ـ[أبو يوسف المالكي]ــــــــ[27 - 07 - 09, 02:56 م]ـ
لقد تعرض المذهب المالكي والعقيدة السنية ببلاد أفريقية والمغرب الأقصى لامتحانات عصيبة على يد الأغالبة والرافضة العبيديين والموحدين. فالأغالبة بتونس قربوا المعتزلة الذين كانوا جميعا حنفية، واستأثروا بمناصب القضاء، والعبيديون - لعنهم الله في الدارين - امتحنوا أهل السنة وأخذوا الناس بالسيف وقتلوا الأئمة، ولم يصمد لهم الناس إلا بوحدة المذهب المالكي والعقيدة السنية، فنكس حفدة المجوس وغيروا الدار وطاب لهم المقام في مصر وقاهرتهم وطهر الله تعالى بلاد المغرب من أدرانهم.
أما في المغرب الأقصى، فالأمر كان محمودا على عهد المرابطين، الذين أقروا العمل بمذهب مالك، في حين كانت العقيدة سنية خالصة ومذهب الأشعري لم يُعرف بعد بهذه الربوع القاصية من بلاد الإسلام، حتى ولي الأمر الموحدون، الذين كان جدهم ومؤسس دولتهم - المهدي ابن تومرت - رأسا في كل بدعة وضلالة؛ فالرجل رحل إلى المشرق ودرس الكلام ونقل مذهب المتكلمين والكلابية والجهمية والمعتزلة والروافض، وصنع من ذلك خليطا هجينا عجيبا غريبا، وادعى المهدوية. ثم جاء من بعده من الموحدين - وهكذا سموا أنفسهم - من منع العمل بمذهب مالك، وأحرقوا المدونة وامتحنوا الناس، وقدموا مذهب ابن حزم لا لشيء إلا مخالفة للمرابطين، فكاد يكون ذلك سببا في انهيار دولتهم، حتى عادوا إلى رشدهم وأقروا الناس على ما هم عليه منذ قرون.
أما ببلاد الأندلس فالأمر كان أهون، إذ أجمع أهل الجزيرة على العمل بمذهب مالك حال حياته، وعاش مالك رضي الله عنه وهو يرى انتشار مذهبه بالأندلس والتلاميذ يأتونه من أقصى البلاد، فلم يعكر الصفو إلا شذوذ ظاهرية ابن حزم رحمه الله الذي كان لحدته أكبر الأثر في نفور الناس من مذهبه، علاوة على شذوذ مذهبه في كثير من الأصول والفروع.
ـ[أبو يوسف المالكي]ــــــــ[27 - 07 - 09, 03:10 م]ـ
ومن تأمل كلام الباجي والقصة بأكملها تبين له جناية من يتهم المذهب بقصوره عن الدليل، والحال أن صاحب هذه الفرية إنما طالع بعض المختصرات التي ليس من طبيعتها ومنهجها الإتيان بالدليل - وهذا ملموس في كل المذاهب الأربعة - كمختصر خليل والرسالة وجامع الأمهات. (فأين الدليل في مختصر الخرقي ومتن أبي شجاع مثلا؟).
والمنصف إنما يوفقه الله إلى الصواب بسعة اطلاعه وعدم تسرعه في الأحكام، ومن يقرأ الاستذكار والذخيرة والمنتقى والفندلاوي وشرح التلقين والتمهيد وحالفه الحظ لترى عيناه شيئا من شروح المدونة والتقييدات عليها وعلى تهذيب البرادعي وغيرها مما لا يزال دفين خزانات المخطوطات تبين له الشحم من الورم.
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[28 - 07 - 09, 03:30 ص]ـ
اخي يوسف كان هناك من بين بلدنا من يقول هذا القول فلما اوقفته على شرح ابن بطال و انقاله عن ابن القصار و على بعض شروح الموطا رجع عن قوله
وانما الناس في زماننا تبع لمن يسرع في انتقاص المذاهب وائمتهم
نسال الله العافية
ـ[أبو يوسف المالكي]ــــــــ[28 - 07 - 09, 04:33 ص]ـ
المذهب المالكي خصوصا له أكبر نصيب من الانتقاص، والبعض يتقاضى أجرا من جهات مشرقية بدعوى الذب على السنة ومحاربة التعصب والتقليد، والحال أنه يدعو الناس إلى مذهب مواليه.
نعوذ بالله من الخذلان.
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[28 - 07 - 09, 04:45 ص]ـ
نشرت جريدة الشروق تقريرا عن خيانة بعض رجال السلطة والقائمين على وزارة الشؤون الدينية الجزائرية قد باعوا ويسروا لجهات معروفة نشر بعض المذاهب الغريبة مقابل بعض الدولارات ...
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[28 - 07 - 09, 05:56 ص]ـ
دفاع الائمة الباجي وابن زرقون عن المذهب
نقلا عن فتاوى الشيخ الفقيه عليش
قَالَ الْبُرْزُلِيُّ وَرَأَيْتُ فِي بَعْضِ تَوَارِيخِ الْأَنْدَلُسِ أَنَّ ابْنَ حَزْمٍ رَأْسَ الظَّاهِرِيَّةِ بِالْأَنْدَلُسِ قَالَ إنَّمَا أُشْهِرُ مَذْهَبَ مَالِكٍ وَالْمَدَنِيِّينَ وَهَذِهِ الْفُرُوعُ بِإِفْرِيقِيَّةَ دُخُولُ سَحْنُونَ بْنِ سَعِيدٍ بِمَسَائِلِهِ فَوُلِّيَ الْقَضَاءَ بِهَا فَأَخَذَتْ عَنْهُ مَسَائِلَهُ لِأَجْلِ قَضَائِهِ وَرِيَاسَتِهِ وَاشْتُهِرَ أَمْرُهُ وَاشْتُهِرَتْ مَسَائِلُ مَالِكٍ بِالْأَنْدَلُسِ لِدُخُولِ عِيسَى بْنِ دِينَارٍ وَيَحْيَى بْنِ يَحْيَى وَغَيْرِهِمْ مِنْ رُؤَسَاءِ الْأَنْدَلُسِ وَقُضَاتِهَا فَاشْتُهِرَ عَنْهُمْ أَخْذُهَا وَالتَّمَذْهُبُ بِهَا , وَإِنَّمَا كَانَ ذَلِكَ لِرِيَاسَتِهِمْ فَتَرَكَ النَّاسُ السُّنَنَ وَاتَّبَعُوهُ.
كلام ابن حزم - رحمه الله - موجود في "رسائله " المجلد الأول وكان كلامه عن سبب انتشار المذهب المالكي في المغرب وكذلك عن سبب انتشار المذهب الحنفي في المشرق. وهو قريب من كلام المعلمي اليماني في "التنكيل" وما قاله ابن حزم حق ... فالمذهب الحنفي والمالكي انتشر بقوة الدولة ... ولذلك خفت المذهب الحنبلي لأنه لم يكن له دولة تنشره قبل دولة ابن سعود والشافعي انتشر بقوة الوزير نظام الدين .. وهذا معروف فليس هذا تجنيا من ابن حزم على المذهب المالكي ..
¥