تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[27 - 07 - 09, 02:05 ص]ـ

لننظر ونرى مدى دقة الكلام المنقول

و كيف ان ابن عقيل تتلمذ على أبي إسحق الشيرازي و أخذ طرق المتصوّفة من غيره،، ليمّج التصوف في نهاية أمره

أخذ طريقة المتصوفة كما هو معروف من أبي حامد الغزالي وأبي منصور العطار، ولكنه بعد ذلك رفضها.

ونقل عنه تلميذه ابن الجوزي قوله: " ما على الشريعة أضر من المتكلمين والمتصوفين , فهؤلاء المتكلمون يفسدون عقائد الناس بتوهمات شبهات العقول , وهؤلاء ـ المتصوفة ـ يفسدون الأعمال، ويهدمون قوانين الأديان. فالذي يقول: حدثني قلبي عن ربي فقد استغني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , وقد خبرت طريقة الفريقين فغاية هؤلاء ـ المتكلمين ـ الشك, وغاية هؤلاء المتصوفة الشطح ".

تلبيس إبليس لابن الجوزي ص 375

و يتأثر بالمعتزلة في فترة من فترات حياته،، ليتوب من معتقد المعتزلة بعد استحلال أصحابه الحنابلة لدمه،،

هذا هو المعروف عن ابن عقيل رحمه الله، أنه تأثر بالمعتزلة وليس كما زعم بعض المشاركين من أنه تأثر بالأشاعرة

قال ابن رجب رحمه الله: " وذلك أن أصحابنا كانوا ينقمون على ابن عقيل تردده إلى ابن الوليد، وابن التبان شيخي المعتزلة، وكان يقرأ عليهما في السر علم الكلام ويظهر منه في بعض الأحيان نوع انحراف عن السنة وتأول لبعض الصفات ".

ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب 1/ 322

الخلاصة انه و نظرا لبدئه لمسيرته العلمية على طريقة الأشاعر ةفلم يستطع الانفكاك عنها،،

و انظر نقول العلماء عنه فيما يوافق فيه الأشاعرة منافحا عن معتقدهم في كثير من المسائل،،

هذا هو الخطأ الذي بينته سابقا، فلم يسلك ابن عقيل طريقة الأشاعرة ولا انتسب إليهم ولا درس مذهبهم، بل كما سبق وبيَّنا أنه إنما درس مذهب المتكلمين المعتزلة على ابن الوليد وابن التبان، ثم تاب من ذلك كما هو مشهور معروف.

قال ابن كثير رحمه الله: " في يوم الخميس حادي عشر المحرم حضر إلى الديوان أبو الوفا علي بن محمد بن عقيل العقيلي الحنبلي، وقد كتب على نفسه كتابا، يتضمن توبته من الاعتزال، وأنه رجع عن اعتقاد كون الحلاج من أهل الحق والخير، وأنه قد رجع عن الجزء الذي عمله في ذلك، وأن الحلاج قد قتل بإجماع علماء أهل عصره على زندقته، وأنهم كانوا مصيبين في قتله وما رموه به، وهو مخطئ واشهد عليه جماعة من الكتاب، ورجع من الديوان إلى دار الشريف أبي جعفر فسلم عليه وصالحه واعتذر إليه فعظمه ".

البداية والنهاية لابن كثير 12/ 105

ونقل ابن رجب الحنبلي توتبه وفيها: " يقول علي بن عقيل: إنني أبرأ إلى الله تعالى من مذاهب المبتدعة: الإعتزال وغيره، ومن صحبة أربابه، وتعظيم أصحابه، والترحم على أسلافهم،والتكثير بأخلاقهم، وما كنت علقته ووجد بخطي من مذاهبهم وضلالاتهم؛ فأنا تائب إلى الله سبحانه تعالى من كتابته وقراءته،وإنه لايحل لي كتابته ولا قراءته ولا اعتقاده،وذكر شيئاً آخر، ثم قال: فإني أستغفر الله وأتوب إليه من مخالطة المبتدعة المعتزلة وغيرهم، ومكاثرتهم والترحم عليهم، والتعظيم لهم، فإن ذلك كله حرام، ولا يحل لمسلم فعله؛ لقوله صلى الله عليه وسلم " (من عظّم صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام).

وقد كان سيدنا الشريف أبو جعفر أدام الله علوه، وحرس على كافّتنا ظله ومن معه من الشيوخ والأتباع سادتي وإخواني أحسن الله عن الدين والمروءة جزاءهم مصيبتي في الإنكار علي لما شاهدوه بخطي في الكتب التي أبرأ إلى الله تعالى منها، وأتحقق أنني كنت مخطئا فيها غير مصيب، ومتى حفظ علي ما ينافي هذا الخط وهذا الإقرار فلإمام المسلمين أعز الله سلطانه مكافأتي على ذلك بما يوجبه الشرع من ردع ونكال وإبعاد وغير ذلك، وأشهدت الله تعالى وملائكته وأولي العلم على جميع ذلك غير مجبر ولا مكره، وباطني وظاهري في ذلك سواء، قال الله تعالى: (وَمَنْ عَادَ فَيَنتَقِمُ اللّهُ مِنْهُ وَاللّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ)

ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب 1/ 322

وقال عنه الحافظ ابن حجر في لسان الميزان: " وهذا الرجل من كبار الأئمة نعم كان معتزليا ثم اشهد على نفسه أنه تاب عن ذلك وصحت توبته ثم صنف في الرد عليهم ".

لسان الميزان للحافظ ابن حجر 5/ 563

بل كان ابن عقيل رحمه الله يرد على الإشاعرة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير