بكلامه مثنيا عليه راجيا له راغبا راهبا فأي حفظ لصحة القلب والبدن والروح والقوى ولنعيم الدنيا والآخرة فوق هذا

وقال في مدارج السالكين:

فصل وأما مفسدات القلب الخمسة: فهي التي أشار إليها: من كثرة

الخلطة والتمني والتعلق بغير الله والشبع والمنام فهذه الخمسة من أكبر مفسدات القلب فنذكر آثارها التي اشتركت فيها وما تميز به كل واحد منها ...

فصل المفسد الخامس كثرة النوم فإنه يميت القلب ويثقل البدن ويضيع الوقت

ويورث كثرة الغفلة والكسل ومنه المكروه جدا ومنه الضار غير النافع للبدن وأنفع النوم: ما كان عند شدة الحاجة إليه ونوم أول الليل أحمد وأنفع من آخره ونوم وسط النهار أنفع من طرفيه وكلما قرب النوم من الطرفين قل نفعه وكثر ضرره ولا سيما نوم العصر والنوم أول النهار إلا لسهران ومن المكروه عندهم: النوم بين صلاة الصبح وطلوع الشمس فإنه وقت غنيمة وللسير ذلك الوقت عند السالكين مزية عظيمة حتى لو ساروا طول ليلهم لم يسمحوا بالقعود عن السير ذلك الوقت حتى تطلع الشمس فإنه أول النهار ومفتاحه ووقت نزول الأرزاق وحصول القسم وحلول البركة ومنه ينشأ النهار وينسحب حكم جميعه على حكم تلك الحصة فينبغى أن يكون نومها كنوم المضطر وبالجملة فأعدل النوم وأنفعه: نوم نصف الليل الأول وسدسه الأخير وهو مقدار ثمان ساعات وهذا أعدل النوم عند الأطباء وما زاد عليه أو نقص منه أثر عندهم في الطبيعة انحرافا بحسبه ومن النوم الذي لا ينفع أيضا: النوم أول الليل عقيب غروب الشمس حتى تذهب فحمة العشاء وكان رسول الله يكرهه فهو مكروه شرعا وطبعا وكما أن كثرة النوم مورثة لهذه الآفات فمدافعته وهجره مورث لآفات أخرى عظام: من سوء المزاج ويبسه وانحراف النفس وجفاف الرطوبات المعينة على الفهم والعمل ويورث أمراضا متلفة لا ينتفع صاحبها بقلبه ولا بدنه معها وما قام الوجود إلا بالعدل فمن اعتصم به فقد أخذ بحظه من مجامع الخير وبالله المستعان انتهى كلام ابن القيم

فمما يساعد على الاعتدال في النوم بناء على ما كتبه ابن القيم رحمه الله:

1 - الاستعانة بالدعاء

2 - ملازمة هدي النبي صلى الله عليه وسلم في النوم:

*الدعاء عند النوم والاستيقاظ منه

*الاعتدال فيه (لا يزيد على ثلث اليوم:8 ساعات)

*التقليل من الطعام والشراب في الليل خاصة ويستحسن أن يكون غذاء خفيفا

*النوم على الجانب الأيمن فإنه أنفع للبدن وأنشط

*تجنب الفراش الوثير (وما أصعب هذا في عصرنا)

*تنظيم أوقات النوم والاستيقاظ

*تجنب كثرة السهر

*أنفع النوم ما كان عند شدة الحاجة إليه ونوم أول الليل أحمد وأنفع من آخره ونوم وسط النهار أنفع من طرفيه وكلما قرب النوم من الطرفين قل نفعه وكثر ضرره

والمسألة تحتاج لأوسع من هذا وربما يجد الإنسان وسيلة ينتفع بها لاعتدال نومه لا ينتفع بها آخر، فإني قرأت لأحد العلماء أنه كان يضع مصباحا مغطى بعازل من فخار حتى إذا غلبه النوم وتوسدت جبهته طرف الفخار أحس بحرارة النار فانتبه

،وحدثني آخر أنه كان يضع بجانبه إناء فيه ماء وإسفنجة فإذا ضربه النعاس أخذ الإسفنجة ومسح بها وجهه.

وهذه بعض النصائح من أحد المختصين:

فإن كثرة النوم قد تكون راجعة لعدة أسباب، منها:

(1) في مرحلة البلوغ نجد أن ساعات النوم تطول لدى الذكور والإناث، وذلك بسبب التغيرات الهرمونية التي تحدث.

(2) عجز الغدة الدرقية حين يكون هنالك بطء في إفرازها هذا قد يؤدي أيضًا إلى كثرة النوم.

(3) التكاسل وعدم استشعار المسئولية قد يجعل البعض يُكثر من النوم.

(4) اضطراب الصحة النومية، بمعنى أن بعض الناس قد يسهر كثيرًا أو يغير كثيرًا في أوقات نوميه ولا يلتزم بنظام معين، هؤلاء أيضًا تطول لديهم ساعات النوم حين يجدون الفرصة لذلك، وهذا بالطبع ليس من أنواع النوم الصحي.

(5) هناك سبب نفسي أيضًا قد يؤدي إلى كثرة النوم وهو: أن الاكتئاب النفسي خاصة ما يسمى بـ (الاكتئاب النفسي الفصلي) والذي نشاهده كثيرًا في فترة الشتاء، خاصة في الدول الأسكندنافية، هذا النوع من الاكتئاب ينتج عنه ساعات طويلة من النوم، فهذه هي الأسباب المعروفة التي تؤدي إلى زيادة النوم، والذي أنصح به هو:

(1) أن تمارس الرياضة.

(2) أن تتناول شيئا من القهوة أو الشاي المركز.

(3) أن تنظم ساعات النوم.

(4) أن تحاول تجنب النوم النهاري بقدر المستطاع واعتمد فقط على النوم الليلي، ويكون في ساعات مقبولة ومعروفة.

(5) إجراء فحص للغدة الدرقية،

http://www.islamweb.net/ramadan/index.php?page=ShowIsti&lang=A&Id=293377&Option=FatwaId

ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[11 - 07 - 09, 01:54 م]ـ

رحم الله ابن القيم على هذا الكلام القيم. وزادك الله علما وهدى و نهى يا أبا السها.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير