[هل صحيح أن الحصى والفتات الموجود في المسجد هو عبارة عن مهر للحور العين؟]
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[21 - 07 - 09, 09:33 ص]ـ
مهر الحور العين
[هل صحيح أن الحصى والفتات الموجود في المسجد هو عبارة عن مهر للحور العين؟]
الحمد لله
أولا:
لم يرد تعيين مهر الحور العين في حديث صحيح، وكل ما ورد فيه فهو إما ضعيف جدا أو موضوع، ومجموع ما ورد في ذلك عن ستة من الصحابة:
1 - عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعا قال: (كم من حوراء عيناء ما كان مهرها إلا قبضة من حنطة أو تمر)
رواه العقيلي (1/ 42) وعنه ابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 253) وابن حبان في "المجروحين" (1/ 98)
قال ابن الجوزي: " المتهم به أبان. قال أبو حاتم بن حبان: أبان بن المحبر يأتي عن الثقات بما ليس من أحاديثهم حتى لا يشك المتبحر في هذه الصناعة أنه كان يعملها، لا تجوز الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار، وهو الذى روى عن نافع هذا الحديث وهو باطل، وقال الدار قطني: أبان متروك " انتهى.
وقال ابن أبي حاتم في "العلل" (رقم/641): " قال أبِي: هذا حدِيثٌ باطِلٌ، وأبانٌ هذا مجهُولٌ ضعِيفُ الحدِيثِ " انتهى. وقال الشيخ الألباني في "السلسلة الضعيفة" (رقم/571): موضوع.
2 - ويروى عن أبي هريرة أيضا حديث: (مهر الحور قبضات التمر وفلق الخبز)
رواه ابن عدي في "الكامل" (5/ 25) وابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 253) وقال: " المتهم به عمر بن صبح. قال ابن حبان: كان يضع الحديث عن الثقات، لا يحل كتب حديثه إلا على التعجب " انتهى.
3 - ومما اشتهر أيضا بين الناس مما لا يصح، حديث أنس: (كنس المساجد مهور الحور العين)
رواه الديلمي في "مسند الفردوس" (برقم/4896) وابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 253) وقال:
" فيه مجاهيل. وعبد الواحد ليس بثقة. قاله يحيى. وقال البخاري والفلاس والنسائي: متروك الحديث " انتهى. وحكم عليه الشيخ الألباني بالوضع في "السلسلة الضعيفة" (برقم/4147)
4 - ويحكى عن علي بن أبي طالب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له:
(يا علي! أعط الحور العين مهورهن: إماطة الأذى عن الطريق، وإخراج القمامة من المسجد، فذلك مهر الحور العين)
أخرجه الديلمى في "مسند الفردوس" (رقم/8335) وابن شاهين في "الترغيب في فضائل الأعمال" (رقم/553) وعزاه في "كنز العمال" (16/ 229) لابن النجار.
وفي إسناد ابن شاهين: المعافى بن مطهر، ومورع بن جبير لم أقف لهما على ترجمة، إلا شيئا يسيرا عند ابن ماكولا في "الإكمال" (7/ 263)
5 - وجاء أيضا عن أبي أمامة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قبضات التمر للمساكين مهور الحين العين)
أخرجه الديلمى في "الفردوس" (برقم/4645) وابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 253) وعزاه السيوطي في "جامع الأحاديث" (برقم/15093) إلى الدارقطني في "الأفراد"
قال ابن الجوزي: " تفرد به طلحة عن الوضين.
قال السعدي: الوضين واهى الحديث.
قال النسائي: وطلحة متروك.
وقال ابن حبان: لا تحل الرواية عنه " انتهى.
وحكم عليه الشيخ الألباني بالوضع في "السلسلة الضعيفة" (رقم/6197)
6 - ويروى عن أبي قرصافة واسمه " جندرة " حديث في مهر الحور العين: (إخراج القمامة من المسجد مهور الحور العين)
أخرجه الطبرانى (3/ 19) وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (5/ 110) وأبو بكر الشافعى فى الفوائد (2/ 23/2) وابن منده فى "المعرفة" (2/ 259 برقم/6340) وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" (4/ 144) لأبي بكر الشافعي في رباعياته.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (2/ 113): " في إسناده مجاهيل " انتهى.
وقال الشيخ الألباني "السلسلة الضعيفة" (رقم1675): " وهذا إسناد مظلم، مَن دون أبي قرصافة ليس لهم ذكر في شيء من كتب الرجال، حاشا محمد بن الحسن بن قتيبة، فإنه حافظ ثقة ثبت " انتهى.
والحاصل أنه لم يصح حديث في تعيين مهر الحور العين، ولذلك قال ابن الجوزي رحمه الله في "الموضوعات" (3/ 254):
" هذا حديث لا يصح من جميع جهاته " انتهى.
ثانيا:
مهر الحور العين الحقيقي هو كل عمل صالح يقرب إلى الله تعالى، ويكون سببا في دخول الجنة.
يقول القرطبي رحمه الله في "التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة" (ص/556):
" باب ما جاء أن الأعمال الصالحة مهور الحور العين.
¥