تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال العلماء: الراعي هو الحافظ المؤتمن الملتزم صلاح ما قام عليه وما هو تحت نظره ففيه أن كل من كان تحت نظره شيء فهو مطالب بالعدل فيه والقيام بمصالحه في دينه ودنياه ومتعلقاته، قوله: [ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرّم الله عليه الجنة].

وأكّد ابن القيم - رحمه الله - هذه المسؤولية فقال: "قال بعض أهل العلم: إن الله سبحانه يسأل الوالد عن ولده يوم القيامة، قبل أن يسأل الولد عن والده، فإنه كما أن للأب على ابنه حقاً، فللإبن على أبيه حق، فكما قال الله تعالى: (ووصينا الإنسان بوالديه حسناً) (العنكبوت:7) وقال أيضاً: (قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة) (التحريم:6)، فوصية الله للآباء بأولادهم سابقة على وصية الأولاد بآبائهم، فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه وتركه سدى فقد أساء غاية الإساءة، وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء، وإهمالهم لهم، وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه، فأضاعوهم صغاراً فلم ينتفعوا بأنفسهم، ولم ينفعوا آباءهم كباراً، كما عاتب بعضهم ولده على العقوق، فقال: يا أبتِ إنك عققتني صغيراً، فعققتك كبيراً، وأضعتني وليداً فأضعتك شيخاً".

يقول الشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطيي

وحقوق الأولاد قسمها العلماء إلى إلى قسمين:

القسم الأول:: ما يسبق وجود الولد.

والقسم الثاني: ما يكون بعد وجوده. فالله حمل الوالدين المسئولية عن الولد قبل وجود الولد وحملهما المسئولية عن تربيته ورعايته والقيام بحقوقه بعد وجوده.

فأما مسئولية الوالدين عن الولد قبل وجوده فإنه يجب على الوالد ويجب على الوالدة أن يحسنا الإختيار، فيختار الأب لأولاده أما صالحة ترعى حقوقهم وتقوم على شئونهم، أماً أمينة تحفظ ولا تضيع وعلى الأم أيضاً أن تختار زوجاً صالحاً يحفظ أولادها ويقوم على ذريتها فاختيار الزوج والزوجة حق من حقوق الولد، ولذلك قال-صلى الله عليه وسلم-: ((تنكح المرأة لأربع، لدينها وجمالها ومالها وحسبها، فاظفر بذات الدين تربت يداك)).

... فالمقصود أن الأصل والغالب أنه إذا طاب معدن المرأة أن يطيب ما يكون منها من ذرية هذا هو الحق الأول، وإذا أختار الإنسان الزوجة فمن حقوق ولده أن يسمي عند إصابة أهله؛ لأن النبي- صلى الله عليه وسلم- ذكر التسمية عند الجماع أنها حرز وحفظ من الله للولد من الشيطان الرجيم قال العلماء: وهذا حق من حقوق الولد على والده إذا أراد أن يصيب الأهل.

وإذا كتب الله بخروج الذرية فليكن أول ما يكون من الزوج والزوجة شكر الله- عز وجل - من أراد أن يبارك الله له في نعمة من نعمه فليشكر الله حق شكره؛ لأن النعم لا يتأذن بالمزيد فيها والبركة إلا إذا شكرت، وإذا نظر الله إلى عبده شاكراً لنعمه بارك له فيما وهب وأحسن له العاقبة فيما أسدى إليه من الخير.

حقوق الولد على أبيه:

1 - السعي للزواج من امرأة صالحة ذات دين.

2 - بناء البيت المسلم، في الحي المسلم، لتوفير البيئة المسلمة الصالحة.

3 - إتباع السنة في معاشرة الرجل لزوجته، والدعاء بالمأثور في الفراش، قال تعالى: ( ... وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غروراً) (الإسراء:64). وللشيخين عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [لو أن أحدكم إذا أتى أهله، قال: بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا، فقضي بينهما ولد لم يضره]، ويقولن ابن دقيق العيد: لا يضره في دينه أيضاً، وقال الداودي: أي لم يفتنه عن دينه إلى الكفر.

4 - إتباع السنة في استقبال المولود، كأن يؤذن في أذنه بعد ولادته، ويحنكه بنفسه، أو يذهب به إلى عالم صالح ليحنكه، ويعد له العقيقة.

5 - عدم تسخط البنات، لأن الهدف هو إنجاب الذرية الصالحة، ولداً كان أم بنتاً، فالولد الصالح يشمل الذكر والأنثى، وتسخط البنات اعتراض في محله، وعدم رضى لما أعطى الله عز وجل، وهي بقية من الجاهلية؛ لأنهم كانوا يرغبون بالذكور لأنهم محاربون ينفعونهم في الغزو والسلب والنهب، بينما تكون البنت عالة على الرجال في القبيلة، لأنها ليس محاربة، وهذا ضيق أفق وجهل قبلي متعفن، أليست المرأة تلد الرجال المحاربين!!؟ وكل عظيم وراءه امرأة كما قيل -.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير