تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

معارفك، وهكذا.

وشيئًا فشيئًا ستلحظ التَّحسُّن فيهنَّ، بإذن الله.

وتذكَّر قول الشَّاعر:

أَحْسِنْ إِلَى النَّاسِ تَسْتَعْبِدْ قُلُوبَهُمُ - - فَطَالَمَا اسْتَعْبَدَ الإِنْسَانَ إِحْسَانُ

وقد قال رسول الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((ما كان الرِّفْق في شيءٍ إلاَّ زانه، ولا نُزِع من شيءٍ إلاَّ شانه))؛ صحيح الجامع (5654).

وليكُن إبراهيم - عليْه السَّلام - خليل الله قدْوتَك في هذا الأمر، فأبوه كان يصنع الأصنام، فكيف دعاه إلى الهدى؟

أخبر الله - تعالى - عن دعوته لأبيه في محكم تنزيله: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا * إِذْ قَالَ لأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لاَ يَسْمَعُ وَلاَ يُبْصِرُ وَلاَ يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا * يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا * يَا أَبَتِ لاَ تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا * يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا * قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِن لَّمْ تَنْتَهِ لأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا * قَالَ سَلاَمٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا} [مريم: 41 - 47].

اختار - عليه السَّلام - أفضل الأساليب وأرقَّها وألينها: "يَا أَبَتِ"؛ حتَّى يستميل قلب والده ويدعوه بالحسنى وبالودِّ والاحترام؛ ولكن والده أبى ورفض، فما كان من إبراهيم - عليه السلام - إلاَّ أن قال: {سَلاَمٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا}، وهذا ما يجب أن تفعلَه أنت أيضًا؛ اقتِداء بالخليل - عليه السلام.

ادعُ الله في جوف الليل عند الثُّلُث الآخير، بقلب صادق وخاضع، بأن يرزُقَ والدتَك وأخواتِك الهداية والتقوى والصَّلاح والسداد، ولا تنس أبدًا: {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ} [النمل: 62].

صحيح أنَّ الأمر ليس سهلاً، وقد يكون صعبًا عليْك؛ ولكن تذكَّر قوله تعالى: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ} [العنكبوت: 2].

وتذكَّر دائمًا أنَّ الإنسان يركِّز في نظرته للأشْخاص على الأمور الخاطئة التي يعملونها، والأخلاق السيِّئة التي يتَّصفون بها، وينسون لاشعوريًّا تذكُّر أو رؤية الجوانب الجيِّدة والإيجابيَّة في الإنسان العاصي أو السيئ؛ ولكن عليك أن تعرف أنَّ الخطأ ليس متأصِّلاً، وأنَّ أخواتِك ووالدتك لسْنَ شياطينَ؛ ولكنَّهنَّ بشر، يخطئون ويصيبون، وعليْك أن تنمي جوانب الخير، وتثني على الأمور الحسنة؛ حتَّى تحارب الشَّرَّ الذي يفعلنَه، فكلَّما نما وكبر الخير في النفوس ماتت نوازع الشَّر.

أقرَّ الله عينَك بصلاح أهلك وهدايتهم، ورزقك الحكمة والرشاد، وجمعكم في مستقر رحمته، وأنتظر منك ما يبشِّرُنا بالخير مع أهلك بإذن الله - جلَّ وعلا.

المصدر: http://www.alukah.net/Counsels/CounselDetails.aspx?CounselID=609

ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[17 - 07 - 09, 10:31 م]ـ

جزاك الله خيراً أخي الحبيب أبازارع ..

أسأل الله أن يصلح أهله وأن يثبّته على دينه ...

دائماً تأتي بالشئ الجديد أسأل الله أن يحفظك من كل سوء ومكروه ...

ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[18 - 07 - 09, 01:26 ص]ـ

جزاكم الله خيرا

حقيقة لم أفدر أن أكمل السؤال، وقفزتُ إلى الجواب مباشرة!

أقول لنفسي:

احمدِ الله على يُسر ما أنت فيه!

وعليك أن تستوعب جواب المفتي فهو خير لك.

ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[18 - 07 - 09, 04:32 ص]ـ

لا حول ولا قوة إلا بالله

ظني أن تلك الأم مسكونة ممسوسة وتحتاج إلى رقية

والله أعلمُ

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير