* ومن لطائف هذا المجموع العظيم وعِبره؛ ما ذكره الشيخ بكر أبو زيد ـ حفظه الله ـ: «أن ابن مُرّي المتوفى بعد سنة 728هـ يكتب رسالة لتلاميذ شيخ الإسلام، وقد ضمنها الوصية بكتب شيخ الإسلام ونشرها، ثم قال ـ رحمه الله ـ: «ووالله ـ إن شاء الله ـ ليقيمن الله سبحانه لنصر هذا الكلام ونشره، وتدوينه وتفهمه، واستخراج مقاصده، واستحسان غرائبه وعجائبه رجالاً هم إلى الآن في أصلاب آبائهم ... » (4).
قال الشيخ بكر أبو زيد معلقاً: «وقد بَرَّت يمين ابن مُرِّي ـ بحمد الله ومنته ـ فقام الشيخ عبدالرحمن بن قاسم المتوفى سنة 1392هـ ـ رحمه الله تعالى ـ بمساعدة ابنه محمد المتوفى سنة 1421هـ ـ رحمه الله تعالى ـ بعد نحو ستة قرون بهذه المهمة الجليلة في: مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية» (5).
* وقد ذكر ذلك الوالد ـ رحمه الله ـ شيئاً من ذلك في مقدمة الفهارس في المجلد 36 صفحة ج حيث قال: «احببت أن أقوم بعمل ما ليصل القارىء إلى بغيته في تلك المجلدات التي تتضمن قواعد نفيسة وأبحاثاً هامة، وفوائد قيمة. وأرجو أن أكون بهذا قد حققت شيئاً ما من رغبة المؤلف حيث قال بعد أن ذكر تفسير (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ).
مفرقاً .. «فتأمل هذه المعاني وتلخص وتهذب» (1).
* وقد كان لإخراج هذا المجموع العظيم النفع الكبير والأثر الواضح، فقل أن تجد فتوىً لأهل الإسلام إلا وزُينت بكلام لشيخ الإسلام، ولا تجد نقلاً في أبواب العلم إلا ولشيخ الإسلام قصب السبق، والمجموع كما قال عنه الشيخ محمد بن إبراهيم ـ رحمه الله ـ: «هذا كتاب عظيم القدر كثير الفائدة» (2).
* وقد ذكر الوالد ـ رحمه الله ـ في مقدمة المستدرك على الفتاوى ما نصه: « .. ولا تزال عند العلماء والمفتين والقضاة والمتعلمين من أكبر المراجع وأوثقها».
* ولله در الباحث العالم الجليل بكر أبو زيد ـ حفظه الله ـ وهو يقول:
«إن هذا المجموع المبارك «مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية» لابن قاسم هو غرة في جبين الدهر، زينة لأهل الإسلام، لسان صدق للعلماء، عمدة للباحثين، نفع الله به أقواماً بعد آخرين، وقد انتشر في العالمين انتشار العافية، وكُتب له من القبول والانتشار ما يعز نظيره في جهود المتأخرين فالحمد لله رب العالمين» (1).
* وقد وصفه الشيخ عبدالله بن بسام في كتابه علماء نجد بقوله: «العمل الكبير الضخم النافع الذي قام به، ويستحق عليه الثناء العاطر، والدعاء الخالص» (2).
* قال الوالد ـ رحمه الله ـ عن هذا المجموع العظيم: «فلن يجد البحاثة المطلع «فتاوى» جمعت واستوعبت كل فن من الفنون الإسلامية ـ العقائدية والتشريعية ـ ما جمعته فتاوى العالم الرباني شيخ الإسلام ابن تيمية ـ طيب الله ثراه ـ.
ولن يجد فتاوى يزداد اتجاه أنظار العلماء إليها والبحث عنها والنهل من معينها يوماً بعد يوم ما لهذه الفتاوى، بل اعتقد أنها ستكون عمدة لكل مسلم في أنحاء العالم وأن كل من لم يحط بها علماً سيفوته من الصواب بقدر ما جهل منها» (3).
* وصدق ظنه فالأمة ترجع إلى علمائها ومن أوثقهم وأكثرهم علماً شيخ الإسلام ابن تيمية، وقد وجدتُ في داخل وخارج المملكة أكثر من عشرين رسالة دكتوراه ومثلها رسائل ماجستير، أما في داخل المملكة فيقارب من هذا العدد؛ وكلها قامت على تحقيق بعض أجزاء هذا المجموع العظيم، وبعض الرسائل شملت بعضاً من جزء واحد فقط ومنها:
1 ـ رسالة الباحث: عبدالرشيد بن محمد أمين قاسم.
عنوان الرسالة: الإجماعات الفقهية عند شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى.
مستوى الرسالة: دكتوراه.
2 ـ رسالة الباحث: إبراهيم بن عبدالله بن صالح الدويش.
عنوان الرسالة: تخريج الأحاديث والآثار الواردة في مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية: المجلد الثاني والعشرين من بداية فصل «أما الأكل واللباس» (ص 310) حتى نهاية فصل «وعد التسبيح بالأصابع سنة» (ص 534).
مستوى الرسالة: دكتوراه.
3 ـ رسالة الباحث: عادل بن محمد بن عبدالعزيز السبيعي.
عنوان الرسالة: فتاوى شيخ ابن تيمية «تحقيق ودراسة وتخريج الأحاديث والآثار الواردة في المجلد الثاني والعشرين» من أوله حتى آخر فصل «أما قيام الليل»
مستوى الرسالة: دكتوراه.
4 ـ رسالة الباحث: حمد بن إبراهيم الشتوي.
¥