تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والأمل ان جلالته يأمر المالية بارسال مبلغ الخمسمائة جنيه مصري مقدما وهي ليست بكثير، خصوصا ان معدن الذهب في حرة بني سليم ناجح والبترول ناجح، ستكون بعد عشر سنوات واردات الحكومة نحو عشرة ملايين جنيه ذهبا والحمد لله رب العالمين ودمتم سالمين. ولكن هذا (النطق الملكي) لم يتحقق تماماً، ولم تشترك الحكومة في ألف نسخة، ولكن في مائة.

ـ[محمد الأمين فضيل]ــــــــ[10 - 03 - 03, 11:43 ص]ـ

نصيران من السعودية (3)

جمال البنا

وظلت الخطابات متصلة ما بين السيد محمد نصيف، والشيخ، وفي كل منها يفيد السيد بزيادة مشترك، أو يطلب ارسال اجزاء معينة أو تجليدها، أو تتضمن حوالات بقيمة الاشتراكات. وفي احد هذه الخطابات يقول انه اقنع الشيخ يوسف زينل ونجله الشيخ ابراهيم فاشتريا «نسخة كاملة بواسطة وكيلهم في القاهرة» وآل زينل من كبار سراة السعودية وقتئذ ويبدو ان السيد نصيف اقنعهم بما هو اكثر من شراء «نسخة كاملة» لأننا وجدنا بين أوراق الشيخ صورة لخطاب شكر للشيخ يوسف زينل.

وكانت القاعدة التي وضعها الشيخ لمن يريد المساعدة وتشجيع الطبع هي شراء عدد من النسخ بقيمة مساعدته.

وكل خطابات السيد محمد نصيف رحمه الله تنبض بالعاطفة للشيخ، والامام الشهيد كذلك وفي كثير منها طلب لرسائل المأثورات أو «نحو النور» أو مجلدات من مجلة الاخوان والخطاب الأخير في ما وجدنا بتاريخ 8 محرم 1373، وهو خطاب مؤثر يبدو ان السيد كتبه في حالة نفسية سيئة لأنه مضطرب الكتابة شيئا ما، وفيه يقول: «البال مشغول بعد وفاة اكبر ابنائي حسين رحمه الله، توفي بمصر وحضرت وفاته بمصر. وكانت اقامتي بمصر للتداوي احد عشر يوما، وهو كان بصحة وعافية. فبعد وفاته رجعت الى جدة ومعي احد ابنيه محمود، كان في مدرسة الهندسة والحربية المصرية.

وصل في اول شهر رجب 1372 مع البعثة العسكرية السعودية وفقهم الله لخدمة الاسلام، وقد سرت الحكومة السعودية بذلك وفقها الله لما يحبه ويرضاه وجعل الخير على يديها، وسلموا لي على الانجال، والاصدقاء من هنا يسلمون عليك.

وعاد حفيدي محمود الى مصر بعد ان سلى امه واخته وقد قال لي طبيب العيون يكون رجوعي الى مصر بعد عام واحد حتى يجمد الماء في العين لاجراء العملية.

وختمه «وربنا يحسن الختام ويتوفانا على الايمان آمين».

رحم الله السيد محمد نصيف، واثابه عن جهوده الطيبة في خدمة السنة والثقافة الاسلامية خير الثواب.

ـ[محمد الأمين فضيل]ــــــــ[10 - 03 - 03, 11:44 ص]ـ

نصيران من السعودية (4)

جمال البنا

واما النصير الثاني فهو فضيلة الشيخ عبد الظاهر أبو السمح وهو عالم سلفى من اصل مصري استوطن مكة المكرمة وتولى امامة الحرم المكي وأسس بها دار الحديث وحظي بمنزلة مكىنة من الملك عبد العزيز وعلماء السعودية. والخطاب الاول الذي عثرنا عليه في مكتبة الشيخ يعود الى 9 ربيع الآخر سنة 1354هـ وفيه يقول بعد الديباجة:

«فقد اخبرني صديقي الفاضل محمد افندي مصطفى الفقيه انكم تفضلتم باهدائنا نسخة من كتاب الفتح الرباني فلم يسعني ازاء ذلك التفضل الا شكركم والدعاء لكم، وإني منذ رأيت اعلانا عن الكتاب وأنا اثني عليكم وانوه بعلمكم هذا المبرور بين الناس وقد اشترك بعضهم واملى ان يكثر المشتركون في الحجاز ان شاء الله وليس تنويهي بالكتاب ومرتبه وخادمه الا تنويها بالسنة نفسها ونشرها وقد كتبت كلمة ارسلتها لمحمد افندي في هذا العدد لينشرها، فما ادري هل قام بذلك ام لا.

هذا وانكم يا اخي قد رفعتهم رأس مصر بهذا العمل الجليل واقمتم الدليل على ان في الكنانة من يخدم السنة ويعمل على احيائها فلم يبق لاهل الهند استئثار بهذا الامر بعد ان ضربتم لهم هذا المثل، اعانكم الله واجزل ثوابكم وادام توفيقكم وجعلني واياكم ممن يحيون السنة ويميتون البدعة، والمشتركون عندنا اكثر من 12 مشتركا وان كانوا يتأخرون احيانا عن الدفع فنقوم عن بعضهم، ولا عجب فان اكثر محبي السنة ان لم اقل كلهم ليسوا بأهل ثراء وغنى انما هم من الفقراء.

واني اكرر الشكر لفضيلتكم وأسأل الله ان يجزيكم عن محبكم في الله خيرا وان يجعل هذا الكتاب رابطة ود في الله واخاء له تعالى لا تنفصم عراها على مر الليالي والايام.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».

وعلى الهامش كتب:

«وأبشر الأخ بأن الكتاب سيروج جدا بحول الله وقوته، وسأجتهد لدى جلالة الملك ليأخذ منه كمية، وحبذا لو ساعدني الاخ على هذه الامنية بتجليد الجزئين الاولين تجليداً حسنا وكتب عليه الاسم وارسلت اليه هدية وانا سأكتب الى جلالته اليوم كتابا ممهدا لذلك».

وقد ركز الشيخ ابي السمح جهده لخدمة الكتاب في حمل الملك عبد العزيز على الاشتراك في اكبر عدد ممكن، وبين يدينا عدد من الخطابات تلقي ضوءا على هذه العملية وتكشف خلالها عن بعض الظروف المالية التي كانت تمر بالمملكة وقتئذ والتي كانت تقضي عليها بأشد الاساليب تقشفا «ولكن المستقبل سيكون افضل» كما جاء في احد الخطابات «لان البترول قد بدأ يظهر وكذلك الذهب في اجياد».

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير