[علاقة انفلونزا الخنازير بقول الله تعالى (وإذ نتقنا الجبل فوقهم .. )]
ـ[محمود المدني]ــــــــ[05 - 07 - 09, 06:25 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه واتبع هداه إلى يوم الدين
وبعد:
فقد كنت ممن كتب الله عليه السفر في الأيام الماضية ومررت بعدة مطارات في بضعة أيام على عجل؛ ورأيت العجب العجاب من حال أخواتنا المسلمات اللائي ذكرني حالهن ببني إسرائيل في قصة سورة الأعراف (وانتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة وظنوا أنه واقع بهم خذوا ما آتينكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون) وفي قصة هذه الآية أن سيدنا موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام قال لقومه: هذا كتاب أتقبلون بمافيه؛فإن فيه بيان ما أحل لكم وماحرم عليكم؛وأمركم وما نهاكم؟
قالوا: انشر علينا ما فيها فإن كانت فرائضها يسيرة وحدودها خفيفة قبلناها.
قال: اقبلوها بما فيها
قالوا: لا , حتى نعلم ما فيها , كيف حدودها وفرائضها
فراجعوا موسى مراراً فأوحى الله إلى الجبل فانقلع فارتفع في السماء , حتى إذا كان بين رؤوسهم وبين السماء قال لهم موسى: ألا ترون ما يقول ربي عز وجل.؟
يقول: لئن لم تقبلوا التوراة بما فيها لأرمينكم بهذا الجبل.
فلما نظروا إلى الجبل خر كل رجل ساجداً على حاجبه الأيسر , ونظر بعينه اليمنى إلى الجبل فرَقاً من أن يسقط عليه , وهذا هو السبب الذي جعل يهود أخزاهم الله لا ترى أحدهم ساجداً إلا على الحاجب الأيسر, يقولون: هذه السجدة التي رُفعت بها العقوبة.!!
هذه باختصار هي أحداث قصة هذه الآية , ولكن العجب فيها ليس بأعظم من علاقتها بوباء انفلونزا الخنازير الذي نعيشه اليوم , ذلك أن المتأمل في حال أخواتنا المسلمات اللائي غرهن بالله الغرور وأوهمهنَّ أن الرقي والحرية والتمدُّن لا يكون إلا بالتمرد على أمر الله وإعلان مخالفة شرعه الذي ارتضاه لهن مع رمي كل مستمسكة بما أوحى الله إليها بالتخلف والرجعية وتقديس الموروثات ,ومن جوانب هذا الغبن الذي وقعن فيه ترك الحجاب الشرعي المفروض بنص الوحيين من فوق سبع سماوات , وأن فيه خلافاً وأن الشيخ (الخُنفُشاريّ) أو (التُّرابي) أو (البنَّا) أفتى بكذا وكذا وكذا .. !
حتى إنك لترى المرأة تتشحط في لباس ضيق يصف من عورتها أكثر مما يستر ويشف من بشرتها أكثر مما يغشي فإذا وجهت لها النصح المباشر أو غيره لم تستحِ من أن تقول لك: إن الحجاب مسألة خلاف وأنك أيها المغمور الي لا نعرف لك صورة في جريدة ولا ظهوراً في تلفاز لن تكون أوفر حظاً في العلم من الشيخ (الخنفشاري) أو (الترابي) أو (الطيني).
واستمرأت المغرورات التمرد وترك الحجاب وخلعه والتفنن في الإغراء المهذب غير المعلن , فهي لا تدع في وجهها متسعاً للون أو زينةٍ إلا ملأتهُ , والحجة أنه محل خلاف, فلما ظهرت انفلونزا الخنازير , ومررتُ بهذه المطارات استحضرتُ قصة بني إسرائيل وربطت بينها وبين هذا الوباء.
لأن أولاء المغروروات المتمردات أصبحن لا يظهر من وجوههن إلا ما تسمح به الكمامات الواقية وهو العينان فقظ.!
بعد أن أصبحت انفلونزا الخنازير فوق رأسها , وظنت أنها واقعة بها إن تبرجت وكشفت وجهها.
فهل ستحتاج المتبرجة إلى وباء جلدي يمنعها تضييق اللباس , ووباء بصري يمنعها استنساخ عيون العاهرات وتقديمها للغافلين من المؤمنين بشكل مجاني تفتن به قلوبهم ويُصَدون به عن ذكر الله وعن الصلاة , ووباء أنفي يمنعها التبجح وفتنة الناس بروائح العطور , ووباء في الحلق يمنعها التكسر والخضوع في القول, ووباء في القدمين يمنعها الطقطقة بالكعب العالي اللافت للأسماع والأبصار.
وكم كان بعض الدعاة الناصحين يبح صوته من كثرة حديثه عن خطر الأسفار لبلاد الكفار وما يتلوها من تضييع للصلوات واتباع الشهوات ولقاء الغي , فيكون كالنافخ في الرماد أو الصارخ في واد يذهب صوته ويعود إليه حتى إذا انتشرت الانفلونزا أقلع أولئك المبذرون المسرفون عن أسفار الخارج بعد أن أصبحت الانفلونزا كالظُّلة فوق رؤوسهم وظنوا أنها واقعة بهم إن سافروا.
¥