[مخاطبة الأخوات لبعضهن في المنتديات بقول " غالية " و " غاليتي " وما يشبهها]
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[18 - 07 - 09, 10:29 م]ـ
[مخاطبة الأخوات لبعضهن في المنتديات بقول " غالية " و " غاليتي " وما يشبهها]
السؤال: نحن مشرفات في إحدى المنتديات الإسلامية المختلطة، وفي ردنا للأخوات، سواء كان الرد عاديّاً، أو كان في مجال الإقناع، والمناقشة: نستخدم في الرد هذه العبارات " يا غالية "، " غاليتي "، بالإضافة إلى التعقيب، والدعاء، والسبب في هذا من وجهة نظرنا: احتواء الأخوات، والأخذ بأيديهن لطريق الخير، والاستقامة، فلئن نحتويهن نحن الأخوات الموثوق فينا ولله الحمد: أفضل من أن يؤثر عليهن الرجال بألفاظهم المزخرفة , وقد نجحنا ولله الحمد في هذا كثيراً، وأما في ردودنا للرجال: فتكون خالية من هذه الألفاظ تماماً، بل يكون الرد بصيغة الجمع بُعداً عن الفتن، وانتُقدتُ من بعض الأخوات الفاضلات بأن الرجال يرون هذه الألفاظ، فينبغي تجنبها حتى لا يفتتن الرجال بها، فانقسمنا ما بين مؤيد، ومعارض .. فقلنا: الحل في هذا أن نستفتي، فإن كان فيه محذور شرعي: فسمعنا، وأطعنا، وإن كان غير ذلك: فالأمر في هذا واسع، فما رأيكم في هذا؟ وما نصيحتكم لنا تجاه الأخوات؟.
الجواب:
الحمد لله
أولاً:
الدعوة إلى الله تعالى من أعظم الأعمال التي يحبها الله من عباده، كما قال تعالى: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) فصلت/ 33.
وطرق الدعوة متنوعة، ومنها الدعوة من خلال الإنترنت , وقد نفع الله تعالى بها كثيراً، ومن التزم بالضوابط الشرعية، ونظَّم وقته: استفاد، وأفاد، ومن تهاون في الضوابط، وأوغل في الدخول على هذه الشبكة العالمية: لم يسلم من فتنه الكثيرة، والمتنوعة، فلذا ونحن نشجعكنَّ على دعوتكنَّ للنساء، والسعي لإنقاذهن من براثن الذئاب: نوصيكنَّ بأنفسكنَّ خيراً، وأن تعملن وفق منظومة واحدة، ومجموعة متحدة؛ لتحافظن على أنفسكن من فتن تلك الشبكة، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية.
ثانياً:
استعمال الكلمة الطيبة في مخاطبة الآخرين: من أخلاق الإسلام العظيمة، وخاصة إن كان ذلك الاستعمال في الدعوة إلى الله، كما قال تعالى: (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) الإسراء/ 53.
قال ابن كثير – رحمه الله -:
يأمر تعالى رسولَه صلى الله عليه وسلم أن يأمر عبادَ الله المؤمنين: أن يقولوا في مخاطباتهم، ومحاوراتهم، الكلام الأحسن، والكلمة الطيبة.
" تفسير ابن كثير " (5/ 87).
وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ).
رواه البخاري (2734) ومسلم (1009).
ومن شأن الإغلاظ في القول أن ينفِّر الداعية عنه، وعن دعوته، كما قال تعالى: (وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) آل عمران/ 159.
قال ابن كثير – رحمه الله:
أي: لو كنت سيِّئَ الكلام، قاسي القلب عليهم: لانفضوا عنك، وتركوك، ولكنَّ الله جمعهم عليك، وألاَنَ جانبك لهم؛ تأليفاً لقلوبهم، كما قال عبد الله بن عمرو: إنه رأى صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكتب المتقدمة: أنه ليس بفَظٍّ، ولا غليظ، ولا سَخّاب في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح.
" تفسير ابن كثير " (2/ 148).
ثالثاً:
من الأحكام الشرعية المقررة في الشرع المطهر: عدم خضوع المرأة بالكلام، ووجوب اجتناب كل ما يجر إلى الفتنة، كما قال تعالى: (فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلا مَعْرُوفًا) الأحزاب/ 3 2.
قال القرطبي - رحمه الله -:
أمرهن الله أن يكون قولهن جزلاً، وكلامهن فصلاً، ولا يكون على وجه يظهر في القلب علاقة بما يظهر عليه من اللين، كما كانت الحال عليه في نساء العرب من مكالمة الرجال بترخيم الصوت ولينه، مثل كلام المريبات، والمومسات، فنهاهن عن مثل هذا.
" تفسير القرطبي " (14/ 177 , 178).
فعلى ذلك نقول: إن ما تخاطبن به أخواتكن ليس هو أمرا خاصا بينكن وبينهن، بل هو شيء مكتوب يقرؤه الرجال والنساء، ويمكن تقسيم الكلام المخاطب به أولئك الأخوات إلى ثلاث درجات:
الأولى: كلمات ممنوع كتابتها؛ لما فيها من الخضوع، واللين، في محضر الرجال، كقول " حبيبتي "، و " قلبي "، وما يشبه ذلك.
والثانية: كلمات جائز كتابتها، كقول " جزاك الله خيراً "، و " وفقك ربي "، وما يشبه ذلك من الأدعية، وقول " أختي "، و " صديقتي "، وما يشبه ذلك من الكلمات.
والثالثة: كلمات بين المرتبتين، كقول " عزيزة "، و " عزيزتي "، و " غالية "، و " غاليتي "، وهي إلى الجواز أقرب منها للمنع؛ لما فيها من عدم خضوع، وعدم لينٍ في الخطاب.
ونؤكد على أن هذا التقسيم، والتنبيه: إنما هو بسبب وجود مرضى في عالم الأشباح – عالم الإنترنت -، حتى إنهم ليتعلقون بأحبال الأوهام، ويركضون خلف السراب، ولو كان الأمر بينكن وبين أولئك الأخوات: لما احتجتنا لهذا كله.
وإذا قدر أن كلاما مباحا، لا حرج فيه، إلا أن بعض المرضى والموسوسين قد افتتن به، فإنه يمنع منه في حق من حصلت له الفتنة.
والنصيحة للأخوات أن يتقين الله تعالى، وأن يحرصن على اجتناب كل ما يجر إلى الفتنة من قول، أو فعل , وأن يتعاونَّ على الخير , والطاعة، ونشر العلم , والله هو الموفق للصواب.
وينظر أجوبة الأسئلة: (34841 ( http://islamqa.com/ar/ref/34841) ) و (82196 ( http://islamqa.com/ar/ref/82196) ) و (102418 ( http://islamqa.com/ar/ref/102418) ) و (32693 ( http://islamqa.com/ar/ref/32693) ) .
والله أعلم
http://www.islam-qa.com/ar/ref/133517
¥