تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[كيف أتعامل مع أمي فقد فقدت صوابي؟]

ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[17 - 07 - 09, 09:15 م]ـ

[كيف أتعامل مع أمي فقد فقدت صوابي؟]

إجابة: أ. شريفة السديري

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد.

تربَّيت في بيئة إسلاميَّة - ولله الحمد - ونشأْتُ على الغيرة على الدِّين وعلى محارم الله وعلى محارمي، فمنذ نعومة أظفاري وأبي يعلِّمني أن الَّذي لا يغار على أهلِه ديّوث، وأنَّ الَّذي يرى على أهله خللاً ولا يتدخَّل لإصلاحه فليس فيه خير.

هذا من جهة والدي.

أمَّا جهة أمِّي - وهي صلب المشكلة - فإنَّها عكس ما يقول أبي تمامًا، وعكس ما تربَّيت عليه من جهة والدي، عندما أقول لها: إنَّ أخواتي لا يصلح أن يفعلن كذا، يسودُّ وجْهُها من الغيظ، ثمَّ تبدأ بِرَمي التُّهم إلي وإلى إخواني، وأنكم سفلة لا تَخافون الله، فكيف تنصح أخواتك؟!

ثمَّ تَحمد الله أنَّ أبي مازال حيًّا وإلاَّ آذيْتُها أنا وإخواني - على حدِّ زعْمِها - مع أنَّ إخواني لا يعْلمون عن ذلك الموْضوع شيئًا، وترى أنَّني أكره أخواتي كثيرًا؛ لأنَّني فقط أقول: هذا لا يصلح.

ليت الأمر توقَّف عند هذا!

كبرنا وكبرتْ أخواتي فبدأ بيْتنا يتغيَّر تدريجيًّا، وكبِر أبي ولم يعُد ذلك الشَّخص الَّذي يرْعى بيتَه كما كان سابقًا، فلقد تعِب من أمِّي ومن مشاكلها، فأصبح لا يكترث إلاَّ قليلاً وعلى استِحْياء، أصبحتْ أمِّي تُطالب أبي أن تُسافر خارج المملكة، وبضغط من أخواتي عليه أمرني أبي بالبداية أن أسافر بهنَّ، فقبلن على مضض، فلم أستطع أن أرفض له ذلك الطَّلب، سافرت بِهن، ورأيت من أخواتي ما يسوءني وأخجل من نفْسِي عندما أتذكَّر تلك الأيام، وعندما أقول لها: هذا لا يصلح، تقول لي: ليْس لك دخل، فأحسستُ ذات مرَّة بحُرقة من احتقارها لي، فرددت عليْها وقلت لها: أنا لستُ ديوثًا، أنا سافرت بكم ولكن لستُ من الخدم، أنا رجل ولي كلِمتي.

وكنت وقْتها في عمر الخامسة والعشرين تقريبًا، فبدأ حديثها يكون حادًّا وأنا كذلك؛ لأنني لم أتحمَّل ما يفعله أخواتي أمامي.

وأذكر أيضًا في نفس تلك السفرة طلبت إحْدى أخواتي أن تَذْهب إلى نادٍ ليلي - مكان يدار فيه الخمْر والعياذ بالله، ولا تعرف الصَّاحي من المسطول - فرفضت رفضًا قاطعًا أن أذْهَبَ بِهن، فاتَّصلتْ أُخْتِي على أبي وهو في السُّعوديَّة؛ لتشتكي له منِّي، وتقول له: "هذه ليست سفرة هذا نكد"، ثم أكملت ما تبقَّى أمِّي، فما كان من أبي إلاَّ أن اتَّصل بي وهو يترجَّاني أن أذهب بهن وأن أكْفِيه شرَّهن، وأن أرْحَمه وهو في هذا العمر.

والله أنا أحسستُ أنَّني المذنب؛ لأنِّي أوْصلتُه إلى تلك الحالة، ولَم أستطِع أن أشرح له؛ لأنَّه قال لي: لو فيه إبليس اذهب بِهن.

فرحِمْته ورحمت عمره الَّذي أوْشك على الانتِهاء فذهبتُ بِهن، ولا حوْل ولا قوَّة إلاَّ بالله.

عندما رجعن قرَّرن ألا يسافرن خارجًا إلاَّ وحدهنَّ أو مع أخي الصَّغير، فبدأن يسافرن وحدهنَّ، وكلَّما كلَّمت والدتي أنَّ هذا خطأ، تغضب مني، ثمَّ أبدأ بالمشاجرة معها؛ فلست ذلك الشَّخص الذي يصبر، فأنا سريع الغضب والانفعال.

كم مرَّةٍ تناقشت معها عن غطاء الوجْه، فتردّني خائبًا!

والرَّدّ المتوقَّع: ليْس لك دخل.

وليْت الأمر توقَّف عند كشْف الوجْه!

أصبحتْ أخواتي - ولا حول ولا قوَّة إلاَّ بالله - عندما يصِلْن إلى البلد المسافر إليْه لا يلبسن العبايات، بل يفسخنها في أقرب فرصة.

وعندما علمت عن ذلك أوَّل الأمر - وكان صدفة من إحْدى بنات أُختي الصِّغار - ذهبتُ سريعًا كالَّذي يتخبَّطه الشَّيطان من المسِّ إلى أمي وكلِّي غضب، وعروقي تكاد تنفجِر من الغيظ، كيف يَحصل هذا؟

فكان ردُّها سريعًا: سوف أدْعو عليك إن لَم تنته عمَّا قلت وتسكت.

فلم أستطع السكوت؛ كيف يصير هذا وأنا حي؟! فتشاجرت معها.

وأحسست بغربة في بيْتنا، وأحسسْتُ أنَّ أهلي يُذْهَب بهم إلى المَجْهول، إن تكلَّمت غضبت أمِّي وتكدَّرت، وأخواتي أصلاً لا يتحدَّثن معي؛ فهنَّ مَن مقاطعات لي نهائيًّا، فلا أستطيع توْصيل كلامي إلاَّ عن طريق والدتي، ووالداتي - كما قلتُ سابقًا - ترى أنَّني أكره أخواتي وأكرهُها هي أيضًا، فتحدث مشكلة كلَّما تناقشت معها عن هذه المواضيع، سواء صغيرة أو كبيرة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير