وينبغي أن يعتبر حال العالم وثمرة علمه وماذا عليه، وحال الشهيد وثمرة شهادته وما أحدث عليه، فيقع التفضيل بحسب الأعمال والفوائد، فكم من شهيد وعالم هون أهوالا، وفرج شدائد، وعلى هذا فقد يتجه أن الشهيد الواحد أفضل من جماعة من العلماء، والعالم الواحد أفضل من كثير من الشهداء، كل بحسب حاله وما ترتب على علومه وأعماله " انتهى.
"فيض القدير" (6/ 603)
وقال ابن القيم رحمه الله:
" هذه – تفضيل مداد العلماء على دم الشهداء، وعكسه - المسألة كثر فيها الجدال، واتسع المجال، وأدلى كل منهما بحجته، واستعلى بمرتبته.
والذي يفصل النزاع ويعيد المسألة إلى مواقع الإجماع:
الكلام في أنواع مراتب الكمال.
وذكر الأفضل منهما.
والنظر في أي هذين الأمرين أولى به وأقرب إليه؟
فهذه الأصول الثلاثة تبين الصواب، ويقع بها فصل الخطاب.
فأما مراتب الكمال فأربع: النبوة، والصديقية، والشهادة، والولاية.
وقد ذكرها الله سبحانه في قوله: (ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما)
فأعلى هذه المراتب النبوة والرسالة، ويليها الصديقية، فالصديقون هم أئمة أتباع الرسل، ودرجتهم أعلى الدرجات بعد النبوة.
فإن جرى قلم العالم بالصديقية، وسال مداده بها، كان أفضل من دم الشهيد الذي لم يلحقه في رتبة الصديقية.
وإن سال دم الشهيد بالصديقية وقطر عليها كان أفضل من مداد العالم الذي قصر عنها.
فأفضلهما صِدِّيقهما.
فإن استويا في الصديقية استويا في المرتبة، والله اعلم.
والصديقية: هي كمال الإيمان بما جاء به الرسول علما وتصديقا وقياما، فهي راجعة إلى نفس العلم، فكل من كان أعلم بما جاء به الرسول، وأكمل تصديقا له: كان أتم صديقية.
فالصديقية شجرة، أصولها العلم، وفروعها التصديق، وثمرتها العمل.
فهذه كلمات جامعة في مسألة العالم والشهيد، وأيهما أفضل؟! " انتهى.
"مفتاح دار السعادة" باختصار (1/ 297 - 299)
وهذا التفصيل – في ظننا – أولى وأقرب من الجزم في المفاضلة بين العلم والشهادة كعملين مجردين كما جرى إطلاقه لدى كثير من العلماء.
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب ( http://www.islam-qa.com/ar/ref/111924/ الفردوس)
ـ[أبو مجاهد المدني]ــــــــ[21 - 07 - 09, 10:59 ص]ـ
أجزل الله لك المثوبة