تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فَقَدْ اتَّفَقَ أَهْلُ التَّفْسِيرِ وَاللُّغَةِ عَلَى أَنَّ " الْفَلَكَ " هُوَ الْمُسْتَدِيرُ وَالْمَعْرِفَةُ لِمَعَانِي كِتَابِ اللَّهِ إنَّمَا تُؤْخَذُ مِنْ هَذَيْنِ الطَّرِيقَيْنِ: مِنْ أَهْلِ التَّفْسِيرِ الْمَوْثُوقِ بِهِمْ مِنْ السَّلَفِ وَمِنْ اللُّغَةِ: الَّتِي نَزَلَ الْقُرْآنُ بِهَا وَهِيَ لُغَةُ الْعَرَبِ.

المصدر: مجموع الفتاوى (6/ 587)

4 - قولهُ تعالى (يغشي الليل النهار)

جاءَ في تفسير المنار " (يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل) (39: 5) وقوله: (يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا) (7: 54) وهاتان الآيتان تدلان على استدارة الأرض ودورانها حول الشمس كما بيناه في مواضع من ((المنار)) بالتفصيل وفي ((التفسير)) بالإجمال.

وفيهِ أيضاً " وإن دلالة القرآن على كروية الأرض ودورانها واضحة كآية الأعراف التي أشرنا إليها آنفا: (يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا)

المصدر: تفسير المنار (2/ 48) و (12/ 20)

المبحث الثاني

يارب يسر وأعن يا كريم

الأدلةُ المتفقُ عليها عندَ أهل السنةِ والجماعة ثلاثُ أنواع:

1 - القرآن الكريم.

2 - الأحاديث الشريفة.

3 - الإجماع. قال رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ و سلم " لا تَجتَمِعُ أمتي عَلَى ضلالة".

قالَ الإمامُ ابنُ الصلاحِ رحمهُ الله: " قالَ الإِمامُ ابنُ الصَلاَحِ - رحمهُ الله -:وَمَن خَالَفَ إِجمَاعَهُم، فَعَليهِ مَافي قَولهِ تَعَالى (وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا)

المصدر: انظر فتاوى ابن الصلاح (300 - ) بتحقيق الددكتورقلعجي.

و الآن نسعينُ باللهِ ونشرعُ في ذكر ما نحنُ بصددهِ.

إجماعُ أهل العلم على كرويةِ الأرض

الإجماع الأول:

التعريفُ بناقله: هو شيخ الإسلام الإمام أبو العباس: أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن محمد بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله ابن تيمية الحراني ثم الدمشقي.

و هو من أكبر علماء الإسلام على مر التاريخ و أشهرهم على الإطلاق لهُ مؤلفاتٌ كثيرة جداً منها (مجموع الفتاوى، التدمرية، الحموية، درء تعارض العقل والنقل، العرشية، منهاج السنة، الواسطية، العبودية،وغيرها من المؤلفات المنتشرة)

رحمهُ اللهُ و أسكنهُ فسيحَ جناتهِ.

قالَ شيخُ الإسلام ابنُ تيميةَ - رَحِمَهُ الله -: " اعلم أنّ الأرض قد اتفقوا على أنها كرية الشكل" اهـ

المصدر: الأسماء والصفات للشيخ الإسلام ابن تيمية (2/ 114)

و في مجموعِ الفتاوى:

"سئل:عن رجلين تنازعا في " كيفية السماء والأرض " هل هما " جسمان كريان "؟ فقال أحدهما كريان؛ وأنكر الآخر هذه المقالة وقال: ليس لها أصل وردها فما الصواب؟.

فأجاب:

السموات مستديرة عند علماء المسلمين وقد حكى إجماع المسلمين على ذلك غير واحد من العلماء أئمة الإسلام: مثل

1 - أبي الحسين أحمد بن جعفر بن المنادي أحد الأعيان الكبار من الطبقة الثانية من أصحاب الإمام أحمد وله نحو أربعمائة مصنف.

2 - وحكى الإجماع على ذلك الإمام أبو محمد بن حزم

3 - وأبو الفرج بن الجوزي وروى العلماء ذلك بالأسانيد المعروفة عن الصحابة والتابعين وذكروا ذلك من كتاب الله وسنة رسوله وبسطوا القول في ذلك بالدلائل السمعية" اهـ

المصدر: مجموع الفتاوى (6/ 586)

الإجماع الثاني

التعريفُ بناقله: هو الأمام البحر , ذو الفنون والمعارف , أبو محمد , علي بن أحمد بن سعيد بن حزم بن غالب بن صالح بن خلف بن معدان بن سفيان بن يزيد الأندلسي القرطبي.

يعتبرُ من أكابر العلماء ولهُ تنسبُ الفرقةُ الظاهرية،

قالوا عنه: قالَ عنهُ ابن خلكان في وفياتِ الأعيان: "كان حافظا عالما بعلوم الحديث مستنبطا للأحكام من الكتاب والسنة بعد ان كان شافعي المذهب فانتقل إلى مذهب أهل الظاهر وكان متفننا في علوم جمة عاملا بعلمه زاهدا في الدنيا بعد الرياسة التي كانت له ولأبيه من قبله في الوزارة وتدبي الملك متواضعا ذا فضائل وتآليف كثيرة " اهـ

لهُ مؤلفاتٌ كثيرةٌ جداً منها (المحلى، الفصل في الملل والنحل، طوق الحمامة، الإحكام في أصول الأحكام،الخ) و غيرها من الكتب التي عم نفعها وذاعَ صيتها

قالَ - رحمهُ الله - في كتابِ الفصل في الملل والنحل و في بابِ (بيان كروية الأرض):

مطلب بيان كروية الأرض

نأخذ إن شاء الله تعالى في ذكر بعض ما اعترضوا به وذلك أنهم قالوا أن البراهين قد صحت بأن الأرض كروية والعامة تقول غير ذلك وجوابنا وبالله تعالى التوفيق أن أحد من أئمة المسلمين المستحقين لإسم الإمامة بالعلم رضي الله عنهم لم ينكروا تكوير الأرض ولا يحفظ لأحد منهم في دفعه كلمة بل البراهين من القرآن والسنة قد جاءت بتكويرها" اهـ

المصدر: الفصل في الملل والنحل (2/ 78)

الإجماع الثالث

التعريفُ بناقله: هو هو أبو الفرج عبد الرحمن بن أبي الحسن علي بن محمد القرشي التيمي البكري يعرفُ بإبن الجوزي.

قالوا عنه:

قال عنه ابن كثير: "أحد أفراد العلماء، برز في علوم كثيرة، وانفرد بها عن غيره، وجمع المصنفات الكبار والصغار نحوًا من ثلاثمائة مصنف".

وقال عنه الذهبي: "ما علمت أن أحدًا من العلماء صنف ما صنف هذا الرجل".

مؤلفاته:

لهُ مؤلفاتٌ كثر منها (صيد الخاطر، زاد المسير، لفتةُ الكبد، المنتظم، ذم الهوى

، تلبيس إبليس .. وغيرها من المؤلفات)

قَالَ - رحمهُ اللهُ -: "لا اختلاف بين العلماء في أن السماء مثال الكرة، وأنها تدور بجميع ما فيها من الكواكب كدور الكرة على قطبين ثابتين غير متحركين، أحدهما في ناحية الشمال، والآخر في ناحية الجنوب.

وكذلك أجمعوا على أن الأرض مثل الكرة، "

المصدر: مقدمةٌ كتابِ المنتظم في تأريخ الملوكِ والأمم.

و الحمدُ للهِ أولاً و آخراً

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير